سمو محافظ الخرج يستقبل مدير مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمحافظة    «التجارة»: استطلاع آراء المهتمين بمشروع لائحة نظام السجل    كاسيو سيزار على أعتاب الهلال.. صحيفة برتغالية توضح تفاصيل الصفقة المُرتقبة    تنظيم الملتقى السنوي العاشر للجمعيات العلمية بجامعة الملك سعود    بوتين: مستعدون للحوار مع إدارة ترمب    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته لمراكز " قيا شقصان كلاخ والسديرة"    جيسوس يحدد موقف تمبكتي من الانتقال إلى ألافيس    إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة الرياض تقبض على 9 أشخاص ارتكبوا 33 حادثة احتيال مالي    يواجه تساؤلات الأعضاء حيال أداء الوزارة.. وزير النقل يستعرض الرؤية المستقبلية والاستراتيجية الوطنية أمام «الشورى»    عبدالعزيز بن سعد يستقبل رئيس جامعة حائل المكلف    من ينزع فتيل الحرب شمال شرق سورية ؟    نائب أمير منطقة مكة يرأس اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    مجمع الملك عبدالله الطبي بجدة ينجح في إنهاء معاناه مريضتين مع السلس البولي الإلحاحي المزمن    ضبط عمالة مخالفة تغش في المواد الغذائية ومستحضرات التجميل بالرياض    50 طبيب ومختص يتدربون على التعامل مع حوادث الإصابات الجماعية بجامعي الخبر    نائب أمير تبوك يستقبل قائد حرس الحدود بالمنطقة    أمين القصيم يلتقي وكيل الوزارة المساعد للتخصيص    281 شاحنة مساعدات إنسانية تدخل قطاع غزة    مستشفى قوى الأمن بالدمام يحصل على شهادة اعتماد "حياك" كأول مستشفى حكومي في المملكة    عملة «ترمب» تمحو مكاسبها.. تراجعت 98% خلال ساعات    إصابة أربعة أطفال في إطلاق نار وانفجار جسم من مخلفات الاحتلال في مدينة رفح    تسريبات من خطاب التنصيب.. ترمب: موجة التغيير ستجتاح أمريكا    من القيد حتى الإغلاق.. المحاكم العمالية تختصر عمر القضية إلى 20 يوماً    الذهب يقلّص خسائره.. الأوقية عند 2697 دولاراً    المنتدي الاقتصادي العالمي يبدأ فعالياته اليوم    أمير تبوك ونائبه يواسيان أسرة السحيباني في وفاة والدتهم    مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع قسائم شرائية للكسوة الشتوية على اللاجئين السوريين في الأردن    الموارد البشرية تُكمل إطلاق خدمة "التحقق المهني" للعمالة الوافدة في 160 دولة    ارتفاع مبيعات NHC وشركائها أكثر من 253 % بقيمة تتجاوز 26.7 مليار ريال    استخدام "الجوال" يتصدّر مسببات الحوادث المرورية بنجران    رئيس الهيئة العامة لشؤون الحج والعمرة الليبي يزور حي حراء بمكة    الأمير سعود بن نهار يطلق اعمال الورش التدريبية لمشروع معاذ بالهلال الأحمر    وفد من الشورى يطلع على خدمات منطقة الحدود الشمالية    الاتفاق يتربص بالأهلي.. والفيحاء والخلود «صراع الهبوط»    يايسله يبحث عن انتصاره ال 34 مع «الراقي»    أمير الرياض يعزي في وفاة المباركي    نيمار يرفض الرحيل عن الهلال    "العُلا" و"الابتسام" إلى نهائي كرة الطائرة الشاطئية    حصة بنت سلمان: مدارس الرياض الحلم السابق لعصره    جمعية أصدقاء ذوي الإعاقة تنظّم بطولة رياضية    خادم الحرمين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية في وفاة الشيخ عبدالله الصباح    "إسناد" تعزز الشفافية المالية في قطاع التعدين    نواف سلاّم القاضي النزيه رئيسا لوزراء لبنان    نورة الفيصل ل«عكاظ»: «فنون التراث» تبرز الهوية السعودية برؤية عصرية    نصائح للكاتب الهازئ في إرباك القارئ    الصداقة بين القيمة والسموم، متى يكون التخلص من الأصدقاء ضرورة وليست أنانية؟    قصة «جريش العقيلي» (1)    ميزة من واتساب لمشاركة الموسيقى في الحالة    أمير الرياض يستقبل السفير العماني.. ويعزي المباركي    الجار    البرازيلي «ريتشارليسون» يقترب من دوري روشن    سان جيرمان ينافس الهلال للتعاقد مع محمد صلاح    التدخين والمعسل وارتباطهما بالوعي والأخلاق    شرب ماء أكثر لا يعني صحة أفضل    النجدي مديرًا لمستشفى الملك فهد في جازان    محمد سعيد حارب.. صانع أشهر مسلسل كرتوني خليجي    الحب لا يشيخ    السديس: لحظة تاريخية استثنائية.. إطلاق أكبر هيكلة تنظيمية برئاسة الشؤون الدينية في الحرمين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بلير : على الحركة الاسلامية الاختيار "بين الديموقراطية والعنف" سولانا : النتائج تضعنا أمام "وضع جديد" دوفيلبان : وضع قلق . بيرلسكوني : فوز "حماس" سلبي جداً . أوروبا "المرتبكة" تشترط اعتراف "حماس" باسرائيل لمواصلة دعم السلطة الفلسطينية

قابلت الديبلوماسية الأوروبية فوز حركة"حماس"في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني بقدر من الارتباك والدعوات الملحة في اتجاهها من أجل"التخلي عن العنف والاعتراف باسرائيل"لقاء استمرار الدعم الأوروبي للسلطة الوطنية.
وبينما ربطت المفوضة مسؤولة العلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنير التعاون مع الحكومة الفلسطينية الجديدة"بالتزامات تنفيذ اتفاق الشراكة ومواصلة مسيرة السلام والحل التفاوضي"، أكد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية خافيير سولانا إن فوز"حماس"يضع الاتحاد الأوروبي أمام"وضع جديد كلياً".
وسيبحث وزراء خارجية بلدان الاتحاد ال 25 الوضع الجديد في الشرق الأوسط الاثنين المقبل في بروكسيل، بعد ان يكون إعلان النتائج النهائية قد اكتمل.
وقال سولانا، في بيان أمس،"ننتظر تأكيد النتائج ويمكن ان تضعنا أمام وضع جديد". وجدد تمسك الاتحاد الأوروبي بموقف"يؤيد الاعتراف باسرائيل والحل السلمي التفاوضي الذي يقود الى قيام دولتين". وذكر سولانا أن الوضع الجديد سيُبحث في نطاق اجتماع تعقده اللجنة الرباعية على هامش المؤتمر الدولي حول افغانستان يوم الثلثاء في لندن.
وأكدت المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو-فالدنر ان المفوضية"تعتزم التعاون مع حكومة فلسطينية اياً كانت إذا كانت مصممة على تحقيق اهدافها بطريقة سلمية". وقالت أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي"حتى قبل صدور النتائج الرسمية للانتخابات، فمن الواضح ان حماس حصلت على نتائج جيدة". وقالت:"سنعمل مع المستعدين لدفع السلام بالسبل السلمية"، مؤكدة انه يجب التعامل مع المسألة"بمهارة". وأضافت"أدرك صعوبة الوضع ... الأمر يعود الآن الى الدول الأعضاء لتعبر عن مواقفها".
وأضافت ان على الاتحاد الأوروبي"بحث مسألة"مشاركة"حماس"في الحكومة في اجتماع وزراء خارجية الدول ال 25 الأعضاء في الاتحاد الاثنين في بروكسيل. وأضافت ان"الأمر لا يتعلق بأحزاب سياسية ... بل بحقوق الانسان ودولة القانون والمبادىء الديموقراطية".
ومنذ 2003 قدمت دول الاتحاد الاوروبي والمفوضية الاوروبية نحو 500 مليون يورو 613 مليون دولار سنوياً الى السلطة الفلسطينية مما يجعل أوروبا أكبر مانح للفلسطينيين. وعبّرت المفوضة الأوروبية عن"ارتياحها ... لسير الانتخابات"، وقالت"من المهم ان نلاحظ ان الانتخابات جرت، ومجرد انها جرت أمر مهم".
ويتمثل بعض جوانب"الوضع الجديد"الذي أشار اليه سولانا في ان الاتحاد الاوروبي قد يجد نفسه مضطراً الى التعاون مع حركة"حماس"التي صنفها ضمن المنظمات الارهابية منذ خريف 2004. وأوضحت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة"إن شطب"حماس"من قائمة الارهاب"يرتبط بشوط التطور السياسي للحركة وفي شكل خاص عدولها عن العنف وحمل السلاح وضرورة الاعتراف باسرائيل". وأضافت"إن ادارج حماس ضمن قائمة الإرهاب تطلب بعض الوقت وشطبها منها سيكون نهاية مسيرة كاملة". ويتابع الديبلوماسيون الأوروبيون عن كثب تقدم"حماس"في الحقل السياسي والفوز الذي كانت أحرزته في الانتخابات المحلية. وكان خبراء أمنيون أجروا محادثات مع مسؤولين في"حماس"خلال مفاوضات الهدنة مع اسرائيل، قبل ادراج الحركة في قائمة الارهاب.
ولاحظ مصدر أوروبي مطلع، تخفظ عن نشر اسمه، ان الاستعراضات التي نظمتها"حماس"في الحملة الانتخابية الأخيرة"خلت من مظاهر التسلح التي برزت في المقابل خلال مظاهرات فتح. وقدمت"حماس"النساء والأطفال والأعلام الخضراء من دون رفع اسلحة. وعلى صعيد الخطاب، فإن بعض كبار المسؤولين في الحركة لم يستبعد الخيار التفاوضي، ما يوحي بأن الجناح السياسي في الحركة يتمتع بقدر كبير من التأثير في صفوف الحركة". ولا يغفل الاوروبيون ان قوائم"حماس"ضمت شخصيات مستقلة وليبراليين وان ذلك قد يؤثر في تركيب برنامج الحكومة اذا دعيت الحركة الى تشكيلها.
ورأت المفوضة الفلسطينية في بروكسيل ليلى شهيد أن كلاً من اسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يتمتع بقدر من المسؤولية في افرازات الوضع السياسي ونتائج الانتخابات الفلسطينية. وقالت شهيد ل"الحياة"إن"فوز حماس لا يستند الى ما يُقال عن أسباب انتشار الفساد في صفوف حركة فتح وإنما لسياسات الاحتلال الاسرائيلي وتوسع الاستيطان ورفض اسرائيل تنفيذ خريطة الطريق التي تُعد في أساسها ورقة أميركية أوروبية". واضافت إن الاسرائيليين كانوا انتخبوا ارييل شارون على رغم فضائح الرشاوى والفساد. ورأت ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لم يقنعا شارون بتنفيذ خريطة الطريق والتعاون مع السلطة الفلسطينية في وقت كان يواصل فيه سياسات آحادية مكّنته من تدمير أجهزة السلطة وفرض العزلة على الرئيس الراحل ياسر عرفات ثم الانسحاب من غزة من دون التفاوض مع السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس.
رئاسة الاتحاد الأوروبي
وفي فيينا ا ف ب، أعلن المستشار النمسوي وولفغانغ شوسل الذي تتولى بلاده حالياً رئاسة الاتحاد الأوروبي، أمس في فيينا، ان الاتحاد الاوروبي سيحكم على الحكومة الفلسطينية الجديدة التي ستشكلها حماس"وفقاً لمساهمتها في عملية السلام". وقال شوسل في حديث مع اذاعة"او.ار.اف"العامة"سنحكم على أي حكومة او برلمان فلسطيني وفقا للمساهمة في عملية السلام والاعتراف باسرائيل و"نظرية قيام دولتين"تؤدي الى الاعتراف بدولة فلسطينية".
وقالت وزيرة الخارجية النمساوية اورسولا بلاسنيك في بيان نشر في فيينا ان"الاتحاد الاوروبي مستعد لدعم حكومة فلسطينية تتعهد بالتخلي عن العنف وبالتوصل الى تسوية النزاع في الشرق الاوسط عبر التفاوض". واضافت:"كما سبق ان قلنا مرارا في الماضي لا مكان في العملية السياسية في الشرق الاوسط للاشخاص او المجموعات التي تدعو الى العنف".
أنان
وفي دافوس سويسرا، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بسير الانتخابات الفلسطينية التشريعية، إلا انه لم يعلق على فوز حركة المقاومة الاسلامية فيها.
وقالت الأمم المتحدة في بيان ان"الأمين العام اتصل بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ليهنئه والشعب الفلسطيني على اجراء الانتخابات التشريعية بطريقة سلمية اتسمت بالنظام". وأضاف البيان ان"الأمين العام يعتبر هذه الانتخابات خطوة مهمة باتجاه اقامة الدولة الفلسطينية ... ويتطلع الى صدور النتائج خلال الأيام المقبلة".
ويشارك أنان حالياً في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري.
باريس
وفي باريس، أبدى رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان قلقه أمس من الفوز الكبير ل"حماس". وسُئل في مؤتمر صحافي هل ستتعاون فرنسا مع حكومة فلسطينية تضم"حماس"، فأجاب:"ليس لدي الأرقام النهائية، لكن الشيء المؤكد أننا نواجه وضعاً يدفعني الى ابداء قلقي".
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي انه ينبغي عقب الانتخابات الفلسطينية والانتخابات الاسرائيلية في 28 آذار مارس المقبل"تعبئة الأسرة الدولية لإعادة احياء نهج سياسي مطابق للقانون الدولي ومبني على خريطة الطريق"بالعمل مع"الحكومة الاسرائيلية الجديدة والسلطة الفلسطينية الجديدة". وأضاف ان اجتماع مجلس الشؤون الخارجية الأوروبي الذي سيُعقد في 30 الشهر الجاري يشكّل مناسبة"لنناقش سريعاً مع شركائنا الأوروبيين سبل تحريك النهج السياسي الذي نطمح اليه".
لندن
وفي لندن، قالت وزارة الخارجية البريطانية أمس ان"حماس"يجب أن تنبذ العنف وتعترف بحق اسرائيل في الوجود ان كانت تريد العمل مع المجتمع الدولي. وقال وزير الخارجية جاك سترو في تصريحات أدلى بها في أنقرة ووُزّعت في لندن، انه"يتعين على حماس ان تدرك ان الديموقراطية تتطلب التخلي عن العنف". وشدد على انه"يتعين على"حماس"ان تختار، ويتعين علينا الانتظار والترقب. فالمجتمع الدولي يريد ان تقوم حماس بنبذ صحيح للعنف وان تُقر بوجود اسرائيل".
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية ان لندن لا تستبعد إمكان التعامل مع بعض الشخصيات في"حماس". لكنه أكد"إن هذا القرار ليس قرارنا، لكنه قرار حماس بأن تتخلى عن العنف". وتابع:"لدينا مسؤولية ان نقبل نتيجة الانتخابات الديموقراطية، ولكن هؤلاء الذين يشاركون في الانتخابات الديموقراطية لديهم مسؤولية ان يتخلوا عن العنف، ذلك لأن الرصاصة وصندوق الانتخابات لا يتفقان معاً".
وفي دبلن أ ب ، قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إثر محادثات مع رئيس الوزراء الايرلندي بيرتي اهيرن، ان حركة"حماس"يجب ان تختار بين العنف والديموقراطية. وأقر بأن"حماس"أظهرت قوتها في الانتخابات، قائلاً:"بالطبع، نعترف بالتفويض الذي حصلت عليه حماس". لكنه زاد ان على"حماس"الآن ان تختار"بين طريق الديموقراطية أو طريق العنف". وقال ان الوسيلة الوحيدة للوصول الى حل"جيّد"للشعب الفلسطيني يجب ان تعتمد على الديموقراطية والتعايش السلمي"بين دولة اسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة".
برلين
وفي برلين، دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فاتر شتاينماير حركة"حماس"الى التخلي عن العنف والاعتراف باسرائيل كشرطين لا بد منهما للقبول بها شريكاً. وأعرب في حديث أدلى به الى إذاعة"بايريشر روندفونك"الألمانية خلال مشاركته في تشييع جنازة رئيس كوسوفو الراحل ابراهيم روغوفا في بريشتينا، عن اعتقاده ان"طريق حماس الى الاعتراف باسرائيل لا يزال بعيداً". ولفت الى انه ينوي التشاور مع نظرائه الأوروبيين للخروج بموقف موحد من التطورات الفلسطينية. وتابع:"على القوى التي ستشارك في الحكومة الفلسطينية ان تتخلى عن العنف"، مضيفاً ان"الشرط الثاني هو الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود، ولكن يبدو ان طريق حماس الى ذلك لا يزال بعيداً جداً".
ودعا الناطق باسم الكتلة النيابية للاتحاد المسيحي الحاكم لشؤون التنمية كريستيان روك حركة"حماس"الى الاعتراف باسرائيل، محذّراً من"ان رفض ذلك سيؤدي الى انهاء التعاون الانمائي مع الجانب الفلسطيني". واضاف:"من المهم جداً ان يكون واضحاً للمواطنين ان حكومة ذات طابع سلمي هي وحدها البديل الحقيقي لدعم التطور الديموقراطي في المناطق الفلسطينية.
موسكو
وفي موسكو، اعلنت روسيا انها ستواصل التعاون مع السلطة الفلسطينية بغض النظر عن تركيبة الحكومة المقبلة، وأعربت عن أملها في التزام حركة"حماس"في حال مشاركتها في التشكيلة الحكومية بمسار التسوية السلمية في الشرق الأوسط.
واكد الكسندر كالوغين، ممثل وزير الخارجية الروسي لشؤون التسوية في الشرق الأوسط ان بلاده ستواصل تعاوناً وثيقاً مع الفلسطينيين مهما كانت نتائج الانتخابات، وقال ان موسكو تتعاون مع السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس بغض النظر عن تركيبة الحكومة الحالية أو المقبلة، مشيراً الى ان هذا يعد"منهجاً عاماً اساسياً في السياسة الروسية ولن يخضع لأي تغيير". وأضاف كالوغين في تصريح أدلى به مباشرة بعد اعلان قيادة"حماس"تحقيق فوز كبير في الانتخابات، إن موسكو تأمل في ان يستمر نهج الرئيس عباس وستحكم على الحكومة الفلسطينية من خلال أدائها على ارض الواقع. واعتبر ان من السابق لأوانه تحديد آثار نتائج الانتخابات على الوضع الفلسطيني، مشيراً الى ضرورة انتظار النتائج الرسمية ومعرفة ما اذا كانت"حماس"ستشارك في التشكيلة الحكومية المقبلة، مشيراً الى وجود فوارق مهمة بين"حماس كحزب سياسي، وحماس كشريك في الحكومة". وأعرب عن أمل بلاده في ان تلتزم"حماس"في حال مشاركتها في الحكومة الجديدة بخط التسوية السياسية وخصوصاً خطة"خريطة الطريق"التي"يجب ان تؤدي الى قيام دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام الى جانب اسرائيل".
وأعرب كالوغين الذي ترأس وفد بلاده لمراقبة الانتخابات الفلسطينية، عن ارتياحه لمجرى العملية الانتخابية، وقال إن المراقبين الدوليين لم يسجلوا وقوع أي انتهاكات يمكن وصفها بأنها جدية. وأشاد بجهود أجهزة الأمن الفلسطينية التي قال انها بذلت جهوداً ملموسة لضمان أمن وسلامة عمليات الاقتراع.
روما
وفي روما اف ب، اعتبر رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني ان فوز حركة"حماس"في الانتخابات التشريعية الفلسطينية"سلبي جداً". ووصف برلوسكوني، رداً على سؤال خلال برنامج تلفزيوني، ان فوز"حماس""سلبي جداً". وقال"اذا تأكدت هذه الأخبار للأسف، فإن كل ما أملنا به من احتمال التوصل الى السلام بين اسرائيل وفلسطين، دولتين مستقلتين صديقتين تعيشان بسلام، سيتأجل الى وقت غير معروف".
وأضاف:"في كل الأحوال يجب على الدوام الاحتفاظ بالأمل"، معبّراً عن أسفه لأن"غالبية الشعب الفلسطيني تؤمن بهذه المنظمة المتطرفة".
وذكر بأن حكومته اقترحت مرات عدة تنظيم مفاوضات سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين في صقلية.
وعبّر زعيم المعارضة ليسار الوسط رومانو برودي عن"قلق شديد". وقال برودي في بيان ان"فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية، إذا تأكد بالأرقام الرسمية، يثير قلقاً شديداً لدى كل الذين يأملون في عملية سلام". وأضاف برودي"آمل بقوة، لكن آمل خصوصاً بالنسبة الى الشعب الفلسطيني، ان يتمكن قادة حماس من انتهاز الفرصة التاريخية لبناء السلام والديموقراطية". وأكد برودي"لا بد ان تنبذ حماس نهائياً العنف وان تعترف بدولة اسرائيل وتقدم لشعبها ديموقراطية فعلية ومتينة وعادلة".
أما وزير الخارجية الايطالي جيانفراكو فيني فأشار الى"سيناريوهات مثيرة للقلق"إثر فوز"حماس". وقال فيني انه"يجب احترام رغبة الناخبين لكن التصويت يفتح الباب من دون شك امام سيناريوهات مثيرة للقلق ويهدد بإبعاد مسألة قيام دولة فلسطينية".
باكستان
وعلّقت الحكومة الباكستانية بحذر على فوز حركة"حماس". وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الباكستانية تسنيم أسلم رداً على سؤال ل"الحياة"عن فوز حماس:"الحكومة والشعب في باكستان يرحبون بإجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية والتي كانت سلمية ولم تشهد أي أحداث عنف على الإطلاق. هذه هي الديموقراطية في شكلها العملي والتي نرحب بها. ونأمل بأن تؤدي نتائج الانتخابات إلى الاستمرار في عملية السلام في الشرق الأوسط".
ورأى الجنرال حميد جول، المدير السابق للاستخبارات الباكستانية والقريب من الحركات الإسلامية خصوصاً الجهادية، ان فوز"حماس"هو بوابة للسلام الحقيقي القائم على العدل. وأضاف أن"حماس"ليست ضد عملية السلام لكنها تطالب بأن يكون سلاماً عادلاً. وأشار إلى أن على الإدارة الأميركية والحكومات الأوروبية القبول بنتائج الخيار الديموقراطي ورأي الشعب الفلسطيني ومن ثم الضغط على إسرائيل من أجل قبول نتائج الانتخابات الفلسطينية وخيار الشعب الفلسطيني. وأضاف الجنرال حميد جول إنه يتوقع أن تستمر"حماس"في الالتزام بالتهدئة في المرحلة الراهنة والسلام في شكل عام ولكن وفق ثلاثة شروط: 1- السيادة الكاملة للفلسطينيين على أراضيهم وعدم المساس بها من أي جهة كانت. 2- ضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين وتمكينهم من ممارسة حق العودة إلى الأراضي الفلسطينية كافة التي أجبروا على الرحيل منها. 3- استعادة القدس وعدم قبول المساومة عليها مهما كان الثمن.
أما عبدالغفار عزيز، مستشار قاضي حسين أحمد أمير الجماعة الإسلامية الباكستانية، فقال ل"الحياة"إن نسبة المشاركة المرتفعة وعملية الاقتراع السلمية للناخبين الفلسطينيين أثبتتا أن الشعب الفلسطيني"شعب يستحق أن يقرر مصيره ويتعامل في شكل حضاري على رغم كل الخلافات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية". وأضاف أن في الدول الديموقراطية الغربية أو غيرها لا تصل نسبة المشاركين في التصويت عادة إلى خمسين في المئة أو أكثر قليلاً، بينما في الجانب الفلسطيني ورغم الحواجز والاحتلال والمعوقات بلغت النسبة أكثر من 76 في المئة، و"أظهرت النتائج المعلنة حتى الآن توجهاً شعبياً نحو الحل الوحيد وهو الإسلام".
وعن تأثير نتائج الانتخابات على عملية السلام في المنطقة، قال عبدالغفار عزيز ان عملية السلام لن تؤتي ثمارها إن كان المفاوض الفلسطيني ضعيفاً أو كان عدوه يتعامل معه على أنه مقطوع عن شعبه ولا يمثله، أما بعد هذه الانتخابات فإن أي حكومة ستكون مدعومة بتأييد شعبي واسع.
وفي أنقرة، قال وزير الخارجية التركي عبدالله جول في مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني جاك سترو ان"المهم هو أن الانتخابات جرت في شكل شفاف وديموقراطي باعتراف العديد من المراقبين. ونحن في تركيا ساعدنا على اجراء تلك الانتخابات، وعلينا جميعنا ان نحترم نتيجة تلك الانتخابات الديموقراطية. الشعب الفلسطيني عانى الكثير وعلى المسؤولين الفلسطينيين ان يتحركوا من خلال وعيهم لتلك الحقيقة وان يعملوا على تخفيف معاناة شعبهم، وان يكملوا مسيرتهم الديموقراطية من خلال استخدام أدوات الديموقراطية لإحياء عملية السلام والتفاوض. وطالما راعت السلطة الفلسطينية المقبلة هذه الأمور فإنها ستحصل على دعم المجتمع الدولي. أدعو السلطة المقبلة الى التحرك بوعي ومسؤولية وانتهاج المسيرة الديموقراطية لأن المنطقة عانت الكثير من الأزمات ونحن في حاجة الى السلام الآن".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.