يالها من فرحة طاغية أشبه بالانفجار تلك التي عاشتها جماهير كرة القدم المصرية مساء أول من امس بعد فوز منتخبها 3-1 على ساحل العاج في ملعب القاهرة الدولي في ختام الجولة الثالثة للمجموعة الاولى لكأس الامم الافريقية الخامسة والعشرين. الفوز ضمن لمصر التأهل الى ربع النهائي وصدارة المجموعة والهروب موقتا من مواجهة منتخب الكاميرون القوي والمرشح الاول للفوز بالكأس في الدورين ربع ونصف النهائي، ولكنه لم يحقق لمصر كأساً او لقباً. الجماهير المصرية انطلقت من المنازل والمقاهي والاندية الى الشوارع بكثافة هائلة. ولم يكن معقولاً ومقبولاً أن تتسبب الجماهير في اغلاق الشوارع الرئيسة المهمة في العاصمة المختنقة مرورياً، وعجز الآلاف عن اللحاق باعمالهم او رحلاتهم بسبب الوقوف الطويل للسيارات والحافلات من دون قدرة على الحركة. ولم يكن مقبولاً ايضاً تمسك الجماهير السعيدة بتوزيع المشروبات لاسيما الشربات على ركاب السيارات، بل وطالب بعضهم بنزول الركاب من الشباب للرقص معهم في الشوارع. والأسئلة التي تطرح نفسها ردًا على هذه الاحتفالية الزائدة: هل فازت مصر بالكأس الأفريقية قبل الأوان؟ أو هل سجلت مصر انجازاً فريداً لمجرد فوزها على ساحل العاج 3-1؟ هل قدم منتخب مصر عرضاً مكتملاً او رائعاً؟ والاجابات كلها تنتهي بكلمة لا،"الحياة"التقت الرباعي الكبير رئيس اتحاد كرة القدم المصري سمير زاهر والمدير الفني حسن شحاتة واللاعبين حسام حسن وعماد متعب.. سمير زاهر قال:"الفوز منحنا اكبر قدر من الثقة وفي الوقت المناسب، وهو جاء مستحقاً 100 في المئة، وكان لدينا عدد من الفرص السهلة لقتل المباراة في ربع الساعة الاولى من المباراة خلال فترة السيادة الكاملة، والرائع ان لاعبينا تمكنوا من العودة الى اللقاء والسيطرة عليه بعد فترة انحسار سمحت لساحل العاج باحراز هدفها، ولا يتمكن من فعل ذلك الا الفرق الكبرى، ولو تعرض منتخب لهزة طويلة مثلما دام التفوق العاجي لاكثر من 30 دقيقة وسجل خلالها هدفاً، ويحسب للفراعنة تماسكهم بعد هدفهم الثاني وقتل المباراة بالهدف الثالث. واضاف زاهر:"الحضور الجماهيري الضخم والبديع مع التشجيع المستمر والحضاري يشكلان اجمل لوحة في المباراة والبطولة، واعتقد ان صورة مدرجات ملعب القاهرة الدولي ستكون غلافاً لعدد كبير من الصحف والمجلات العالمية وهي شهادة تقدير لمصر وكرة القدم المحلية. وقال حسن شحاتة:"واجهنا صعوبات عدة في أهم المباريات، اصابة عمرو زكي قبل المباراة واصابة احمد حسام في الدقائق الاولى من المباراة وعدم قدرته على إكمالها وخروجه، وتعرض اكثر من لاعب مصري للاصابة خلال المباراة مع عنف شديد من العاجيين، ولكن لاعبينا كانوا رجالاً بكل المقاييس، ولاعبونا لم يتراجعوا للدفاع بعد تفوقهم الاول في البداية لانهم فقدوا الايقاع ولكن بسبب الضرب والاصابات، وفي 15 دقيقة فقط اصيب احمد حسام واحمد حسن وعماد متعب وعصام الحضري ومحمد ابو تريكه، وهو عدد يساوي نصف الفريق ما يؤكد أن الفراعنة تعرضوا للايذاء البدني الذي قلل نسبياً من جهدهم. واضاف شحاتة:"كسبنا من المباراة عدداً من النجوم امثال عماد متعب الذي استرد ثقته في نفسه واستعاد خطورته وسجل هدفين ثانيهما قمة في الذكاء والاصرار، وعودة المخضرم حسام حسن الى الملاعب بعد عامين من الغياب عن المنتخب، وكان حسام كابتن مصر عند حسن الظن وصنع الهدف الثاني باقتدار، وتابع في الثالث بكفاءة تامة، واكد محمد ابو تريكه انه نجم فوق العادة واستحق جائزة احسن لاعب في المباراة". وللحق - والكلام لشحاتة - "لم نفز باي شيء حتى الآن، وامامنا 3 مباريات بالغة القوة اعتباراً من ربع النهائي، وكل مباراة منها بطولة في حد ذاتها ودعم الجمهور عنصر مهم للغاية في احراز اللقب". المشوار طويل وعقب مباراته الدولية رقم 170 وتسجيله لرقم قياسي عالمي - اللعب في بطولة قارية بفارق 20 عاماً بين 1986 و2006 - تحدث حسام حسن لپ"الحياة"قائلا:"المنتخب قدم مباراة كبيرة امام منتخب محترم وقوي وعنيد وخشن وتعرضنا في معظم الالعاب المشتركة للايذاء المقصود او غير المقصود، وخرجنا جميعاً نحمل انواعاً مختلفة من الاصابات. مشاركتي بدلاً من احمد حسام جاءت باكرة، وللاسف تأخر الفريق بعدها ولم تصلني أي كرة سليمة بسبب لجوء المدافعين لارسال الكرات العالية الطويلة التي كانت سهلة من نصيب المدافعين، وانتظرنا دعم زملائنا من لاعبي الوسط والجناحين لفترة طويلة". واضاف:"تغير كل شيء بعد الهدف الثاني الذي جاء من اول هجمة جماعية منظمة مع الزميلين محمد عبدالوهاب ومحمد ابوتريكة، وتبعه الهدف الثالث والمباراة اثبتت ان مصر لديها افضل هجوم في البطولة". وقال:"لكننا في أول المشوار.. وعلينا ان نواصل العمل الجاد والقوي والصعب في مبارياتنا التالية، وكل مباراة في الادوار المقبلة ستكون اصعب جداً ولا مجال للتفريط او الخسارة او التعويض. وللحق لدينا فرصة عملاقة لاحراز كأس افريقيا أمام جمهورنا". وتحدث عماد متعب صاحب الهدفين الاول والثالث قائلاً:"اشكر الله على وقوفه معي، واشكر الجماهير العظيمة التي استقبلتني بحفاوة هائلة اثناء عملية الاحماء.. وعوضتني تشجيعاتها الرائعة عن حملات النقد الحادة والظالمة عقب اهداري لفرصة في الدقيقة الاخيرة من مباراة المغرب، قدمنا افضل عرض حتى الآن، والهدف الاول جاء من متابعة لكرة عبدالظاهر السقا وتعرضت خلالها لدفعة عنيفة ومقصودة من المدافع العاجي لمنعي من احراز هدف، وبعده بدأ المدافعون عملية العنف والضرب في الكرات المشتركة تحت غطاء من الحكم غير العادل، وللمرة الاولى في حياتي اتعرض للاصابة في ظهري وكتفي ورأسي وقدمي في مباراة واحدة. احتجاج مصري لدى الاتحاد الأفريقي قررت البعثة المصرية التقدم باحتجاج الى الاتحاد الافريقي لكرة القدم لالغاء الانذار الذي منحه حكم سيشيل ايدي ماييه الى اللاعب المصري محمد أبوتريكة، واعتبر الحكم ان خروج ابو تريكة من الملعب احتفالاً بالهدف الذي احرزه نوعاً من سوء السلوك، وهو امر يتكرر في كل المباريات ومن كل اللاعبين من دون اي عقوبة من الحكام، وشمل الاحتجاج ان قانون الكرة ينص على انذار اللاعب الذي ينزع فانلته بعد احراز الهدف، وهو الامر الذي لم يفعله ابو تريكه مطلقاً، والعجيب أن ابو تريكه نال انذاراً في المباراة الاولى ضد ليبيا بطريق الخطأ من الحكم البوركيني لاسنيا باري بداعي اعتدائه على لاعب ليبي، وكان زميله محمد شوقي هو صاحب المخالفة، وسيتعرض ابو تريكة للايقاف في مباراة ربع النهائي إذا تمسك الاتحاد الافريقي بالعقوبة. وسبق للاتحاد المصري ان استفاد من احتجاج ضد انذار احد لاعبيه في كأس الامم الافريقية 1986، وتلقى طاهر ابو زيد انذاراً في نصف نهائي البطولة بعد هدف الفوز في المغرب، وبالغ ابو زيد في فرحته وانذره الحكم، ولكن الاتحاد الافريقي ألغى الانذار وشارك ابو زيد في المباراة النهائية ضد الكاميرون. على هامش البطولة تعرض المدير الفني الفرنسي لمنتخب ساحل العاج هنري ميشيل لنقد حاد من الصحافيين العاجيين المرافقين للبعثة بسبب استعباده لخمسة لاعبين أساسيين من التشكيلة، وهم دروغبا وكولو توريه وزوكورا وارتور بوكا وكانغا اكالي، واتهموه بالمسؤولية عن الهزيمة الثقيلة من مصر والوقوع في طريق الكاميرون في ربع النهائي. اضطرت لجنة الحكام العليا في البطولة إلى تغيير الحكم المعين لإدارة مباراة الأمس بين الكاميرونوالكونغو الديموقراطية. واختارت اللجنة الحكم المصري عصام عبدالفتاح لإدارة المباراة، ولكن صعود مصر في صدارة المجموعة الأولى وضعها في طريق أحد منتخبي الكاميرون أو الكونغو الديموقراطية في ربع النهائي، وهو الأمر الذي يثير الشكوك حول أي قرار يتخذه عبدالفتاح في المباراة، وأسندت لجنة الحكام القارية إلى المصري عبدالفتاح مباراة جنوب أفريقيا ضد زامبيا اليوم. سجلت نهائيات أمم أفريقيا 2006 حدثاً فريداً وسلبياً في تاريخ منتخب المغرب على مر مشاركاته الطويلة في البطولة القارية، وللمرة الأولى في التاريخ يخرج"أسود الأطلسي"من المسابقة من دون إحراز أي هدف في مبارياته الثلاث بعد تعادله السلبي مع مصر وليبيا وخسارته من ساحل العاج صفر-1. وبات مؤكداً أن تنتهي مهمة المدير الفني الوطني محمد فاخر مع أسود الأطلسي بعد البطولة. نفدت تذاكر مباراة مصر في الدور ربع النهائي في أقل من ساعة صباح أمس بعدما تحدد موعد المباراة ومكانها ، وتلعب مصر ضد ثاني المجموعة الثانية مساء الجمعة المقبل في ملعب القاهرة الدولي، وحرصت قوات الشرطة على محاصرة أماكن بيع التذاكر بعد الإقبال الرهيب من الجماهير على منافذ البيع، وحالت الشرطة دون سيطرة تجار السوق السوداء بعد أن حرص بعضهم في بداية عمليات البيع على شراء أكثر من 100 تذكرة دفعة واحدة. وتمكنت الشرطة من إجبار عدد من التجار على إعادة التذاكر الزائدة إلى منافذ البيع لإعادة توزيعها بطريقة أكثر عدلاً. أكد المدير الفني الفرنسي لمنتخب تونس روجيه لومير انه لا يفكر مطلقاً في المنتخب الذي سيواجهه من المجموعة الرابعة، لأن مستويات منتخبات نيجيريا وغانا والسنغال متقاربة جداً، ولكن نسور قرطاج حاملي اللقب يركزون في مباراتهم ضد غينيا على الفوز وصدارة المجموعة لإثبات وجودهم والحصول على الثقة والحفاظ على نغمة النصر. رفضت اللجنة المنظمة للبطولة التماساً من البعثة الغانية برفع عقوبة الإيقاف على اللاعب لاريا كينغستون الذي طرده الحكم المغربي عبدالرحمن المعرجون مع السنغالي حبيب باي في مباراتهما الأخيرة، وعلى رغم أن تسجيل المباراة كشف عدم ارتكابه لأي مخالفة إلا أن اللجنة قررت إيقافه، وباي لمباراة واحدة. تلقى اللاعب النيجيري جون اوبي ميكيل عرضاً للاحتراف في نادي نانت الفرنسي بعد الهدف الجميل الذي أحرزه في مرمى منتخب زيمبابوي، وميكيل الذي لم يكمل 19 عاماً يلعب محترفاً في الدنمارك وثار جدل حول انتقاله إلى نادي مانشستر يونايتد الانكليزي قبل شهور عدة.