أصدر"مجلس علماء الفلوجة"بياناً طالب فيه بتدخل دولي"لوقف الخروقات الاميركية"، فيما شن الجيش الأميركي حملة دهم جديدة ونسف ثلاثة منازل في منطقة الصبيحات، وحذر رئيس المجلس المحلي من عواقب هذا التصعيد. وأعلن"مجلس العلماء"استنكاره ل"الخروقات التي قامت بها القوات الاميركية خلال الأيام الماضية"وقال:"بالاضافة إلى تلك المصائب التي صبت عليها تعرضت هذه المدينة إلى اعمال دهم للمنازل بصورة متعمدة واعتقالات عشوائية من دون مبرر، واعتداء على حرمة البيوت والاعراض والاسواق وتكسير للأمتعة والاغراض، وضرب للأشخاص الأبرياء الامنين في البيوت والاسواق". وناشد المجلس كل"الخيرين في العالم الاسلامي والعربي وهيئة الاممالمتحدة وكل المنظمات الانسانية وحقوق الانسان ودعاة ما يسمى بالمدنية والتحرر والمسؤولين في الحكومة العراقية إلى التدخل الفوري لوقف هذه الأفعال اللاأخلاقية واللاإنسانية والمروعة التي لا تزيد الوضع إلا تشنجاً، واثارة المواطنين الابرياء ووسيلة للضغط على كاهل المواطن العراقي، فيما نسعى لعبور هذه المرحلة الصعبة والمؤلمة والمساهمة في بناء ما دمر من عراقنا الغالي والحبيب وتجنب الفتن الطائفية والعرقية". وكانت القوات الاميركية نسفت امس ثلاثة منازل في منطقة الصبيحات جنوب شرقي الكرمة، بعدما دهمت المنازل الثلاثة واعتقلت من فيها. وقال الدكتور أحمد شكر حمود، وهو استاذ في كلية القانون جامعة الانبار الذي نسف منزل شقيقه، ان القوات الاميركية "دهمت منزل محمد ومنزلين آخرين في المنطقة، وأخرجت العائلات في برد الليل في الثالثة بعد منتصف الليل ثم نسفت المنازل بكل محتوياتها". واضاف انه"على رغم ان زوجة اخي التي تقطن مع بناتها الثلاث في هذا المنزل بعد مقتل والدهن العام المنصرم على يد جماعة مسلحة، أبرزت شهادة وفاته وأكدت لهم ان المسلحين قتلوه، إلا أن القوات الاميركية أصرت على تكذيبها. وقالت ان شهادة الوفاة مزورة، وان اخي هو قائد إحدى الجماعات المسلحة. ثم أخلت العائلة الى منزل احد الجيران ونسفته". وفيما استمر مجلس الحكم في الفلوجة في تعليق أعماله احتجاجاً على تصرفات القوات الاميركية، أصدر مجلس عشائر الفلوجة بياناً ناشد فيه المنظمات الانسانية ومنظمات حقوق الانسان والحكومة العراقية والمؤسسات والمنظمات الدولية التدخل للحد من تصرفات القوات الأميركية. وقال الشيخ كمال النزال، رئيس المجلس المحلي، في تصريح الى"الحياة"ان"الفلوجة تمر اليوم بمرحلة عصيبة جداً، لم يسبق أن تعرضت لما تتعرض له حتى في أشد مراحل المعركة عندما كان السكان مشردين خارج منازلهم". وأضاف ان"القوات الاميركية كانت تخرج خلال عمليات الدهم العائلات الى الحدائق ولا تسمح لها بالدخول الى منازلهم طوال الليل، وأحياناً تحبس العائلة في غرفة واحدة ليوم كامل... وفي حالات أخرى أجبرت الناس على الرقص مهددة بقتلهم، كما اعتدت بالضرب على افراد العائلات، ولم يسلم من ذلك حتى الاطفال، بل قام بعضهم بتصرفات أبشع من ذلك وأكثر استهانة بكرامة الناس". وأكد الشيخ كمال أن"من الطبيعي ان تؤدي مثل هذه الانتهاكات الى تزايد اعمال المقاومة، فأهالي الفلوجة ليسوا من النوع الذي يسكت على امتهان كرامتهم، بل إن الكثير منهم يفضل الموت على السكوت على الضيم". وتابع:"أن المجلس المحلي للفلوجة لن يعود الى مزاولة أعماله إلا بعد تعهد القوات الاميركية بالامتناع عن مثل هذه التصرفات اللاإنسانية".