سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الانتخابات سجلت ادنى نسبة مشاركة في تاريخها وفوز "كديما" كان محسوماً سلفاً . اسرائيل تصحو على خريطة حزبية جديدة : المفاجآت في اداء "شاس" وحزب ليبرمان و "المتقاعدون"
حفلت نتائج الانتخابات العامة في اسرائيل بنتائج كثيرة غير متوقعة، بعضها مجلجل جعل من استطلاعات الرأي أضحوكة في عيون الاسرائيليين. وجاء لافتا تسجيل أدنى نسبة مشاركة في الانتخابات في تاريخ اسرائيل 63 في المئة ما أشّر الى عدم مبالاة الاسرائيليين بما اعتبروه معركة نتائجها محسومة قبل الذهاب الى صناديق الاقتراع. واكدت النتائج من جديد عدم استقرار الوضع السياسي الحزبي الداخلي وعجز أي من الاحزاب عن حصد مقاعد برلمانية كافية ليشكل حكومة يكتب لها العمر الطويل 4 سنوات. وفي المجمل حصل تكتل الوسط - اليسار على 59 مقعدًا مقابل 51 لتكتل اليمين والمتدينين و 10 مقاعد للاحزاب العربية. وبعد فرز 99 في المئة من الاصوات تبقى فرز أصوات جنود وديبلوماسيين ومرضى جاء توزيع المقاعد ال 120 في البرلمان الجديد كالتالي: - كديما 28 مقعداً: هنا سجلت احدى المفاجآت فقد حلّق الحزب مع اعلان رئيس الحكومة ارييل شارون تأسيسه قبل اربعة اشهر في الاستطلاعات التي توقعت حصوله على اكثر من 40 مقعدًا لكن الجلطة الدماغية التي اقعدت شارون مست بشعبية الحزب مع ان احدا من اقطابه لم يتوقع حصوله على اقل من 34 مقعداً. ومع ذلك فإن رئيس الحزب ايهود اولمرت هو المرشح لتشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة. وقد أعلن ان التصويت لحزبه كان عملياً استفتاء على"خطة الانطواء"التي اعلنها وتقوم على رسم حدود اسرائيل خلال الاعوام الاربعة المقبلة عبر انسحابات من مستوطنات في اعماق الضفة الغربية ونقل المستوطنين منها الى الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة ومحيط القدس لضمها الى تخوم اسرائيل. - حزب العمل 20 مقعداً: جاءت النتيجة على قدر التوقعات وإن كان زعيم الحزب عمير بيرتس طمح الى الحصول على اربعة مقاعد اخرى ليعزز ورقة المساومة الائتلافية. تبنى الحزب الاجندة الاجتماعية وطرحها في صدر اهتماماته معتبراً استشراء الفقر اهم القضايا التي تقض مضاجع الاسرائيليين. سياسيا، يؤيد الحزب الانسحاب من أعماق الضفة وضم الكتل الاستيطانية لكنه يفضل ان يتم ذلك في حال لم تسفر المفاوضات مع الفلسطينيين عن نتيجة. - حركة شاس 13 مقعداً: مرة أخرى فاجأت الحركة الدينية الشرقية المتزمتة المراقبين بحصولها على عدد مقاعد أكبر مما توقعته الاستطلاعات وساعدها في ذلك تدني نسبة التصويت العامة فصبت في مصلحتها كونها تمثل قطاع الشرقيين المتدينين الذين يخرجون الى صناديق الاقتراع بنسبة كبيرة. وتحمل هذه الحركة لواء سد الفجوات الاجتماعية بين شرائح المجتمع في اسرائيل. سياسياً تعتبر الحركة يمينية لكن زعيمها الروحي عوفاديا يوسف يضفي عليها احيانا بعض المرونة، خصوصا اذا حصلت الحركة على موازنات مالية لمؤسساتها الدينية فهي اكثر الاحزاب في اسرائيل المشهورة بحسم ولائها للائتلاف الحكومي بالرشوة. -"اسرائيل بيتنا"12 مقعدا: سجل حزب المهاجرين الروس بزعامة افيغدور ليبرمان مفاجأة كبيرة وإن توقعتها غالبية الاستطلاعات وتحققت بفضل نسبة تصويت عالية في اوساط المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق الذين يشكلون اكبر مجموعة اثنية في اسرائيل. يتبنى الحزب مواقف يمينية متطرفة ابرزها الدعوة الى مقايضة منطقة وادي عارة العربية داخل الخط الاخضر بالمناطق الفلسطينية المقامة عليها الكتل الاستيطانية الكبرى، من منطلق تعزيز الغالبية اليهودية في اسرائيل. - تحالف الاتحاد القومي - مفدال 9 مقاعد: اشد الاحزاب الاسرائيلية تطرفا. تضم تشكيلته غلاة قادة المستوطنين ودعاة ترحيل الفلسطينيين الرافضين التنازل عن"اي جزء من ارض اسرائيل الكبرى". - ليكود 11 مقعداً: مني الحزب بأشنع هزيمة في تاريخه ما يثبت ان شارون بانسحابه منه وتشكيله"كديما"نجح في تفتيت الحزب. وتشكل النتيجة ضربة قاضية لهيبة رئيس الوزراء السابق زعيم الحزب الحالي بنيامين نتانياهو. ويتبنى الحزب مواقف سياسية متصلبة من الفلسطينيين ويرفض تنفيذ انسحابات اخرى قد يفسرها الفلسطينيون انتصارا لهم. -"المتقاعدون"7 مقاعد : اكبر مفاجأة في الانتخابات. لم يحسب احد ان ينجح الحزب حتى في تجاوز نسبة الحسم وقلائل هم الذين يعرفون شيئا عن قادة هذا الحزب الطاعنين في السن الذين شكلوا الحزب احتجاجا على سياسة الحكومة تجاه المتقاعدين، واذا به يحصل على دعم اوساط الشباب القلقين على مستقبلهم عند بلوغهم سن التقاعد. ليس لدى الحزب برنامج سياسي واضح وجل نشاطه محصور في ضمان حقوق اجتماعية للمتقاعدين. - يهدوت هتوراة 6 مقاعد: يمثل الحزب المتدينين المتشددين من الاشكناز وقوته لا تتغير تقريبا اذ يشارك انصار الحزب بنسبة تفوق 80 في المئة في الانتخابات ما يفيد الحزب في الحصول على مقاعد هي اكبر من قوته الفعلية مستغلاً نسبة التصويت العامة المتدنية. - ميرتس 4 مقاعد: تعتبر هذه النتيجة مخيبة للحزب اليساري الصهيوني الذي يقوده الوزير السابق يوسي بيلين. الحزب قريب بمواقفه من حزب"العمل"لكن يسجل لمصلحته انه كان اول حزب صهيوني يدعو الى حل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي على اساس دولتين لشعبين. - الاحزاب العربية 10 مقاعد: عززت الاحزاب العربية تمثيلها في الكنيست الجديدة على رغم تدني نسبة تصويت عرب الداخل 56 في المئة فقط وحققت القائمة العربية الموحدة - العربية للتغيير برئاسة الشيخ ابراهيم صرصور افضل نتيجة وحصدت اربعة مقاعد تلتها الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، برئاسة محمد بركة ثم التجمع الوطني الديموقراطي برئاسة الدكتور عزمي بشارة بثلاثة مقاعد لكل منهما. يشار هنا الى ان النائب الثالث عن الجبهة سيكون الشيوعي اليهودي دوف حنين. ويشار ايضاً الى ان حزب العمل ادخل الى الكنيست ثلاثة نواب عرب هم ناديا الحلو وغالب مجادلة وشكيب شنان فيما يمثل النائب الدرزي مجلي وهبة"الوسط غير اليهودي"في حزب"كديما".