مع انتهاء الحملة الانتخابية في اسرائيل وقبل 24 ساعة من فتح صناديق الاقتراع أمام خمسة ملايين صاحب حق اقتراح 18 عاما وما فوق لاختيار الكنيست البرلمان السابع عشر، تبدو مسألة نسبة التصويت أكثر المسائل التي تشغل بال الأحزاب التي تخوض المعركة، وسط تخوف جدي لدى قادة الأحزاب الكبرى من نسبة مشاركة متدنية تلعب في مصلحة"الاحزاب القطاعية"المتدينون والمهاجرون الروس والعرب أو الصغيرة التي تلامس"نسبة الحسم"ما من شأنه نسف نتائج استطلاعات الرأي المختلفة التي اعتمدت نسبة تصويت مرتفعة تحول دون تمكن غالبية الأحزاب الصغيرة من دخول الكنيست. وأعلنت الطواقم الانتخابية للأحزاب الثلاثة الكبرى"كديما"و"العمل"و"ليكود"، أمس حال الاستنفار في صفوف كوادرها لاقناع نحو ثلث أصحاب حق الاقتراع الذين، وفقاً للاستطلاعات، لا يعتزمون المشاركة في عملية التصويت بممارسة حقهم. وجاء لافتاً قلق أقطاب"كديما"من اللامبالاة السائدة في الشارع الاسرائيلي الذي يرى أن الانتخابات حسمت قبل اجرائها وأن"كديما"سيفوز بحصة الأسد من المقاعد البرلمانية. لكن أركان هذا الحزب يحذرون من أن عدم الحصول على عدد كبير من المقاعد سيحول دون تمكن الحزب من تشكيل ائتلاف حكومي ثابت ومتين يتيح له تنفيذ برنامجه السياسي وفي مركزه"خطة الانطواء"، أي الانسحاب الأحادي من أجزاء في الضفة الغربية وترسيم الحدود وفقاً للأهواء الاسرائيلية، وهو برنامج يحظى بدعم واسع في أوساط الاسرائيليين. بالتوازي يرى حزب"العمل"ان بمقدوره اقناع مئة ألف"صوت عائم"بدعم الحزب لتعزيز ورقة المساومة لدخول الائتلاف الحكومي برئاسة"كديما". استطلاعات : 51 مقعداً لليمين و55 ل "الوسط" بانتظار الاستطلاعات الأخيرة المتوقع ان تنشر نتائجها اليوم، بيّنت استطلاعات نهاية الاسبوع الماضي ان تراجعاً طرأ على شعبية حزب"كديما"الحاكم في مقابل ارتفاع لحزب"العمل"ومراوحة حزب"ليكود"في مكانه. وفي اجمال نتائج استطلاعات لستة معاهد كبرى، يحصل"كديما"على 35 مقعداً مقابل 39 قبل اسبوع و"العمل"على 20 مقابل 18 و"ليكود"15، و"اسرائيل بيتنا"11، و"شاس"10، و"الاتحاد القومي - مفدال"9، والأحزاب العربية الثلاثة مجتمعة 8، و"يهدوت هتوراة"6، و"ميرتس"6. وتعني هذه الأرقام حصول معسكر اليمين - المتدينين على 51 مقعداً، مقابل 55 مقعداً لما يصنف اسرائيلياً معسكر الوسط كديما - العمل، ما يحول أولا دون تمكن اليمين من تشكيل ائتلاف حكومي أو منع قيام حكومة ائتلافية بين"كديما"و"العمل"ستحتاج الى حزب ثالث لتوفير غالبية برلمانية مطلقة 61 نائباً على الأقل". يشار أخيراً الى أن عملية التصويت بدأت أمس في صفوف الجنود المنتشرين على الحدود اللبنانية وفي سلاح البحرية. توقع تراجع التصويت بسبب لا مبالاة الشباب حتى انتخابات العام 1999، راوحت نسبة التصويت للكنيست 80 في المئة، إلا أنها انخفضت في عام 2003 الى 69 في المئة، فيما تشير استطلاعات الرأي الأخيرة الى احتمال ان تسجل تراجعاً آخر وان لا تتعدى 65 في المئة بسبب ارتفاع نسبة غير المعنيين في المشاركة في الانتخابات في أوساط الشبيبة الى أكثر من 40 في المئة. ويعني تصويت 65 في المئة ان كل قائمة من القوائم ال27 التي تخوض الانتخابات في حاجة الى 65 ألف صوت فقط 2 في المئة من عدد المصوتين لتتمثل في الكنيست الجديد، فيما ستحتاج الى 80 ألف صوت لو سُجلت نسبة مشاركة 80 في المئة، وهي نسبة تخيف الأحزاب الصغيرة، خصوصاً العربية الثلاثة، التي رأت في قرار الكنيست رفع نسبة الحسم من 1.5 في المئة الى 2 في المئة محاولة من الاحزاب الكبرى للتفرد بالتمثيل البرلماني. يذكر في هذا الصدد ان 14 قائمة انتخابية فشلت في الانتخابات السابقة في تجاوز نسبة الحسم تمثلت في حينه ب47 الف صوت وثمة احتمال ان يكون عدد القوائم التي لن تدخل الكنيست الجديد مماثلاً أو ربما يصل الى 16 قائمة الأمر مرهون بنسبة التصويت ثم نسبة الحسم. وستكون الأحزاب الدينية اليهودية المتشددة الاتحاد القومي - مفدال و"شاس"و"يهودوت هتوراة" أكثر من تستفيد من انخفاض نسبة التصويت حيال حقيقة ان نسبة المشاركين في الانتخابات من أنصارها تتعدى 90 في المئة ما يمنحها فرصة الحصول على عدد أكبر من المقاعد البرلمانية، إذ أن نسبة تصويت منخفضة 65 في المئة مثلاً ستمنح مقعداً برلمانياً لكل 26 - 28 ألف صوت، بينما سيحتاج المقعد الى نحو 32 ألف صوت في حال سجلت نسبة تصويت 80 في المئة، فيما عدد الأصوات التي ستحصل عليها هذه الأحزاب لن يتغير سواء ارتفعت نسبة التصويت العامة في اسرائيل أو انخفضت