سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الانتخابات الفلسطينية جرت في هدوء ... والاقبال في غزة والضفة وصل الى 73 في المئة . "فتح" تتوقع فوزاً يتيح لها تشكيل الحكومة و "حماس" تهدد بالقضاء في حالات تزوير
أدلى الفلسطينيون بأصواتهم امس في الانتخابات التشريعية التي تجري للمرة الاولى بمشاركة"حركة المقاومة الاسلامية"حماس. وبدأت عملية فرز الاصوات في اعقاب اغلاق صناديق الاقتراع في الساعة السابعة مساء، باستثناء مراكز البريد في القدس حيث مدد التصويت ثلاث ساعات اضافية. واعلن المسؤول في الحملة الانتخابية لحركة"فتح"للانتخابات محمد شتية بعد ساعة تقريباً على اقفال مراكز الاقتراع في معظم المناطق الفلسطينية ان الحركة"فازت بارتياح"في هذه الانتخابات. وقال:"نحن واثقون من ان حركة فتح فازت في الانتخابات التشريعية بنسبة تسمح لها تشكيل الحكومة". واضاف:"نعتقد بان حركة فتح فازت بارتياح". راجع ص 4 و 5 وجرت الانتخابات بهدوء ومن دون حوادث امنية تُذكر، وسط وجود كثيف للامن الفلسطيني واقبال واسع على صناديق الاقتراع، خصوصا من النساء، علماً ان عدد الناخبين يبلغ 1,3 مليون ناخب اقترعوا في اكثر من الف مركز اقتراع بوجود نحو 950 مراقبا دوليا و17 الف مراقب محلي. ومع اغلاق صناديق الاقتراع، بدأت مرحلة فلسطينية جديدة مفتوحة على كل الاحتمالات. ويترقب الفلسطينيون نتيجة الانتخابات بحماسة لانها ستحدد شكل المرحلة المقبلة وستعكس ملامح النظام السياسي الجديد، كما انها ستعكس مزاج الشارع الفلسطيني وتوجهاته وتطلعاته. واعلنت لجنة الانتخابات المركزية ان متوسط نسبة المشاركة في الانتخابات في الضفة الغربية وقطاع غزة بلغت 73 في المئة وفي مناطق القدس الخاضعة لحكم السلطة الفلسطينية 42,6 في المئة. واعلن الرئيس محمود عباس عقب ادلائه بصوته في مقر المقاطعة في رام الله:"اننا سنقبل بنتائج الانتخابات". واضاف لاحقا ان السلطة"مستعدة دائما للتفاوض"مع اسرائيل حتى اذا انضمت"حماس"الى الحكومة، مستدركا ان ليس من حق اسرائيل اختيار الشركاء. وقال رئيس الحكومة احمد قريع الذي منعته اسرائيل من دخول القدس لتفقد مراكز الاقتراع:"سنلتزم حكماً نتائج ما يقرره الشعب، وندعو الاقلية الى التزام رأي الغالبية". اما نائب رئيس الوزراء نبيل شعث فتوقع ان تحقق"حماس"تقدما في قطاع غزة وان تشكل معارضة قوية، في مقابل ان تتقدم"فتح"في الضفة الغربية وان تشكل حكومة قوية. في المقابل، قال مرشح"حماس"القيادي محمود الزهار ان"الشعب يتطلع الى التغيير"، مشددا على ضرورة ضمان نزاهة الانتخابات، متوقعا تزوير النتائج في الساعات التي تسبق ظهورها، ومؤكداً ان الحركة ستلجأ الى القضاء. اما القيادي في الحركة، رئيس قائمتها الانتخابية اسماعيل هنية فأكد ان الحركة ستحتفظ بسلاحها بعد الانتخابات رغم الضغوط الاميركية التي خيرت الحركة بين المجلس التشريعي والسلاح، معتبرا ان لا تناقض بين سلاح المقاومة والانتخابات. وانتقد مرشح"فتح"محمد دحلان تصريحات الزهار وهنية، وقال ان ل"حماس ممثلين عند صناديق الاقتراع، وهناك مراقبون دوليون يشرفون على عملية الاقتراع التي نأمل بان تتمتع بصدقية كبيرة". واعتبر ان موضوع السلاح سيكون موضع مناقشة بين السلطة و"حماس"في المستقبل. وشهدت مدينة القدس امس صخباً اعلامياً لم تشهده خلال اسابيع من الحملات الانتخابية، وتردد ان اسرائيل سمحت به بضغوط اميركية. ومما قلل الاقبال على صناديق الاقتراع صعوبة المرور عند الحواجز، وموجة البرد الشديد التي تجتاح المنطقة، واحباط شريحة من المقدسيين من السلطة وتجاهلها لهم ولمشاكلهم،، وايضا خوفهم من التهديدات الاسرائيلية بسحب بطاقات هوياتهم وحرمانهم من حقوقهم المكتسبة. وفي البريد المركزي في القدس حيث اقترع عدد كبير من المقدسيين وكان حضور"فتح"لافتا امام المركز، لاحظ احد المراقبين الدوليين تجاوزات انتخابية، اذ اشار الى ان صناديق الاقتراع غير مختومة بالشمع الاحمر، وهو ما يُعد مخالفا للنظام ويفتح الباب امام الشكوك في امكان حدوث تزوير. واضاف ل"الحياة"ان عملية التصويت لا تتم بشكل سري كما هو معتاد، بل يتم الاقتراع على الشباك امام موظف. اما في رام الله، فتميزت الانتخابات بالهدوء، في حين ابتعدت الاجنحة المسلحة للفصائل عن مراكز الاقتراع، وسط حضور امني فلسطيني لافت. وكانت المنافسة بين"فتح"و"حماس"شديدة الى درجة ان الحركتين نظمتا حملات جذب المقترعين من بيت الى بيت. لكن هذه المنافسة خلت من مظاهر التوتر. وشهد قطاع غزة اجواء حماسية بين انصار الحركتين الذين توجهوا بكثافة للادلاء بأصواتهم، وسجلت مشاركة واسعة من النساء. وكان لافتا وجود شبكة من المراقبين التابعين ل"حماس"المزودين بأجهزة اتصالات حديثة وبعضهم يحمل آلات تصوير فوتوغرافية وتلفزيونية. وفي رفح جنوب القطاع، القى مجهولون ثلاث قنابل يدوية من صنع محلي في باحة احد مراكز الاقتراع من دون وقوع اصابات، فيما اطلق مسلح مدني النار امام احد مراكز الاقتراع في خان يونس التي فضت الشرطة فيها مشكلة بين عدد من المواطنين على خلفية الانتخابات. ووقعت تجاوزات متعددة للقانون الانتخابي امام مراكز اقتراع عندما واصلت الكتل المتنافسة حملاتها الانتخابية التي كان من المفترض ان تتوقف. وادلى الامين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"احمد سعدات بصوته في مركز اقتراع خاص في سجن اريحا تابع للسلطة، في حين لم يدل رئيس قائمة"فتح"الاسير مروان البرغوثي بصوته في الانتخابات بسبب رفض اسرائيل القاطع السماح لاكثر من 8 الاف اسير فلسطيني بالاقتراع. وفي الخليل، منعت اسرائيل وضع صناديق الاقتراع في البلدة القديمة، كما وضعت حاجزا على مدخل المدينة. واصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح بالحجارة اثناء صدامات بين انصار حركتي"فتح"و"حماس"على هامش الانتخابات في قرية الشيوخ شمال الخليل، كما اوضح شهود. اما في اريحا، فقالت مصادر فلسطينية ان الاقبال فاق التوقعات، ومن دون حوادث امنية.