سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفلسطينيون يقبلون بحماسة على الانتخابات المحلية و144 ألفاً ينتخبون 26 هيئة في الضفة سيدة من بيت ريما يفاجئها المخاض صباحاً فتنقل على جناح السرعة للتصويت قبل المستشفى!
بكثير من الحماسة اندفع عشرات الاف الفلسطينين منذ ساعات الصباح الباكر الى صناديق الاقتراع لاختيار 26 هيئة للحكم المحلي، في كافة محافظات الضفة الغربية، وذلك ضمن المرحلة الاولى من الانتخابات المحلية في الأراضي الفلسطينية، والتي تستكمل في قطاع غزة اواخر يناير (كانون الثاني) المقبل. ولم تمنع حالة المخاض التي فاجأت، المواطنة رئيسة خضر الخطيب من بلدة بيت ريما (بني زيد الغربية) مع بدء عملية الاقتراع عند الساعة السابعة من صباح أمس من حقها في المشاركة في هذه «المعركة المحتدمة» فتوجهت، بواسطة سيارة الاسعاف الى مقر مدرسة بنات قاسم الريماوي وأدلت بصوتها، قبل ان يتم نقلها بشكل مستعجل الى مستشفى رام الله حيث وضعت مولودها. وقد عكس هذا الاقبال الكبير والذي حسب مراقبين يزيد عن 90 ٪ ممن يحق لهم التصويت، حالة شديدة من المنافسة، بين اقطاب العمل السياسي الفاعلة في الأراضي الفلسطينية وفي مقدمتها حركتا (فتح) و(حماس) القوتان الكبريان ويليهما قطب اليسار، والتي تتخذ جميعا من الارتباط العشائري رافدا وداعما لها في هذه الانتخابات. ويبلغ عدد الناخبين، في هذه المواقع الستة والعشرين، نحو 144 الف فلسطيني (يشمل كل من يقيم في الأراضي الفلسطينية حتى لو لم يكن بطاقة هوية او جواز سفر فلسطينيا)، فيما بلغ عدد المرشحين 887 بينهم139 من النساء، وعدد المقاعد التي تنافسوا عليها 306 مقاعد في 26 تجمعا (جميعها من البلدات باستثناء اريحا). وقد عبرت لجنة الانتخابات المركزية عن رضاها لسير الانتخابات. وقال فراس ياغي الناطق العام للجنة ل«الرياض» ان التقارير التي وردتها من كافة المواقع اكدت ان الامور سارت على ما يرام وبشكل يبعث على الرضى ولم تسجل حتى عصر امس اية حوادث في أي من هذه المواقع. واشار الى الاقبال الشديد على عملية الاقتراع والذي عبر عنه المواطنون من مختلف الفئات العمرية ومن الجنسين، وهو ما يعكس حالة التنافس السياسي القائمة في المجتمع. ونوه الى حالة الازدحام التي شهدتها صناديق الاقتراع في البلدات الكبرى الامر الذي دفع باللجنة الى مضاعفة اعدادها، خاصة في اريحا والظاهرية وطوباس والشيوخ. ويتوقع إعلان النتائج فجر اليوم، على ان يجري نقل البيانات الى لجنة الانتخابات المركزية برام الله، ومن ثم الاعلان عن النتائج رسميا من قبل وزير الحكم المحلي في مؤتمر صحافي ظهر السبت. من جانبه، اعتبر الدكتور طالب عوض الخبير في الشؤون الانتخابية في اتصال مع «الرياض» ان عملية الاقتراع سارت حتى العصر بشكل مريح ودون اية اشكالات، منتقدا في الوقت ذاته استمرار الدعاية الانتخابية امام قاعات الاقتراع وهو ما يعتبر خرقا للقانون. وقد شملت الانتخابات أمس المناطق التالية: القدس: العيزرية وابو ديس وبيت عنان، اريحا: المدينة والعوجا ومجلس النويعمة والديوك الفوقا، رام الله: بني زيد الشرقية وبين زيد الغربية، سلواد، دير دبوان، الخليل: الظاهرية، الشيوخ، حلحول، بيت لحم: العبيدية الدوحة، طولكرم: بلعا كفر اللبد، سلفيت: كفل حارس بديا وكفر الديك، نابلس: بيت فوريك، بيتا، جنين عرابة ويعبد، قلقيلية: عزون، اضافة الى بلدية طوباس جنوب شرق جنين. ومن بين الناخبين الذين ادلوا باصواتهم رئيس الوزراء احمد قريع وهو من سكان قرية ابو ديس الواقعة على مشارف القدسالشرقية. وقال قريع للصحافيين بعد ادلائه بصوته في نادي ابو ديس للشباب «هذه خطوة اولى على طريق الديموقراطية واقامة دولتنا المستقلة». واضاف «ان هذه الانتخابات تجري في ظروف صعبة. الا انها تعبير عن الصوت الديموقراطي الذي اخترناه لبناء دولتنا الفلسطينية». من جهته حث رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) في بيان وزعه أمس المواطنين الفلسطينيين على المشاركة في انتخابات المجالس البلدية والمحلية، داعيا العالم للضغط على اسرائيل.. من اجل حرية الانتخابات. وشوهدت قوات الشرطة المسلحة تقوم بدوريات على مراكز الاقتراع في ابو ديس بعد ان سمحت لهم السلطات الاسرائيلية بحمل الاسلحة ليوم أمس. وقد اضافت مشاركة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اهمية للانتخابات التي ستكون اختبارا لشعبيتها خارج قطاع غزة، معقل الحركة، في مقابل شعبية حركة (فتح). وقررت حماس المشاركة في هذه الانتخابات بالرغم من تحفظها على انتقاء مواقع دون اخرى حيث قررت السلطة الفلسطينية اجراء انتخابات بشكل تدريجي في 36 موقعا قبل الانتقال الى جميع المواقع الاخرى لا سيما المدن الرئيسية التي لن تجرى فيها انتخابات الأمس. وكانت حماس قاطعت اول انتخابات فلسطينية عامة في 1996 وقررت مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة في التاسع من الشهر المقبل لاختيار خليفة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.