بعد ست سنوات من دخولها حيز الاستحقاق، دخلت الانتخابات التشريعية الفلسطينية مرحلة الاجراء الفعلي مع توجه عشرات الآلاف من رجال الأمن الفلسطيني إلى صناديق الاقتراع ابتداءً من يوم أمس ولمدة ثلاثة ايام، مبددة بذلك المخاوف الكثيرة التي اثيرت حول احتمالات تأجيلها. في غضون ذلك، جرى افتتاح ثلاثة مراكز خاصة داخل مدينة القدس لتوزيع بطاقات انتخابية ل6300 مقدسي من حملة الهوية الزرقاء ممن سيدلون بأصواتهم داخل مراكز البريد الاسرائيلية. ومنذ الساعة السابعة صباحا، بدأ 58,708 رجال امن فلسطينيين، سجلت اسماؤهم، عملية الاقتراع المسبق في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في مراكز اقتراع خاصة افتتحت في دوائرهم التي تسجلوا فيها، في ظل اقبال شديدة على التصويت، حسب ما ذكره الدكتور حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات المركزية. وجاءت عملية التصويت في الدوائر الاصلية لرجال الأمن (التي يقيمون فيها وليس التي يعملون فيها) تنفيذا لمرسوم رئاسي صدر يوم الخميس الماضي، منهيا بذلك مشكلة برزت عندما اصدر مجلس الوزراء الفلسطيني برئاسة احمد قريع قرارا بأن تتم عملية الاقتراع في الثكنات. وقد تم اعتماد الصيغة التي تريدها لجنة الانتخابات والتي تنسجم وقانون الانتخابات. وقال ناصر في مؤتمر صحافي عقد في رام الله ان عملية الاقتراع حتى ظهر أمس تمت بطريقة سلسة وفي ظل اقبال كبير من رجال الأمن واتوقع ان تنتهي في غضون يومين وليس ثلاثة. وأضاف: تصويت رجال الأمن في اماكن خدمتهم يفتح المجال امام شكوك ومخاوف من شأنها ان تضر في النهاية بنزاهة هذه الانتخابات لافتا إلى فتح 17 مركز اقتراع لرجال الأمن في 16 دائرة انتخابية اثنان منها في مدينة غزة لارتفاع عدد المقترعين. وأشار إلى ان عملية الفرز ستتم بشكل طبيعي بعد انتهاء عملية الاقتراع في 25 كانون الثاني (يناير) الجاري. وردا على سؤال حول ما التأثير على رجال الأمن لانتخاب جهة بعينها هي حركة (فتح)، قال ناصر هناك شائعات كثيرة ولكن في النهاية الشخص يصوت للجهة التي يريد اذا لا يوجد أي شخص يتولى مراقبته عند صندوق الاقتراع. كما جرى اعتماد آليات لضمان عدم معرفة الجهة التي صوت لها رجل الأمن وغيره. ولفت ناصر إلى قيامه ولجنة الانتخابات بالتقاء الرئيس محمود عباس مساء أول من امس حيث جرى اطلاعه على الاستعدادات لاجراء عملية الانتخاب، وسبل نجاحها من خلال توفير وسائل الأمن لمراحلها المختلفة. على صعيد آخر، اعلن ناصر افتتاح ثلاثة مراكز خاصة داخل مدينة القدس لتوزيع بطاقات انتخابية ل6300 مقدسي من حملة الهوية الزرقاء ممن سيدلون بأصواتهم داخل مراكز البريد الاسرائيلية للتسهيل عليهم في عملية الانتخاب وذلك لعدم اتمام عملية تسجيل الناخبين في المدينة المقدسة. واضاف: لقد طالبنا بعملية انتخاب فيها قدر أكبر من الكرامة للانسان الفلسطيني في القدس لكن للأسف هذا اقصى ما تم الحصول عليه وهو اعتماد الصيغة القديمة لانتخابات 1996 وانتخابات الرئاسة العام الماضي. واشار إلى ان عدد حملة الهوية الزرقاء في القدس، داخل المدينة وفي ضواحيها يبلغ نحو 250 الفا بينهم 48٪ أي نحو 120 الفا يحق لهم الاقتراع. وأوضح ان باقي حملة الهوية الزرقاء سيقترعون في 14 مركزا جرى افتتاحها خارج المدينة -أي في ضواحيها. اما ابناء ضواحي القدس من حملة هوية الضفة الغربية فسيدلون بأصواتهم في اماكن تسجيلهم. وحول آلية الاشراف على الانتخابات في مراكز البريد، قال ناصر انها ستكون مهمة مراقبين دوليين، حيث سينقلون صناديق الاقتراع إلى اقرب نقطة لتسليمها للجنة الانتخابات المركزية التي بدورها ستقوم بفرزها في مقر اللجنة في الرام شمال القدس. وأشار إلى ان الضمان الوحيد لمنع تكرار عملية الاقتراع هو الحبر السري المستخدم وهو من اجود الانواع وجرى جلبه من الهند لهذا الغرض، اذ يصعب ازالته. وردا على سؤال ل«الرياض» حول قرار (اسرائيل) شطب اسماء مرشحي (حماس) من اوراق الاقتراع في مراكز البريد، قال ناصر: نحن لم يصلنا أي شيء بهذا الخصوص وترتيباتنا هي ذاتها المعتمدة في القدسورام الله وجنين وغيرها. نفس الاوراق والمواد والقوائم التي سترسل إلى باقي المدن سترسل إلى القدس.