أعلن 19 مرشحا من حركة"فتح"في مدينة القدس سحب ترشحهم لانتخابات المجلس التشريعي بحجة اعتراضهم على شروط مشاركة المقدسيين في الانتخابات، ما يضع عقبة أخرى في طريق إجراء هذه الانتخابات في موعدها المحدد في 25 الشهر الجاري. ومما يفاقم هذه المشكلة أن المرشحين ال19 أعلنوا عدم قبولهم إجراء الانتخابات وفق الشروط التي أجريت فيها الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأولى عام 1996 والقاضية بان يشارك أهالي القدس ضمن الحدود الواقعة تحت نفوذ بلدية القدس الإسرائيلية عبر مراكز البريد، فيما يشارك أهالي قرى القدس الواقعة تحت نفوذ مجالس بلدية وقروية تابعة للسلطة، بحرية كاملة. وقال أحد ابرز المرشحين المنسحبين حاتم عبدالقادر ل"الحياة":"لن نقبل المشاركة في انتخابات لا يسمح لنا ان نشارك فيها بشروط مشاركة باقي أهلنا في الضفة والقطاع". وزاد:"ولن نسمح ان تجرى أي انتخابات من دون مدينة القدس، وهذا يعني بالنسبة الينا المطالبة بتأجيل الانتخابات الى حين توفر الشروط المناسبة، أي من دون عراقيل اسرائيلية". وأثارت خطوة مرشحي"فتح"في القدس جدلاً ساخنا في الأوساط السياسية، وتراوحت ردود الفعل إزاءها بين متضامن خجول ورافض حازم. وجاء الرفض خصوصا من"حركة المقاومة الاسلامية"حماس وبعض الأوساط في حركة"فتح". ففيما اعتبرت"حماس"هذه الخطوة محاولة لايجاد ذريعة لافشال الانتخابات، كما جاء على لسان احد ابرز قادتها في غزة الدكتور محمود الزهار، رأى بعض قادة"فتح"فيها واحدة من الخطوات التي تقوم بها مراكز قوى معينة في"فتح"لافشال العملية الانتخابية برمتها لقلق هذه المراكز على مواقعها. واتهم مسؤولون كبار في"فتح"في أحاديث منفصلة ل"الحياة"صراحة رئيس الوزراء أحمد قريع ابو علاء بالوقوف وراء هذه المحاولة. وقال مسؤول فضل عدم ذكر اسمه:"منذ ان زال اسمه عن قائمة مرشحي فتح وأبو علاء لا يخفي مساعيه لإفشال هذه الانتخابات". واضاف:"قريع يعارض الانتخابات لأنه لم ينجح في الحصول على موقع مضمون النجاح فيها، والتقت مصالحه مع مصالح آخرين في القدس ممن لا يمتلكون فرصا للنجاح أمام مرشحي"حماس"الأقوياء فتحركوا معاً لافشال الانتخابات". وهدد المرشحون المنسحبون بالعمل بقوة لمنع اجراء الانتخابات، وقال عبدالقادر ل"الحياة":"لن نوافق على ترحيل صناديق الاقتراع الى خارج القدس، نريد صناديق الاقتراع داخل المدارس والمؤسسات العامة في القدس كما هي الحال في باقي المدن، ومن دون تحقق ذلك سنمنع بكل السبل اجراء هذه الانتخابات". وهاجم"حماس"بشدة على موقفها المطالب باجراء الانتخابات تحت اي ظرف، وقال:"نأسف لتصريحات الزهار ونقول له ان القدس ليست قضية انتخابية، انها قضية جوهرية. القدس هي جوهر القضية الوطنية ولا انتخابات من دون القدس". وأعلنت كتلة"الطريق الثالث"التي يرأسها وزير المال السابق سلام فياض تضامنا خجولاً مع المرشحين المنسحبين، لكن الناطقة باسم الكتلة الدكتورة حنان عشراوي دعت صراحة الى عدم استخدام المدينة كذريعة انتخابية والابقاء عليها قضية وطنية. واعتبر فياض في مؤتمر صحافي عقده في رام الله ان واحدة من ثلاث عقبات قد تؤدي الى اعاقة الانتخابات الفلسطينية، وهي القدس، والتدخل الاسرائيلي في الانتخابات، وعدم وجود خطة أمنية لحماية صناديق الاقتراع.