رغم الحواجز العسكرية الاسرائيلية التي تحاصر التجمعات السكنية، ادلى الناخبون الفلسطينيون بأصواتهم في اول انتخابات رئاسية بعد رحيل الرئيس ياسر عرفات، وسط اجواء اتسمت عموما بالهدوء والنظام. وافتتحت مراكز الاقتراع البالغ عددها 1077 مركزا في تمام الساعة السابعة صباحا حسب توقيت القدس الخامسة بتوقيت غرينتش، وسط اقبال بدأ بطيئا وسرعان ما اشتدت وتيرته في الضفة الغربية وبشكل اقل في قطاع غزة، فيما سجل انخفاض في عدد الناخبين المقدسيين الذين توجهوا الى مراكز الاقتراع خوفا من اجراءات قد تتخذها اسرائيل ضدهم في حال قرروا ممارسة حقهم في الاقتراع. وكان رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، مرشح حركة"فتح"محمود عباس ابو مازن اول المرشحين الذين ادلوا بأصواتهم داخل المقر الرئاسي في رام الله المقاطعة. وعبر"ابو مازن"عن ارتياحه من"الاقبال الشديد على مراكز الاقتراع، وفي هذا مؤشرات ايجابية جدا"، مضيفا ان"العملية الديموقراطية تسير بشكل رائع، وهذا يدل على ان الشعب الفلسطيني يدعم المسيرة الديموقراطية". وقال بعد الادلاء بصوته:"هناك عقبات، لكن تصميم الشعب الفلسطيني اقوى منها". اما المرشح مصطفى البرغوثي، المنافس الاقوى ل"ابو مازن"، وان كانت الاستطلاعات تستبعد فوزه بمنصب رئيس السلطة، فهو تحدث قبيل دخوله الى مركز الاقتراع في مدرسة"الفرندز للبنين"في مدينة البيرة المجاورة، عن"خرقين"للقانون الانتخابي من جانب مرشحي"فتح"و"حزب الشعب"، من خلال نشر اعلانات دعائية في بعض الصحف المحلية صبيحة يوم الاقتراع. وقال البرغوثي انه في بعض المحافظات الفلسطينية تم الابلاغ عن"زوال"الحبر الذي يوضع على اصابع المقترعين، علما ان نوعا معينا من الحبر الذي لا يمحى بسهولة يستخدم في الانتخابات لمنع المقترعين من التصويت مرتين. واضاف انه لفت انتباه لجنة الانتخابات المركزية لهذه الامور لمعالجتها. واشار الى ان اسرائيل"تعدت على العملية الديموقراطية في القدس واماكن اخرى"، مؤكدا وجود"أكثر من 700 حاجز منتشر في ارجاء الضفة من شأنها ان تعيق العملية الانتخابية". من جانبه، اتهم الطيب عبدالرحيم رئيس الحملة الانتخابية ل"ابو مازن"لجنة الانتخابات المركزية بارتكاب"اخطاء جسيمة بمنعها المسجلين في السجلات المدنية من ادلاء اصواتهم في كل المحافظات". واضاف ان"المئات من المواطنين المسجلين في اماكن وجودهم لم يجدوا اسماءهم عندما توجهوا لمكاتب الاقتراع للادلاء بأصواتهم". واتهم موظفي اللجنة الانتخابية بالقيام"بممارسات فظة مع المواطنين حيث ابلغوا المواطنين المسجلين على السجلات المدنية انه لا يسمح لهم بالادلاء باصواتهم". واوضح ان"هذه الممارسة مخالفة للقانون الذي اقره المجلس التشريعي والذي يسمح لكل من يحمل هوية بالادلاء بصوته". وفي جولة ل"الحياة"على بعض مراكز الاقتراع، شوهد مراقبون فلسطينيون من لجنة الانتخابات المركزية يطالبون المسؤولين عن هذه المراكز بابقاء المقترعين فترة من الوقت الى ان يجف الحبر. واعلنت لجنة الانتخابات المركزية ان كل مراكز الاقتراع افتتحت في الموعد المقرر باسثتناء اربعة مراكز في محافظة طولكرم تأخر افتتاحها بسبب اغلاق سلطات الاحتلال الاسرائيلي حاجز"عناب"، ما أعاق وصول الناخبين الى مراكز الاقتراع. واشارت اللجنة في مؤتمر صحافي الى"بعض الارباك للناخبين بسبب عدم وجود اسمائهم في سجل الناخبين لانهم قد لا يكونوا سجلوا اصلا". واضافت انها تلقت شكاوى من الناخبين بسبب عرقلة رجال الامن الاسرائيليين والحواجز الاسرائيلية عملية الاقتراع في قطاع غزةوالقدسالشرقية. من جانبه، اعلن رئيس الحكومة الفلسطينية احمد قريع ابو علاء امس ان سير الانتخابات يدل على تعلق الشعب الفلسطيني بالسلام والديموقراطية. وصرح لعدد من المراسلين في رام الله:"اليوم ارسلنا رسالة واضحة جداً للعالم ولشعبنا ومنطقتنا... نحن الشعب الفلسطيني اظهرنا اننا نختار السلام والديموقراطية". وشدد على"اننا ندعو العالم لمساعدتنا في مساعينا من اجل السلام".