عبدالحليم تجرع مرارة التعب والصبر واليتم حتى اشتهر وسجل حضوراً ورحل لكنه باق. محمد عبده عمل في صناعة السفن وتيتم وسافر وتعب وكافح واجتهد وهوجم ومدح حتى اصبح فنان العرب. نوال الكويتية درست الموسيقى وتدربت من صغرها وطورت نفسها وحوربت بل أوقفت ذات فترة حتى حققت نجاحها وحضورها الفني. جورج وسوف غنى صغيراً وتمرس على أغاني الكبار وتعب ومرض وعانى حتى وصل إلى ما وصل إليه. راشد الماجد من صغره جرب كل الألوان الغنائية وتعب وفشل ونجح وتوقف وتعثر حتى وصل إلى ما وصل إليه من نجاح. كاظم الساهر هاجر ولحن ودرس وقدم وعانى بل وانعكس ذلك على حياته الشخصية لكنه قدم نموذجاً للمطرب العربي النجم. أحلام تمرست وتمترست بالفن الأصيل وخاضت حروباً ودافعت عن فنها وعن اسمها حتى أصبحت نجمة لا يشق لها غبار. ذكرى هاجرت وتغربت وتعذبت إلى أن وصلت والى أن قتلت وهي لا تزال نجمة مرموقة وحاضرة على رغم الغياب. كل تلك النماذج الشهيرة لها مسيرتها ولها خط سيرها في الفن... لكن دعوني استعرض نماذج من الفنانين والفنانات اللواتي حظين بشهرة سريعة مفاجئة ولنقارن بين وبين... فنانة اختصرت طريق الشهرة في حلقة تلفزيونية واحدة، صبت فيها جام صوتها وغضبها على الأول والتالي واشتهرت. فنانة هاجمت في"كم"تصريح صحافي الكبار ورمتهم بوابل من الشتائم لتلفت الانتباه واشتهرت. فنانة قدمت فاصلاً من الرقص مستخدمة كل أجزاء جسمها الخافي والظاهر واشتهرت. فنانة قدمت حصةً رياضيةً راقصةً على دراجة ولم تتعب نفسها وتعرق في التعليم والتدريب... بل عرقت أثناء تصوير مشهد الرقص الرياضي واشتهرت. فنانة جمعت لها كتيبة من الإعلاميين ومدرعة من الصحافيين ولواءً من الكتبة واشتهرت. فنان ارتمى في أحضان شاعر منتج يغدق عليه ما لذ وطاب وهو يغني كل ما لا لذ ولا طاب واشتهر. فنانة أعادت غناء الأعمال الكبيرة من دون أي اتكاء على أغانيها الخاصة ومع ذلك اشتهرت. فنان صور كليب وجمع حوله باصاً من الراقصات غير العربيات وحتى من غير العارفات في الأغنيات ولا الكلمات ولا النغمات العربية واشتهر. فنانة تبطحت وتسدحت في كليبها وكأنها تجرب سريرها لدرجة حسبنا أن الأغنية دعاية سرير ومع ذلك اشتهرت... عزيزي القارئ أرأيت المقارنة بين شريحة وشريحة... بين مشهور ومشهور... بين نجم ونجم... ربما الاثنان وصلا إلى خانة النجومية وتلذذا بطعم الشهرة لكن ليس بالضرورة أن يكون كل مشهور جيداً...!