تحدت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون الدعوات الدولية الى إغلاق معتقل غوانتانامو، وأكدت مصادرها ل"الحياة"أمس، أن"لا خطة في هذا الاتجاه"، معتبرة المعتقل"ركناً حيوياً في الحرب على الارهاب وحماية الأمن القومي الأميركي"، خصوصاً مع استمرار الاعتداءات الارهابية في انحاء العالم. تزامن ذلك مع تمني الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ان تغلق الادارة الأميركية المعتقل"في أسرع وقت"، معتبراً انه"لا يجوز احتجاز افراد الى ما لا نهاية، ويجب إبراز التهم ضدهم كي تتسنى لهم فرصة الدفاع عن أنفسهم"ومحاكمتهم لإثبات التهم أو إطلاقهم. راجع ص8 كذلك اعتبر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في اعقاب محادثات مع المستشارة الألمانية انغيلا مركل في برلين أمس، ان وضع غوانتانامو"شاذ، ولا بد من تسويته عاجلاً أم آجلاً". وكان تقرير للمفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة دعا الإدارة الى إغلاق المعتقل"فوراً"، لافتاً الى انه يشهد"تعذيباً وانتهاكات لحقوق الإنسان وللاتفاقات الدولية". وتحدثت المفوضية عن"استعمال درجات قصوى من العنف"في استجواب المعتقلين، بعد رفض مسؤوليها زيارة المعتقل، نظراً الى عدم السماح لهم بمقابلة سجناء. وقال مسؤول في البنتاغون ل"الحياة"، إن الادارة الاميركية"ملتزمة الاحتفاظ بالمعتقل في المستقبل المنظور، في ظل الحرب على الارهاب". ودعا أنان أو فرقاً متخصصة في المنظمة الدولية الى"زيارة المعتقل ورصد حقيقة الوضع هناك عن كثب، والاطلاع على طريقة التعامل مع المعتقلين"التي تخضع"لأطر قانونية". ورداً على دعوة انان الى إغلاق المعتقل، اكد المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن"الأمر ليس بهذه البساطة"نظراً الى"التحديات التي تفرضها الحرب"على الارهاب، مشيراً الى اختلاف نمط هذه الحرب، وتميزها عن المواجهات التقليدية سواء لجهة"عدد الاعتداءات أو نوعها". وأكد"حرص البنتاغون على ابقاء غوانتانامو"حيث يُحتجز 490 معتقلاً اليوم، مشيراً الى أن"بعض هؤلاء سينقلون الى بلدانهم فور نيل موافقتها وتوقيع معاهدة ثنائية معها". وأثارت تصريحات أنان ردود فعل متباينة في العاصمة الأميركية، وأكدت مصادر قريبة من الخارجية، أن بعض مسؤوليها استغربوا توقيت التصريحات التي تأتي بعد أسبوع على لقاء أنان الرئيس جورج بوش، وقبل عشرة شهور من انتهاء ولاية الأمين العام. وكان المندوب الاميركي لدى المنظمة الدولية جون بولتون بدأ محادثاته مع أطراف دولية في نيويورك لاختيار أمين عام جديد للمنظمة في نهاية هذه السنة. وفي ستراسبورغ أ ف ب، اعلن رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا رينيه فان دير ليندن"دعمه الكامل"لتقرير الاممالمتحدة عن الممارسات الاميركية في غوانتانامو. وانضم في بيان صدر في ستراسبورغ الى موقف البرلمان الاوروبي الذي طلب من واشنطن الاغلاق الفوري للقاعدة العسكرية ومحاكمة المعتقلين فيها في اسرع وقت او الافراج عنهم.