نفذت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أكبر عملية نقل منفردة في عهد الرئيس باراك أوباما لمعتقلين من سجن قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا، وشملت 12 سجيناً، هم 9 يمنيين و3 أفغان، استقبلتهم الإمارات التي شكرت واشنطن «لفتتها الإنسانية، واستعدادها لدعم الجهود الأميركية المتواصلة لإغلاق المعتقل»، خصوصاً أن البنتاغون يواجه منذ فترة معضلة عدم إمكان إعادة السجناء اليمنيين إلى بلادهم. وأكد الموفد الخاص لإغلاق غوانتانامو، لي وولوسكي، أن «دعم أصدقائنا وحلفائنا، مثل الإمارات، ضروري لإنجاز الهدف المشترك»، مشدداً على أن استمرار عمل المعتقل «يُضعف أمننا القومي عبر استنزاف الموارد وإلحاق أضرار بعلاقاتنا مع حلفاء وشركاء أساسيين، كما يعزز موقف المتطرفين». وانخفض إلى 61 عدد سجناء المعتقل الذي استقبل 780 مشبوهاً بالإرهاب لدى فتحه بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. ومعظم هؤلاء محتجزون بلا اتهام أو محاكمة منذ أكثر من عشر سنوات ما يثير إدانات دولية. وسيخضع المعتقلون المفرج عنهم من غوانتانامو لمراقبة وبرامج تأهيل لإعادة دمجهم، علماً أن مسؤولاً في وزارة الخارجية الأميركية رفض كشف اسمه، أعلن أن الإمارات أعادت توطين خمسة سجناء نقلوا إليها في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015. ورحبت منظمة العفو الدولية بعملية نقل السجناء، واعتبرته مؤشراً إلى جدية الرئيس أوباما في مساعيه لإغلاق المعتقل المثير للجدل قبل أن يغادر منصبه. وقال نورين شاه، مدير ملفي الأمن وحقوق الإنسان في المنظمة: «أنه نفي واضح لفكرة أن غوانتانامو سيبقى مفتوحاً إلى ما لا نهاية». ويريد أوباما الذي استهل مهماته الرئاسية مطلع 2009 بوجود 242 معتقلاً في غوانتانامو، إغلاق المنشأة قبل مغادرته البيت الأبيض مطلع العام المقبل. لكن الجمهوريين الذين يشكلون غالبية في الكونغرس، يعرقلون كل مبادرة في هذا السياق، وأهمها سجن المعتقلين الأخطر في الولاياتالمتحدة. ويفترض أن تحدد انتخابات الرئاسة الأميركية في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل مصير السجن الشهير، إذ أكد المرشح الجمهوري دونالد ترامب نيته ملء غوانتانامو ب «الأشرار»، معلناً أنه «سيُعيد العمل بما هو أسوأ بكثير من تقنية الإيهام بالغرق» المصنفة بأنها «تعذيب». واعتبرت مسؤولة العفو الدولية شاه أن الإدارة الأميركية تواجه مرحلة «بالغة الخطورة والأهمية»، إذ أن إخفاق أوباما في إغلاق غوانتانامو قد يسمح للإدارة المقبلة بملء زنزاناته بمعتقلين في الحملة ضد تنظيم داعش في سورية والعراق». وكان ديك تشيني، نائب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، صرح بأن «سجن غوانتانامو يُفترض أن يستقبل الأسوأ من السيئين». لكنه استقبل فعلياً أشخاصاً لم يرتكبوا أي جريمة، لكنهم تواجدوا في المكان الخطأ في اللحظة الخطأ خلال «الحرب العالمية على الإرهاب» التي أعلنتها الولاياتالمتحدة بعد اعتداءات أيلول 2001.