وصفت القاهرة محادثات الرئيس المصري حسني مبارك مع نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ب "الإيجابية"، وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة السفير سليمان عواد عقب المحادثات إن "الاجتماع كان مثمراً وتم خلاله تبادل الآراء والتشاور في شأن القضايا الإقليمية"، وأكد أن "الجانبين أصغيا لوجهات نظر الطرف الآخر"، وأشار إلى أن تشيني "جاء إلى مصر مدركاً أن مصر على دراية وعلم بكيفية تناول وعلاج قضايا ومشاكل المنطقة التي تنتمي إليها". وبخصوص الملف السوري قال الناطق باسم الرئاسة ان "الأولوية تتمثل الآن من وجهة النظر المصرية في الالتزام بتنفيذ قرارات مجلس الامن"، وأكد أن "مصر سترحب بأي صيغة من شأنها تحقيق الامن والاستقرار في لبنان وتعمل على تطبيع العلاقات اللبنانية - السورية بشكل يحظى بقبول الدولتين". وأكد الناطق ان "وجهتي النظر التقتا حول ضرورة الامتثال للشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن ذات الصلة وضرورة بذل الجهد للتوصل الى استجلاء الحقيقة وراء اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري والحفاظ على أمن واستقرار لبنان وسورية". وعما اذا كانت المحادثات خرجت بنتائج محددة في هذا الملف، قال الناطق "لا نستطيع ان نقول ان الاجتماع خرج بحلول". وتابع ان المشاورات بين مبارك وتشيني حول الملف السوري - اللبناني "تندرج ضمن سلسلة الاتصالات التي يجريها الرئيس مبارك حول هذا الملف المهم مع مختلف القادة في المنطقة، ولا بد ان يتأسس أي حل على الامتثال للشرعية الدولية وتنفيذ قرارات مجلس الامن". وأكد الناطق ضرورة الامتثال للشرعية الدولية، وقال ان "مصر التي تتمسك بالشرعية الدولية في قضية السلام في الشرق الاوسط لا يمكنها ان تتنصل من الشرعية الدولية في ما يتعلق بالملف السوري - اللبناني"، وأشار الى أن "سورية تجاوبت مع اللجنة الدولية لتنفيذ شرعية الاممالمتحدة"، موضحاً أن "المشاورات بين مبارك وتشيني حول الملف السوري - اللبناني استهدفت ايضاً التوصل الى صيغة ملائمة تتيح استمرار تجاوب سورية مع لجنة التحقيق الدولية وكيفية ايجاد مخرج لاستمرار هذا التعاون، مع الحفاظ على كرامة سورية وكرامة سدة الحكم في سورية". إلى ذلك تناولت المحادثات التي استغرقت ساعتين التطورات على الساحة الاسرائيلية ذات الصلة بمرض رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون والانتخابات التشريعية الفلسطينية في 25 كانون الثاني يناير الحالي والانتخابات الاسرائيلية في 28 آذار مارس المقبل، وانعكاس ذلك على الساحتين الفلسطينية والاسرائيلية وتنفيذ خريطة الطريق وتحقيق رؤية الرئيس الاميركي الخاصة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش الى جانب اسرائيل في سلام وأمان. واعتبر الناطق المصري ان مشاركة حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية "شأن داخلي فلسطيني". وقال الناطق المصري إن الاجتماع تناول ايضاً الوضع في العراق في ضوء مؤتمر الوفاق الوطني المقرر عقده في العراق في أواخر شباط فبراير المقبل وآفاق التحرك في العراق، مشيراً الى أنه تم ايضاً بحث الاوضاع الاقليمية الاخرى بما في ذلك السودان والجدل الدائر حول برنامج إيران النووي. وقال الناطق إن الاجتماع لم يتطرق الى مسألة إرسال قوات عربية الى العراق لتحل محل القوات الموجودة هناك. اما عن اجتماع مجلس محافظ الوكالة الدولية للطاقة النووية حول الملف النووي الايراني، فقال إن هناك مشاورات لبناء توافق في الرأي يوفر النصاب القانوني لعقد الاجتماع في وقت لاحق هذا الشهر، خصوصاً أن المجلس يتشكل من 35 دولة بينها مصر. وشدد الناطق على أن مصر تدعو الى استمرار الحوار مع ايران من خلال القنوات الديبلوماسية، وأشار الى أن اسرائيل "الدولة الوحيدة التي لا تخضع منشآتها النووية لنظام التفتيش والضمانات للوكالة"، و "نطالب بعالمية معاهدة منع الانتشار النووي وأن ينضم الجميع الى أحكام هذه المعاهدة بما فيها اسرائيل"، ودعا الناطق باسم الرئاسة في مصر إيران "الى المزيد من المرونة والشفافية" ف "الشرق الاوسط لا يحتاج الى سباق للسلاح النووي"، مذكراً بمبادرة مصر التي "ترجع إلى 15 عاماً تدعو الى إخلاء الشرق الاوسط من كل أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي" و "نرغب في أن يطبق ذلك على الجميع". واضاف: إن مصداقية التحرك الأوروبي تجاه ملف ايران النووي ستظل رهناً بأن يوازي هذا التحرك تحرك مماثل يكمل عملية معاهدة منع الانتشار. وحول موقف مصر من تحويل الملف الى مجلس الامن، قال الناطق: "إننا ننتظر الاجتماع الاستثنائي لمجلس المحافظين في فيينا لنرى، لأننا لن نعطي تأييدنا لقرار إلا إذا أشار الى عالمية معاهدة حظر الانتشار النووي وأن يكون هذا القرار خالياً من معايير مزدوجة".