أكد الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أن السودان قد يعطي موافقته اليوم على وقف تام لإطلاق النار في دارفور ونشر قوة مختلطة من الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي في الإقليم المضطرب، فيما وصل وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم محمد حسين إلى منطقة كتم شمال دارفور في زيارة مفاجئة بعد يوم من معارك دامية شهدتها المنطقة بين القوات الحكومية ومتمردي"جبهة الخلاص الوطني". ونفى المتمردون أمس ما أعلنته قيادة الجيش عن مقتل مئتين منهم، وأكدوا أنهم قتلوا 13 ضابطاً وأسروا آخرين، كما أسقطوا مروحيتين عسكريتين. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن أنان قوله أمام مجلس الأمن إن التقارير التي نقلها مبعوثه الخاص إلى الخرطوم"تشجعني على التفكير بأننا قد نتلقى الضوء الاخضر من الرئيس السوداني عمر البشير يوم السبت، لوقف تام لإطلاق النار ... ونشر القوة المشتركة من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة لحماية السكان في دارفور". وكانت مصادر سودانية مطلعة أكدت ل"الحياة"أن البشير أبلغ مبعوث أنان موافقته على نشر القوة المختلطة، في مقابل اعتماد اتفاق أبوجا للسلام في الإقليم مرجعاً لأي محادثات مقبلة مع المتمردين. وزار أمس وزير الدفاع السوداني مدينة كتم. وقال إن الجيش وجد وثائق لدى أسرى المتمردين تكشف أنهم كانوا يخططون لهجوم على الفاشر كبرى مدن الإقليم وكتم التي دارت المعارك في محيطها ومناطق حيوية أخرى. وأضاف أن الجيش تمكن من استرداد سيارات ومعدات عسكرية استولى عليها المتمردون عقب هجومهم الأخير على منطقة أبوجابرة التي تقع في حقول النفط. وهذه المرة الأولى التي تعترف فيها الخرطوم باستيلاء المتمردين على اسلحة وسيارت من الجيش. وكانت قيادة الجيش أعلنت صد هجوم للمتمردين على منطقة شق النخرة جنوب كتم وأكدت أن القوات الحكومية كبدت متمردي"جبهة الخلاص الوطني"200 قتيل، بينهم قياديان، ودمرت ستة مدافع كبيرة وست عشرة سيارة مسلحة كما استولت على ثماني سيارات مزودة مدافع، فيما خسر الجيش أربعة قتلى وعشرين جريحاً. لكن القيادي في"جبهة الخلاص"عبدالعزيز عشر نفى ذلك. وقال إن ما اورده بيان الجيش"تشويه للحقيقة ونقل معلومات مغلوطة"، مؤكداً تمكن مقاتلي الجبهة من دحر القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها. وأشار إلى أنهم أسروا 35 فرداً من الجيش والميليشيات التابعة له، واستولوا على عشرين سيارة عسكرية. واتهم متمردو"حركة/ جيش تحرير السودان"الجيش بشن غارات جوية كثيفة أدت إلى حرق قرى هشابة وتمتم ونينا ونقارة شمال دارفور. وقالوا إنهم أسروا 13 ضابطاً وأسقطوا طائرتين. إلى ذلك، عاد أمس إلى الخرطوم مساعد الرئيس السوداني الدكتور نافع علي نافع من أسمرا بعد محادثات مع الرئيس الاريتري اسياسي افورقي الذي يتوسط لرعاية محادثات بين الحكومة السودانية ومتمردي"جبهة الخلاص". وأبلغ افورقي المسؤول السوداني خلال لقائهما، حرص أسمرا على دعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار في السودان وسعيه إلى إنجاح مبادرة استئناف المفاوضات بين الحكومة السودانية ورافضي اتفاق أبوجا، وإزالة العقبات التي تحول دون جلوس الاطراف إلى طاولة المحادثات. وأعرب عن أمله في أن يتحقق ذلك قريباً.