طلب النائب الأول للرئيس السوداني سلفاكير ميارديت من الرئيس الاريترى اساياس افورقي، خلال لقاء بينهما في أسمرا الخميس، القيام بدور لحل الأزمة في دارفور، فيما اتهم المتمردون مليشيات الجنجاويد بقتل 5 مدنيين ومهاجمة بعض القرى في الإقليم المضطرب. وعلمت"الحياة"ان سلفاكير طلب من افورقي"لعب دور مهم"في المساهمة في حل الازمة في الاقليم المضطرب للصلة القوية التي تربط بين اسمرا ومسلحي دارفور. وكان سلفاكير أجرى خلال زيارته لأسمرا التي بدأت الخميس، محادثات مع القيادة الاريترية ركزت على تطبيع العلاقات بين البلدين، والتعاون بين اسمرا وحكومة جنوب السودان، خصوصاً في الجوانب الاقتصادية، واستخدام ميناء مصوع في صادرات الجنوب ووارداته وتحديداً في اعالي النيل قرب الحدود مع ارتيريا. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية السماني الشيخ الوسيلة قوله أمس في اسمرا انه متفائل في شأن اعادة فتح الحدود بين اريتريا والسودان بعد اغلاقها في تشرين الاول اكتوبر 2002. واعلن الوسيلة في مؤتمر صحافي عقده في اطار الزيارة التي يقوم بها نائب الرئيس السوداني سلفاكير:"نحن متفائلون"، مشيراً الى ان الهدف من الزيارة هو تحسين العلاقات بين اسمرا والخرطوم. وأوضح ان قرار اعادة فتح الحدود"رهن بنتائج المفاوضات التي ستبدأ بالتأكيد بعد اربعة ايام"بين السلطات الاريترية والسودانية. واكدت السفارة السودانية في اسمرا ان وزير الخارجية السوداني لام اكول سيزور اريتريا في السادس من كانون الاول ديسمبر لإجراء هذه المفاوضات. وأعلن مسؤول اريتري كبير طلب عدم كشف هويته ان اريتريا تأمل ايضاً في اعادة فتح الحدود. وصرح الى وكالة"فرانس برس"هاتفياً:"يُتوقع ان لا تكون هناك مشاكل، لدينا التوقعات ذاتها كالسودانيين". والعلاقات بين اريتريا والسودان متوترة منذ نحو عشر سنوات مع اتهامات متبادلة بإيواء معارضين. واغلقت الحدود بين البلدين عندما اتهمت الخرطوم اسمرا بدعم هجوم شنّه متمردون سودانيون قرب كسلا شرق السودان قرب الحدود المشتركة في تشرين الأول اكتوبر 2002. لكن العلاقات تحسنت منذ تولى متمردون سابقون مناصب في الحكومة السودانية، وكانت اريتريا حليفة متمردي"الجيش الشعبي لتحرير السودان"الذي كان سلفاكير احد قادته العسكريين. الى ذلك، قال الناطق باسم"جيش تحرير السودان"محمد حامد علي:"في تطور ينذر بالخطر ويهدد بإنهاء وقف إطلاق النار الموقع بين أطراف النزاع، وأمام قوات المراقبة الخاصة الاتحاد الافريقي المرابطة بقرية"مرلا"شرق نيالا، هاجمت مجموعة كبيرة من ميليشيا الجنجاويد مدججة بأسلحة حديثة وسيارات لاندكروزر قرى غرب"مرلا"وقتلت عدداً من المواطنين وجرحت عدداً كبيراً آخر، كما نُهب حوالي 8 آلاف رأس من الضأن". واشار الى مقتل ستة مدنيين وجرح 19 آخرين في الهجوم. في غضون ذلك، أكدت مصادر ان مخيم أبوشوك لنازحي دارفور شهد أمس حادثة فريدة عندما هاجم مسلحون مجهولون عربة تابعة للهلال الأحمر السوداني وقتلوا سائقها أحمد حسين ابراهيم بعدما أمطروه بوابل من الرصاص واستولوا على عربته وفروا بها في اتجاه منطقة كتم. غير أن قوة من الشرطة تعقبت الجناة والقت القبض عليهم جميعاً بعد انقلاب عربتهم. وفي الإطار ذاته، قالت مصادر في ولاية جنوب دارفور إن مسلحين ينتمون إلى حركة تحرير السودان استولوا على عربة خاصة مملوكة لأحد المواطنين في منطقة"تور طعان"القريبة من مدينة نيالا واقتادوها بركابها الأربعة الى أحد معسكرات التمرد في منطقة الغابة أربعة كيلومترات إلى الجنوب من قريضة. جنيف 2 ديسمبر كانون الاول - رويترز - قال يان برونك مبعوث الاممالمتحدة في السودان إن التوصل لاتفاق بحلول نهاية العام بشأن وقف دائم لاطلاق النار في دارفور امر"ممكن لكنه صعب". الاممالمتحدة وفي جنيف رويترز، قال يان برونك مبعوث الاممالمتحدة في السودان ان التوصل الى اتفاق بحلول نهاية العام في شأن وقف دائم لإطلاق النار في دارفور أمر"ممكن لكنه صعب". وقال ان مواقف جماعتي التمرد الرئيسيتين والحكومة السودانية التي بدأت جولة سابعة من المحادثات في ابوجا هذا الاسبوع لا تزال متباعدة في شأن الكثير من القضايا على رغم وجود الكثير من العلامات الايجابية. وقال برونك في مؤتمر صحافي في جنيف"نحن نمضي في الاتجاه الصحيح". وأضاف:"اتفاق اطار... أمر ممكن لكنه صعب لأن مواقف الاطراف المشاركة في المحادثات لا تزال متباعدة". ومن بين اسباب تفاؤله الحذر في شأن هدنة دائمة واتفاقات لاقتسام السلطة والثروة ان حكومة الوحدة الوطنية السودانية اصبحت تضم الحركة"الشعبية لتحرير السودان"بعد التوصل الى اتفاق سلام في كانون الثاني يناير الماضي ينهي الحرب بين الشمال والجنوب. وقال برونك ان الحركة المتمردة السابقة من الجنوب"أكثر تعاطفاً مع مطالب حركات التحرير في دارفور". ومضى يقول ان"هناك شعوراً بتفهم أن السلام ضروري من أجل السودان". إلا ان برونك حذر ايضاً من ان الوضع الانساني في اقليم دارفور"هش للغاية"مع وجود مليوني ونصف مليون شخص نزحوا من ديارهم او يحتاجون الى المساعدة بسبب التمرد الذي بدأ منذ عامين ونصف العام. ودعت الأممالمتحدة هذا الأسبوع الدول المانحة الى تقديم 1.5 بليون دولار للسودان، وهو اكبر مبلغ من ضمن 4.7 بليون دولار دعت الى تقديمها عام 2006 لأزمات اهملت في الغالب في انحاء العالم.