ناشد متمردو دارفور قمة طرابلس، التي التأمت أمس لدرس الأزمة في هذا الإقليم المضطرب، دفع الخرطوم الى تنفيذ القرارت الدولية وتسليم المتهمين في جرائم حرب وحضها على الدخول في مفاوضات جدية للتوصل الى حل سلمي. وتزامن ذلك مع تأكيد الأممالمتحدة تزايد هجمات المليشيات ضد المدنيين في غرب السودان. ونقلت شبكة"ارن"للمعلومات التابعة للامم المتحدة، ان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام هادي عنابي أكد في تقرير رفعه الى مجلس الأمن حول الاوضاع في إقليم دارفور ارتفاع نسبة الهجمات على المدنيين في نيسان ابريل مقارنة بشهر اذار مارس. وتشمل الهجمات الاغتصاب والاختطاف وأشكالاً أخرى من العنف ارتكبتها مليشيات. وقال انه لا توجد أدلة على تورط القوات الحكومية النظامية في شكل مباشر في الهجمات"إلا ان تقارير كثيرة أشارت الى ارتكاب المليشيات انتهاكات واسعة"، مشيراً الى بذل الحكومة جهود لكبح الدفاع الشعبي والمليشيات"ووقف الجرائم الا ان تلك الجهود لم تكن وافية بالغرض استناداً على كثافة الهجمات على المدنيين بواسطة المليشيات". واوضح التقرير ان"حركة تحرير السودان"و"حركة العدل والمساواة"شنتا هجمات على مواقع للشرطة واستولتا على سيارات تجارية وأخرى تابعة لمنظمات غير حكومية. في غضون ذلك ذكر الناطق باسم"حركة تحرير السودان"محجوب حسين في تصريحات صحافية ان حركته قدمت رسالة الى قمة طرابلس طالبتها فيها بدفع الحكومة الى تنفيذ القرارات الدولية والدخول مباشرة في مفاوضات جادة وواضحة عبر منبر ابوجا. وعبر عن أمله بان تستمع القمة الى كل أطراف النزاع وان تراعي الموضوعية حتى تختلف عن القمم السابقة ولا تكون"تحصيل حاصل". ويتوقع ان يعقد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي قمة ثلاثية تجمعه والرئيس السوداني عمر البشير والرئيس الاريتري اساياس افورقى الذي غادر اسمرا الاحد للمشاركة في القمة بعد تردد معلومات عن عدم مشاركته. وتدرس القمة تطبيع العلاقات بين الخرطوم واسمرا والسعي الى معالجة الملفات العالقة بين البلدين ويأتي على رأسها الملف الأمني حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بايواء المعارضة المسلحة، كمتمردي الشرق ودارفور في اسمرا، والجماعات المناوئة لافورقي، مثل"الجهاد الاسلامي"و"الخلاص"في الخرطوم. وفي الخرطوم كثفت الأممالمتحدة اتصالاتها مع قوى ودول لها قوة تأثير على أطراف النزاع في اقليم دارفور المضطرب في غرب السودان، حتى تكون جولة المحادثات المقبلة بينها في أبوجا حاسمة ونهائية. وناقش مستشار الأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي ومسؤول الأمن والسلم في المنظمة الدولية جان ماري غيهانو مع المسؤولين في الخرطوم امس، الأوضاع الأمنية والانسانية في الاقليم وتسريع جهود التسوية السياسية لانهاء الأزمة، وتنفيذ اتفاق السلام في جنوب البلاد. وأجرى الابراهيمي وغيهانو ومبعوث الأممالمتحدة الى السودان يان برونك محادثات منفصلة مع النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه ووزير الدولة للخارجية التجاني فضيل ركزت على الأوضاع في دارفور بعد تفقد المسؤولين الدوليين ولايتي شمال دارفور وجنوبها ومخيمات النازحين، وأعربوا عن قلقهم ازاء تدهور الأوضاع الانسانية. وناقش الابراهيمي وغيهانو وبرونك مع طه وفضيل ووكيل الخارجية مطرف صديق في حضور القيادي في"الحركة الشعبية لتحرير السودان"سامسون كواجي خطوات تنفيذ اتفاق السلام في جنوب البلاد ونشر القوات الدولية لمراقبة الاتفاق.ووصف الابراهيمي الأوضاع الانسانية بأنها سيئة"وهناك مآس كبيرة وآلام تنبغي معالجتها". لكنه تحدث عن تحسن في الجانب الأمني وطالب الأطراف بوقف الهجمات على قوافل الاغاثة وموظفيها. وأثنى على دور القوات الافريقية المنتشرة في الاقليم ونفى وجود أي اتجاه لتعيين مبعوث دولي لدارفور، مشيراً الى ان الأممالمتحدة ستواصل دعم الاتحاد الافريقي.