أكد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أن المحادثات حول دارفور التي استضافتها أمس العاصمة الإثيوبية بمشاركة دولية واسعة، كانت"جيدة وبناءة للغاية". وقال للصحافيين عقب الجلسة الافتتاحية للقاء الذي شاركت فيه الخرطوم والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والجامعة العربية، إن الاجتماع ناقش تعزيز القوة الأفريقية في الإقليم، وتطبيق اتفاق وقف النار واستئناف مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والمتمردين، إضافة إلى صيغة نشر قوات مختلطة. ورفع الأمين العام المحادثات ثلاث ساعات عقب الجلسة الافتتاحية المطولة، لاجتماع ثلاث لجان قرر المجتمعون تشكيلها لمناقشة القضايا التي طرحت خلال الجلسة. والتقى أنان ووزير الخارجية السوداني الدكتور لام أكول في مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا. وقال:"نجري مناقشات جيدة وبناءة للغاية". وأشار إلى أنه ناقش نشر قوة مشتركة بين الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة في دارفور. غير أن الخرطوم بدت متمسكة بموقفها الرافض لنشر قوة دولية في الإقليم. وقال لام أكول:"ليس جيداً أن تطرح الأمور بهذه الطريقة: أما أن تقبلها أو لا تقبلها. الأمور لا تحل بهذه الخشونة والسرعة". وفي لندن، أكد ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن قضية قيادة قوة دارفور أقل أهمية من فعاليتها. وقال:"ما يهم هو أن تكون لدينا قوة فعالة... قوة موسعة. وإذا كانت تحت قيادة الاتحاد الأفريقي بدل الأممالمتحدة، فهذا أمر ثانوي بالمقارنة مع قضية فعالية هذه القوة". وفي غضون ذلك، وعد منسق الأممالمتحدة للشؤون الانسانية يان إيغلاند في بداية زيارته لدارفور أمس بأن ينقل إلى العالم صوت النازحين في الإقليم. ولم تصرح السلطات السودانية لللمسؤول الدولي بزيارة معسكرات النازحين"لأسباب أمنية". وشكا ممثلو النازحين خلال لقاء مع ايغلاند من التوغل المتكرر ل"رجال مسلحين"في معسكراتهم وتحدثوا كذلك عن هجمات عسكرية عليها. وعقب يوم من تصريح نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه للصحافيين بأن الوضع تحسن في شكل هائل في دارفور، اكتنفت الشكوك زيارة ايغلاند التي تستغرق ثلاثة أيام، بعدما قال مسؤولون سودانيون ان كل الجهات التي اقترح زيارتها غير آمنة. وحض سكان دارفور ايغلاند على إحضار قوات تابعة للامم المتحدة من اجل حمايتهم، مؤكدين أن قوة المراقبة التابعة للاتحاد الأفريقي لم تفعل شيئاً لمساعدتهم. من جهة أخرى، اتهمت"حركة تحرير السودان"الرافضة لاتفاق أبوجا الحكومة السودانية بحرق عشرات القرى وقتل المدنيين في شمال دارفور، وهددت بتصعيد القتال والتخلي عن وقف النار. وقال رئيس الحركة عبدالواحد النور ل"الحياة"في اتصال هاتفي من امستردام، إن"القوات الحكومية وميليشيات الجنجاويد شنت حملة واسعة النطاق على شمال دارفور بدأت أول من امس. ولا تزال المعارك مستمرة". وأشار إلى أن"قوة من الجنجاويد فوق 200 حصان مدعومة بنحو 150 سيارة من الجيش هاجمت مناطق عبدالشكور شمال غربي كتم وديسة وبير مزة". وأضاف:"استخدمت الحكومة الطيران وأغارت على مناطقنا". وحذر للمرة الأولى من"العودة إلى الحرب، بعدما انتهكت الخرطوم وقف الأعمال العدائية". إلى ذلك، طلبت منظمة"أطباء بلا حدود"ب"إلحاح من الحكومة السودانية ومن أطراف النزاع الآخرين، تأمين وصول"العاملين في مجال المساعدات الانسانية إلى آلاف المدنيين في دارفور. وتحدثت في بيان أمس عن"ازدياد اعمال العنف التي تقوم بها المجموعات المسلحة كافة ضد المدنيين"، و"ازدياد اعمال العنف الخطرة التي ترتكب ضد العاملين في مجال المساعدة"، موضحة أن بعض فرقها"عاجزة عن مساعدة الناس الذين استهدفهم العنف مباشرة".