أكدت الخرطوم أن لا علم لها بخطة يدرسها الاتحاد الافريقي لرفع عدد جنود قوته الى دارفور من 360 الى نحو ألفين، وتطوير مهمتهم من حماية المراقبين الافارقة لوقف النار في دارفور الى قوة حفظ سلام. راجع ص 6 وقال وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل معلقاً على هذه الانباء أمس، إن "الاتحاد الافريقي اتفق مع السودان على إرسال 120 مراقباً و360 عسكرياً لحمايتهم. نأمل في ارسال مزيد من المراقبين، لكننا لم نتلق اقتراحات في شأن ارسال قوات سلام تتألف من ألفين من الجنود". وحملت الخرطوم بعنف على الولاياتالمتحدة والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. وشهدت العاصمة السودانية تظاهرة كبيرة مؤيدة للحكم ضد التدخل العسكري الاجنبي. وقال الأمين العام للحزب الحاكم الدكتور إبراهيم أحمد عمر أمام المتظاهرين، إن حكومته ترفض أي تدخل عسكري في البلاد، وستتصدى له بقوة كما تصدى السودانيون للاحتلال البريطاني. وردد المتظاهرون خلف عمر "خائب... خائب يا أنان... خاسئ... خاسئ يا أنان". واتهمت التظاهرة أنان بالانحياز إلى المتمردين واصدار تصريحات كاذبة ومضللة عن الأوضاع في الاقليم والتآمر مع الولاياتالمتحدة لتفتيت السودان. في موازاة ذلك، أكدت "حركة العدل والمساواة" الناشطة في دارفور أن معارك عنيفة تدور منذ مساء الثلثاء في جنوب الاقليم بين حركتي التمرد وميليشيات "الجنجاويد" الموالية للحكومة. وقال المنسق العام للحركة احمد توغو لوكالة "فرانس برس": "هاجم نحو خمسة آلاف من الجنجاويد الحركتين في بلدتي المهجرية والشعرية بين نيالا والفاشر في جنوب دارفور". واضاف "ان كثافة المواجهات لم تسمح للمراقبين من الاتحاد الافريقي بالوصول الى الجبهة". وزاد أن "ممثلينا في لجنة وقف النار يعقدون حالياً اجتماعاً في الفاشر وسنصدر بيانا يبلور موقفنا من مسألة احترام وقف اطلاق النار". من جهة أخرى، اعتبر مبعوث الاممالمتحدة الى السودان أمس، ان الخرطوم بدأت اتخاذ خطوات ايجابية لمعالجة الأزمة الانسانية في دارفور ولكن حلاً نهائياً لهذه الازمة سيكون مستحيلاً في غضون مهلة الثلاثين يوماً التي حددها مجلس الامن. وقال الوزير الهولندي السابق ممثل أنان الخاص الى السودان يان برونك ان "هناك بعض التشوش في الخرطوم في شأن مهلة الثلاثين يوماً". واضاف: "يوجد قدر من سوء الفهم هنا في الخرطوم بأن المجلس طلب حلاً كاملًا للصراع "خلال هذه المدة وهذا مستحيل".