أعلنت وزارة الزراعة المصرية عن البدء بتأسيس شركات زراعية مساهمة، بتمويل من المستثمرين ورجال الأعمال، وتوفير فرص عمل بمشاركة الشباب، وتجميع مساحات الأراضي وزراعتها بدلاً من توزيعها على الشباب. وقال وزير الزراعة أمين أباظة خلال جولة في محافظة شمال سيناء، لبحث سياسة زراعية جديدة، إنه يتم حالياً جدولة ديون المزارعين المتعثرين، والمستحقة لدى"بنك التنمية الزراعي"بعد التأكد من أن التعثر جاء نتيجة ظروف طبيعية، كما هي الحال مع أصحاب مزارع الدواجن، كاشفاً أن المصرف يمر بإعادة هيكلة، ليصبح شبه مستقل يديره مجلس إدارة من دون الوزير. واعتبر أن المحافظة مؤهلة لتكون مركزاً لصادرات البلاد الزراعية، لما تضمنه من مساحات شاسعة صالحة للزراعة، وإنتاج المحاصيل التصديرية، التي تلقى رواجاً في الأسواق الخارجية. وأوضح إن السياسة الحالية تقوم على توسيع رقعة الأراضي الزراعية، والاتجاه إلى المناطق الجديدة والصحراوية لاستصلاحها وزراعتها، مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً بين وزارتي الزراعة والموارد المائية والري، للاستفادة من مياه الآبار والسدود، خصوصاً بالنسبة لأراضي"ترعة السلام"شرق قناة السويس، ومشروع تنمية شمال سيناء، وذلك بعد نقل الوصاية عليه إلى وزارة الزراعة. وأشار إلى أن الوزارة ستنفذ خلال السنوات الثلاث المقبلة مشروعاً لزراعة 250 ألف فدان بأشجار الزيتون، لسد العجز وتوفير فائض للتصدير إلى الخارج، لافتاً إلى"اننا ننتج حوالى 20 في المئة من استهلاكنا من زيت الزيتون". وأضاف أن الانتاج الزراعي تضاعف خلال السنوات الأخيرة، وأن هناك خططاً خمسية لزيادة نصيب الفرد منه، وخفض معدلات الاستيراد من الخارج. من جهته أعلن محافظ الإقليم أحمد عبدالحميد، أن قطاع الزراعة والري يمثل العصب الرئيس في المشروع القومي لتنمية سيناء، الذي يقوم على زراعة 400 ألف فدان، وريّها من مياه ترعة السلام، منها 275 ألف فدان في نطاق المحافظة. وأشار إلى ان الاستثمارات في المشروع تبلغ 14 بليون جنيه. ويوفر القطاع 146.8 ألف فرصة عمل، وتقدر الزيادة السكانية الناشئة عنه ب 775 ألف نسمة. وأوضح أن مساحة الأراضي المزروعة في شمال سيناء ارتفعت من سبعة آلاف فدان إلى 300 ألف، وان انتاج الخضار والفاكهة وصل إلى 450 ألف طن، قيمتها نحو بليون جنيه، يستهلك منها 20 في المئة فقط، ويسوق الباقي خارج المحافظة، كما يصدر جزء كبير منه إلى الخارج. وتعد المحافظة الأولى في انتاج الملح وتصديره، إذ تنتج سنوياً 1.2 مليون طن، يصدر جزء كبير منه إلى الخارج، وهي مؤهلة لأن تكون الأولى أيضاً في انتاج وتصدير الزيتون وزيت الزيتون. إذ تبلغ المساحات المزروعة بالزيتون 14 ألف فدان تنتج سنوياً 400 ألف طن من زيتون المائدة، و 2500 طن من الزيت. وطالب باتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان عدم تلوث مياه ترعة السلام، وإنشاء مواقع لمراقبة جودة مياهها، وتخصيص نسبة من أراضي"الترعة"لأبناء المحافظة بشروط ميسرة. ومن بين المطالب أيضاً مراجعة التخطيط العمراني للقرى التي ستنشأ على"الترعة"، لتلافي السلبيات الموجودة في القرى الحالية غرب القناة.