بدأت اشجار الزيتون تنتشر في العديد من المناطق السعودية، اذ اتجه العديد من الشركات الزراعية منذ نحو عقدين نحو زراعتها خصوصاً في الجوف وحائل وتبوك والرياض ايضاً سعياً وراء تنويع المحاصيل بعد ان اخذ زيت الزيتون ينتشر بقوة على المائدة السعودية. قال المدير العام لادارة الارشاد والخدمات الزراعية في وزارة الزراعة والمياه السعودية عبدالعزيز الجديع ل"الحياة" ان وزارة الزراعة بدأت محاولة زراعة الزيتون قبل نحو 40 عاماً عندما استوردت شتلات الزيتون وزرعتها في القصيم وحائل. وأضاف ان شجرة الزيتون اقتصادية، اذ تتميز بانتاجها الوفير مع قلة التكاليف المطلوبة وهي شجرة ذات استخدامات متعددة، اذ يمكن استخدام الثمار الطازجة للتخليل واستخلاص الزيت للاغراض الغذائىة والصناعية المختلفة والاستعمالات الطبية وصناعة الاعلاف من الثمار واستخدام خشب الاشجار في بعض الاغراض المختلفة واستخدام الاشجار كمصدات للرياح او اشجار زينة في الحدائق والمنتزهات العامة . واشار الى ان الهدف من زراعة الزيتون هو استغلال الميزة النسبية التي تتمتع بها مناطف الجوف وتبوك من تربة ومناخ ملائم لهذا المحصول، لافتاً الى ان زراعة الزيتون او غيره من المحاصيل ليست موجهة للمنافسة على مستوى العالم لان السعودية تراعي ان المياه مصدر ناضب ولهذا يتم اختيار المحاصيل ذات الحاجات المائية القليلة بهدف الاكتفاء الذاتي فقط. ولفت الى ان زراعة الزيتون لا تحظى بدعم خاص من الدولة، باستثناء الذي تتمتع به بقية المحاصيل الاخرى من اعانات على المعدات والالات والبذور الى جانب منح الاراضي مجاناً. وقال انه لا يوجد رقم مستهدف لزراعة الزيتون وانما الهدف هو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الزيتون وزيته، مشيراً الى انه لهذا السبب لا توجد ارقام دقيقة عن حجم الانتاج في الوقت الحاضر. وقال مدير الاستيراد والتصدير في "شركة الاعشاب الذهبية" عبدالكريم الحموز ان ازدهار زراعة الزيتون اخيراً في السعودية يرجع الى وجود التربة المناسبة لزراعته وحاجة البلاد لتوفير زيت الزيتون. وأضاف انه من الواضح ان اقبال المزارعين على زراعة الزيتون بمساحات واسعة واستثمار اموالهم في هذا المجال يعود الى الارباح التي حققوها سواء من بيعهم للزيتون او زيته نتيجة وجود معاصر قريبة من مزارعهم في الجوف وتبوك والقريات، مشيراً الى ان المردود الاقتصادي الذي يحققه المزارع يشجعه على الاستمرار في زيادة رقعة الارض المزروعة بالزيتون. وقدر الحموز حاجة السعودية من زيت الزيتون السنة المقبلة بنحو 5442 طناً ومن زيتون المائدة بنحو عشرة الاف طن. وأضاف ان للسعودية فرصة كبيرة في المنافسة على تصدير منتجاتها في هذا المجال، اذا تم استعمال التقنية الحديثة في العصر والتعبئة والتخليل لافتاً الى حاجة دول الخليج الى نحو 3133 طناً من زيت الزيتون و 6219 طناً من زيتون المائدة سنوياً، ما يعطي السعودية فرصة جيدة في التصدير الى دول الخليج. من جهته قال رئيس قسم الدراسات والبحوث في "الشركة الوطنية الزراعية" اسامة صالح ان الدرسات التسويقية التي اجرتها الشركة اوضحت ان متوسط حجم الانتاج المحلي السنوي من زيت الزيتون للفترة من عام 2000 - 2004 يقدر بنحو 2713 طناً وان متوسط حجم الاستهلاك المتوقع للفترة نفسها يبلغ نحو 13719 طناً. واضاف ان هذه الارقام تشير الى فجوة كبيرة متوقعة تصل الى نحو 11 الف طن سنوياً، ما يتيح الفرصة للتوسع في زراعة الزيتون. وقال ان "الشركة الوطنية الزراعية" بدأت في زراعة الزيتون عام 1992 في منطقة الجوف كسياج واق لحماية الانتاج النباتي في المزرعة، ثم بدأت زراعته كحقول انتاجية مستقلة وتم انشاء مشتل خاص بذلك، مشيراً الى ان عدد اشجار الزيتون في المشروع يزيد على 700 الف شجرة وستصل الى مليون شجرة بنهاية السنة الجارية. وبلغ انتاج المزرعة العام الماضي نحو 18.4 الف كيلو زيتون انتج نحو 4.2 الف كيلو زيت زيتون. واظهرت الدراسة التي اجرتها الشركة ان انتاج السعودية من زيت الزيتون عام 1995 بلغ 2213 طناً وارتفع الى 2282 طناً عام 1996، فيما بلغ عام 1997 نحو 2352 طناً وارتفع عام 1998 الى 2425 طناً. وتعد "شركة الجوف الزراعية" احدى اكبر الشركات في زراعة الزيتون في السعودية. وقال ياسر العلي من قسم العلاقات العامة في الشركة ان عدد اشجار الزيتون الان يبلغ نحو 400 الف شجرة وستصل الى مليون شجرة السنة المقبلة. واضاف ان انتاج الشركة من زيت الزيتون بلغ عام 1999 نحو 5335 طن وسيرتفع الى نحو سبعة الاف طن السنة المقبلة، كما سيصل انتاج الشركة من الزيتون المخلل الى نحو ثلاثة الاف طن. ولفت الى ان الشركة بصدد انشاء مصنع لهذا الغرض بقيمة 75 مليون ريال 20 مليون دولار. وتشير احصاءات وزارة الزراعة الى ان اجمالي انتاج الزيتون في العالم بلغ نحو 13 مليون طن عام 1997. وتعد ايطاليا اكثر الدول انتاجاً بنحو ثلاثة ملايين طن تعادل 24 في المئة من حجم الانتاج العالمي وتليها اليونان بنحو 1.7 مليون طن ثم تونس بنحو 1.6 مليون طن.