أعلنت وزارة التجارة السعودية وقف استيراد زيت الزيتون الاسباني لاسباب صحية، والبديل زيت الزيتون الوطني من منطقة الجوف شمال السعودية ولعل بعض السعوديين لم يكن يعلم قبل ذلك ان في بلاده مزارع زيتون. حققت زراعة الزيتون الحديثة في منطقة الجوف، نجاحاً لافتاً توقعت معه مصادر زراعية ان يصل الانتاج الى اكثر من 30 الف طن سنوياً، مشيرة الى ان النجاح الكبير الذي حققه المزارعون ادى الى مضاعفة الانتاج وانتشار زراعته في السعودية. ولم يعد مزارعو الزيتون في منطقة الجوف يترددون في زيادة المساحات المزروعة لمضاعفة انتاجها إذ أصبح مزروعاً فوق سفوح الجبال والتلال. فلهذه الشجرة من قوة تحمل وصبر، وجذورها تجعل منها شجرة متماسكة ومعمرة لوقت طويل جداً. وأصبحت منطقة الجوف في اقل من أربع سنوات مصدراً مهماً للزيتون الذي ينافس دولاً اخرى مجاورة لها باع طويل في زراعته وتصنيعه، الأمر الذي تنفس معه السعوديون الصعداء عندما داهمتهم وزارة التجارة باعلانها عن احتمال وجود مواد مسرطنة في زيت الزيتون الاسباني المنشأ، ومن هذا الاعلان الذي اتخذ طابع التحذير قفزت الجوف الى مصاف المدن المنتجة، وعرفها السعوديون الذين كانوا يعتقدون انها مجرد مدينة حدود. وأشارت وكالة الانباء السعودية في تقرير لها عن زراعة الزيتون في شمال السعودية الى ان هناك اكثر من مليوني شجرة زيتون في منطقة الجوف، مشيرة الى ان اجواء المنطقة ملائمة لزراعة اشهر انواع الزيتون وانها في توسع مستمر. وأدى هذا التوسع الى قيام الكثير من معاصر الزيت، ويتوقع ان يتجاوز انتاج المنطقة من زيت الزيتون الطبيعي 3500 طن سنوياً. وساعدت البرامج والخطط التي وضعتها الدولة وتقديم المساعدات وتسخير الامكانات على إحداث نقلة كبيرة في القطاع الزراعي في المنطقة ليس في مجال زراعة الزيتون فحسب بل على الزراعات الاخرى التي من شأنها ان تكون ملاذاً آمنا للسعوديين الذين كانوا في فترة سابقة يأكلون مما لا يزرعون. وأشار احد المزارعين في اتصال هاتفي مع "الحياة" الى ان الزيتون في منطقة لم يسبق لها ان جربت هذا النوع من الزراعة يعتبر مخاطرة، لكن الدعم الحكومي للمزارعين خفف من حدة المجازفة وشجعنا، نحن المزارعين، على التجريب في ارض بكر. ولفت مزارع آخر الى ان الحكومة انفقت بلايين الريالات لتطوير القطاع الزراعي ونفذت على ارض الواقع مئات المشاريع الزراعية الناجحة التي تعد الآن نموذجاً للمزارع الحديثة، لكن مشكلتنا مع ابراز نجاحاتنا يكمن في بعدنا عن المراكز الاعلامية، مشيراً الى ان الصحافيين السعوديين لايكلفون انفسهم عناء البحث عن المواضيع خارج حدود المدينة حيث تصدر مطبوعاتهم. وقال مواطن سعودي آخر التقته "الحياة" في الرياض "انه لم يكن يعلم ان في السعودية مزارع زيتون". ولفت الى انه فكّر فور اعلان وزارة التجارة عن امكان احتواء زيت الزيتون الاسباني على مواد مسرطنة، ان "يبحث عن زيت الزيتون السوري او الاردني"، لكنه فوجىء في اليوم التالي باعلان وزارة التجارة عن "زيت زيتون سعودي مصدره منطقة الجوف".