توقع خبير الزيتون المختص في أبحاث وتقنيات الزيتون الدكتور بسام العويش، أن يبلغ إنتاج زيت الزيتون في المملكة هذا العام (2018)، أكثر من 8 آلاف طن، بانخفاض طفيف عن العام الماضي نتيجة الصيف الحار المستمر، وكذلك لأنها سنة «معاومة»، مشيراً إلى نمو استهلاك المملكة من زيت الزيتون من 4.5 ألف طن إلى أكثر من 25 ألف طن، مبيناً أن وزن واردات المملكة من زيت الزيتون بلغ حوالى 23.6 ألف طن، بقيمة 300 مليون ريال، كما بلغت واردات ثمار الزيتون نحو 44.1 ألف طن، بقيمة 254 مليون ريال، مشيراً إلى أن ذلك يمثل تقريباً ثلثي استهلاك المملكة. وفي ما يخص الموارد الغذائية، أوضح العويش في محاضرة ألقاها ضمن فعاليات مهرجان «الزيتون» بالجوف، المقام في مركز الأمير عبدالإله الحضاري بسكاكا، ويستمر حتى الثالث من جمادى الأولى، بعنوان: «تنظيم صناعة الزيتون لمواكبة رؤية 2030»، أن المملكة ستواصل بناء مخزونات استراتيجية بمستويات آمنة وكافية لمعالجة الحالات الطارئة، كما ستبني شراكات زراعية استراتيجية مع الدول التي حباها الله موارد طبيعية، من تربة خصبة ومياه وفيرة، بما يحمي مواردنا المائية، وأضاف: «سنرشّد استخدام المياه في المجال الزراعي بإعطاء الأولوية للمناطق الزراعية، التي تمتلك مصادر مياه طبيعية ومتجددة، وتحسين استخدامات وإدارة الأراضي في القطاع الزراعي، ورفع كفاءة الإنتاج». وأفاد بأن الاستهلاك المائي بلغ بليون متر مكعب في السنة، على النشاط الزراعي بالمملكة، ما أدى إلى انخفاض في المخزون بطبقات الرف الرسوبي، وعمدت وزارة البيئة والمياه والزراعة إلى سن أنظمة تمت الموافقة عليها من مجلس الوزراء برقم 39 وتاريخ 1-6-1438 بإيقاف زراعة الأعلاف وتحديد المحاصيل الزراعية المهدرة للمياه، والحد من الزراعات المكشوفة ذات التوسع الكبير، كما في زراعة الزيتون، على رغم أن الزيتون يعتبر من الأشجار المتحملة لنقص الري والتعطيش، وتعطي إنتاجا ممتازاً عند الري بمعدل 5 آلاف – 7 آلاف م3 للهكتار. ووضع خبير الزيتون المختص في أبحاث وتقنيات الزيتون عدداً من البدائل الزراعية التي تشجع عليها وزارة البيئة والمياه والزراعة، ذكر منها السماح لأصحاب المشاريع القائمة للزيتون باستيراد وزراعة الزيتون المعتمد على الإحلال من الزراعة التقليدية للمكثف، وهذا مقترح لمواكبة التوجه الزراعي القائم، كذلك الاستثمار في مصانع الأعلاف المتكاملة، شريطة استيراد المدخلات، والاستثمار في مشاريع الدواجن وصناعاتها، وفي تربية وتسمين الماشية التي تعتمد على الأعلاف المتكاملة، أيضاً الاستثمار في البيوت المحمية المتقدمة، والاستثمار في زراعة النباتات الرعوية، شريطة استخدام أنظمة الري الحديثة، وفي مشاريع الثروة السمكية في المياه المالحة والاستثمار في الأعلاف الخضراء خارج المملكة. وأفاد العويش بأن طرق الجني تعتبر أصعب مرحلة لدى مزارعي الزيتون، لما لها من تأثير كبير في تكاليف الإنتاج لشجرة الزيتون وعلى نوعية الزيت المستخلص، معتبراً الجني اليدوي للزيتون هو الأوسع انتشاراً حالياً بالمملكة، ويعطى ثماراً سليمة من دون إلحاق الضرر بالأشجار، مع أنه أكثر كلفة لاعتماده على اليد العاملة، ويستهلك وقتاً أطول في الجني قد يؤثر في جودة الزيت، مشدداً على عدم خلط الثمار المتساقطة على الأرض، من جراء الظروف البيئية أو الإصابات الحشرية والمرضية، مع الثمار الجيدة المقطوفة من الشجرة، وذلك للمحافظة على زيت عالي الجودة.