سُئل الرئيس الاميركي جورج بوش في مقابلة تلفزيونية عمَّ يفعل إذا باعت كوريا الشماليةايران، أو"القاعدة"، أسلحة نووية ؟ وأجاب بوش على هذا السؤال بالقول إن بائعي السلاح النووي سيعتقلون ويحاسبون، وأن على رئيس كوريا الشمالية إدراك ان المجتمع الدولي سيحاسب بيونغ يانغ على بيع السلاح النووي، على نحو ما حاسبها على تجربتها النووية. ولكن هل هذه التصريحات تعني أن الولاياتالمتحدة قد تلجأ إلى الأممالمتحدة لتشديد العقوبات على كوريا الشمالية، في حال باعت هذه الدولة أسلحة نووية؟ وماذا لو نجحت"القاعدة"في تهريب قنبلة نووية إلى داخل الولاياتالمتحدة، وأفاق العالم على كابوس انفجار نووي بواشنطن أو لوس انجيليس؟ ولا شك في أن تنفيذ"القاعدة"عملية من هذا النوع قرينة على خلل أميركي مرعب في الردع النووي. وكانت سياسة الردع، أي إقناع الخصم بأن نتائج أي مغامرة نووية باهظة الثمن، في أساس استراتيجية الحرب الباردة . فالولاياتالمتحدة حالت دون سيطرة الاتحاد السوفياتي على برلين الغربية، وهددت السوفيات بدمار بلدهم في حال استولوا على العاصمة الألمانية. ويفترض نجاح سياسة الرادع جمع البلد المعني بين السياسة الواضحة، والقدرة النووية، والصدقية العملية. فمناورات قوات الولاياتالمتحدة واتصالاتها أثنت الاتحاد السوفياتي عن اختبار قوة الردع الاميركية. ولكن إدارة الرئيس جورج بوش لم تردع كيم إيل - جونغ. ورفض الزعيم الكوري الامتثال للمطالب الاميركية. فلم يعدل عن تطوير أسلحة نووية، ولا عن اختبار الصواريخ واجراء تجربة نووية. وعلى اميركا إقناع الرئيس الكوري الشمالي بقدرتها على معاقبته على حيازة السلاح النووي. وشرط نجاح اميركا في مهمتها هذه هو الوضوح، ونجاعةپقدرتها على تحديد مصدر القنبلة المنفجرة في المدن الاميركية أياً كانت الجهة المنفذة للهجوم وأساليب تنفيذه، وعلى إلحاق ضرر كبير بمصدر القنبلة. وينبغي أن يدرك كيم ايل جونغ أن الأبحاث النووية الاميركية قادرة على التعرف على المواد النووية المصنعة بمفاعل مدينة يونغبيون، الكورية الشمالية. وفي وسع الرئيس بوش استعادة خطبة الرئيس الاميركي جون كينيدي السابق 1960 - 1963 من أزمة الصواريخ في كوبا. ففي 1962 ، زود الاتحاد السوفياتي كوبا بصواريخ نووية. فحذر الرئيس جون كنيدي الرئيس السوفياتي، نيكيتا خروتشوف، وأعلن"أن الامة الاميركية تعتبر إطلاق سلاح نووي من الأراضي الكوبية على أي دولة بالمحيط الغربيپ عدواناً من الاتحاد السوفيتي نفسه على الولاياتالمتحدة الاميركية. وعليه، سترد أميركا رداً حاسماً على الاتحاد السوفيتي". عن غراهام أليسون مدير مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية بجامعة هارفرد، "تريبيون إنديا" الهندية ،30 / 10 / 2006