تقدم المرشح اليميني الثري الفارو نوبوا على خصمه الاقتصادي اليساري رافايل كوريا، المؤيد للرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الإكوادور أول من أمس. وستجرى الدورة الثانية في 26 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وأعلنت المحكمة الانتخابية العليا بعد فرز 49.6 في المئة من الأصوات، أن نوبوا 56 سنة، تاجر الموز المعروف وأغنى رجل في الإكوادور، نال 27,35 في المئة من الأصوات، في مقابل 22 في المئة لخصمه كوريا، أي بفارق يتجاوز خمس نقاط. وتقدم نوبوا 11 نقطة في استطلاعات الرأي خلال أسبوع، ليصبح المرشح الأوفر حظاً للفوز في الاقتراع، من دون أي حدث يذكر في أي من المعسكرين، ما شكل مفاجأة كبرى. واعتبر نوبوا فور إعلان النتائج الأولى للانتخابات، أن الصداقة التي تربط بين خصمه كوريا 43 سنة"وكوبا والرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز هي سبب هزيمته". ورأى أن الشعب الاكوادوري"أعطى أفضل درس ممكن لصديق الإرهابيين وصديق تشافيز وكوبا". واعترض كوريا على نتائج الاستطلاعات التي أجريت عند مغادرة الناخبين مراكز الاقتراع، مؤكداً انه يتقدم نقطتين على خصمه. وأشار إلى"التعادل"بين المرشحين، داعياً الأحزاب الأخرى اليسارية إلى دعمه في الدورة الثانية. وجدّد كوريا إدانة ما وصفه ب"تزوير انتخابي منظم"بالتواطؤ مع منظمة الدول الأميركية ومراقبيها ال 150 الذين نشروا في البلاد. وتحدث بسخرية عن خصمه نوبوا، ناصحاً الناخبين بقبول"قمصانه والأدوية والرز والإسمنت"التي يوزعها. واستدرك:"عند التصويت، لا تختاروا الأقلية الحاكمة التي قمعتنا فترة طويلة. وهذا ما يعرفه تماماً منتجو الموز". ورأى أن"هؤلاء الناس الذين يملكون الملايين يعتقدون بأنهم يستطيعون شراء الضمائر". وخاطب أنصاره قائلاً:"لن نسمح لهم بسرقة الانتخابات... إحذروا رجال المافيا الذين يتلاعبون بإرادة الشعب". واعترف المرشح الاشتراكي المعتدل ليون رولدوس بهزيمته، معتبراً أنها نجمت عن"سلطة رجال المال"، في إشارة إلى نوبوا، وكذلك كوريا الذي يتهمه خصومه بأنه يتلقى تمويلاً من تشافيز. ويتوقع أن تشهد الدورة الثانية منافسة حادة بين مرشحي اليمين واليسار، في بلد غير مستقر تعاقب على قيادته سبعة رؤساء خلال عشر سنين. وكان آخر رئيس منتخب لوسيو غوتيريز الذي أقاله البرلمان في نيسان أبريل 2005 ، وعُيّن خلفاً له نائبه ألفريدو بالاسيو. ولم يُخفِ الاكوادوريون تشكيكهم في الأوضاع السياسية واعتبر ناخب من حي"لجنة الشعب"الفقير، أن"جميع السياسيين في هذا البلد يتسمون بالفساد واللصوصية". وقالت ماريا بوستامينتي 63 سنة، وهي ربة منزل، إن"نوبوا يقدم على الأقل هدايا لناخبيه، أما الآخرون فيكتفون بقطع وعود لا ينفذونها". ودعي 9.2 مليون ناخب إلى التصويت في 36607 مراكز اقتراع، لانتخاب رئيس ونائب له ومئة نائب وخمسة أعضاء لبرلمان الانديس، و67 مستشاراً للمناطق و674 مستشاراً بلدياً، علماً أن التصويت إلزامي في الإكوادور. وقرر كوريا عدم تقديم مرشحين للانتخابات الاشتراعية، والدعوة إلى جمعية تأسيسية لإصلاح الدستور والحد من صلاحيات الكونغرس الذي فرض، طوال سنين، إرادته على رؤساء الجمهورية. ونشرت السلطات أكثر من 72 ألف شرطي وعسكري لضمان سير الانتخابات.