كيتو - أ ف ب - يتوجه الناخبون في الاكوادور المقدر عددهم بنحو عشرة ملايين شخص اليوم الى صناديق الاقتراع لاختيار نوابهم وانتخاب رئيسهم، في ختام حملة هيمن عليها الرئيس الحالي رافاييل كوريا وثورته الاشتراكية. وهو أول رئيس يساري للاكوادور منذ عودة الديموقراطية الى هذا البلد عام 1979. وقد تسجل اعادة انتخابه بعض الاستقرار في البلاد، فيما أطيح بثلاثة رؤساء سابقين بين عامي 1996 و2006 اثر انقلابات، من دون أن يتمكنوا من إنهاء ولايتهم. ووعد كوريا، الخبير الاقتصادي، آلافاً من أنصاره تجمعوا الأربعاء الماضي في كيتو، بأن لا شيء سيوقف «الثورة» مكرراً الشعار العزيز أيضاً على قلب حليفه الفنزويلي الكبير هوغو تشافيز بأن «ثورة الشعب هذه تسير ولا شيء ولا أي شخص سيوقفها». ووعد كوريا (46 سنة) الذي انتخب في 2006 ويرجّح فوزه بفارق كبير يبلغ 50 في المئة من نوايا التصويت في الدورة الأولى بحسب استطلاع للرأي نشرت نتائجه الاثنين الماضي، بمواصلة البرامج الاجتماعية التي بدأها منذ وصوله الى الحكم في بلد يعيش 38 في المئة من سكانه تحت خط الفقر. وبدأت الاكوادور تعاني من انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية أواخر 2008، نتيجة تدهور أسعار النفط الذي يعتبر أهم منتجات البلاد المعدة للتصدير، وكذلك انخفاض التحويلات المالية من قبل المهاجرين الذين يمثلون 10 في المئة على الأقل من السكان. وبلغ معدل البطالة 8.6 في المئة، فيما طاول الاستخدام المحدود لليد العاملة 51.9 في المئة من السكان البالغ عددهم 14 مليون نسمة. وترى المعارضة ان حكومة كوريا لم تعرف كيف تستفيد من الثروة النفطية، وان ادارته بددت موارد الدولة، وأدى سوء الادارة الى تفاقم الازمة. ويشدد المرشح البليونير ألفارو نوبوا (58 سنة) الذي يحظى بتأييد 12 في المئة من نوايا التصويت، على انه سيعرف خلافاً لكوريا، كيف يجذب المستثمرين الأجانب وخلق طبقة وسطى غالبية. لكن انصار الرئيس يعتبرون الأزمة المتأتية من الخارج بمثابة نتاج لليبرالية التي ينشدها معارضوه. ويؤكد كوريا في هذا السياق انه في حال انتخابه مجدداً اليوم لأربع سنوات، ستواصل حكومته العمل على تشجيع نموذج اقتصادي اشتراكي على حساب تسديد الدين الدولي الاكوادوري الذي يمثل 19.7 في المئة من اجمالي الناتج الداخلي (نحو 10 بلايين دولار)، والذي اعلن منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي تجميد دفع ثلثه. وتندد المعارضة المستنزفة أيضاً بشعاراته كوريا، خصوصاً بوضع يده على وسائل الاعلام وبحملة تعتبرها «غير اخلاقية استخدم خلالها رئيس مرشح كل موارد الدولة»، بحسب عبارات الرئيس السابق لوسيو غوتيريز (52 سنة) الذي احتل المرتبة الثانية في الاستطلاعات مع 16 في المئة من نوايا التصويت. ومنذ وصوله الى الحكم، أنشأ كوريا، الذي أكد ان وسائل الاعلام الاكوادورية فاسدة ورديئة، اذاعة وتلفزيوناً رسميين وكذلك برنامجاً اسبوعياً يتحدث فيه بالتفصيل عن قرارته، فضلاً عن صحف عدة. وندد غوتيريز بذلك قائلاً «انه يقوم بدعاية» سياسية، مضيفاً «انه يحظى ب 998 دقيقة للحديث للقيام بحملة فيما حظي الآخرون, ب164 دقيقة».