قال وزير الداخلية البريطاني السابق ديفيد بلانكيت ان رئيس الوزراء توني بلير أساء تقدير موقف الرأي العام البريطاني من الحرب على العراق قبل نشوبها، ونقل عن وزير المال غوردون براون ان حضوره اجتماعات مجلس وزراء الحرب المصغر كان من دون جدوى. وفي مذكراته التي تنشرها صحيفتا"ذي غارديان"و"ديلي ميل"يواصل بلانكيت كشف المزيد من الأسرار حول الانقسامات والجدل الحاد الذي كان يدور داخل حكومة بلير قبل غزو العراق. ويشير خصوصاً الى حال التخبط والفوضى التي كانت قائمة خلال اجتماعات مجلس وزراء الحرب المصغر الذي كان يرأسه بلير قبل بدء العمليات العسكرية في العراق. وأكد الوزير السابق الذي يعتبر من أوثق حلفاء بلير، انه كعضو في هذا المجلس المصغر كان من بين الوزراء العديدين الذين كانوا يثيرون اسئلة قوية حول الحرب في العراق، وكذلك أوجه النقص بالنسبة الى الإعداد لمرحلة الإعمار بعد انتهاء الحملة العسكرية. وأطلق بلانكيت على مذكراته اسم"تسجيلات بلانكيت الصوتية: حياتي داخل صراع الدب"، قام بتسجيلها كل ليلة. وكشف بلانكيت ان براون، خليفة بلير المرتقب، لم يعلن عن تأييده للحرب على العراق"الا في آخر لحظة". ويروي بلانكيت ايضاً مدى الأحقاد الشخصية بين كبار الوزراء ما أدى الى زعزعة كيان حكومة بلير منذ أن تولى الحكم عام 1997، ويوضح خصوصاً العلاقات المضطربة التي تحيط بها المشاكل بين براون وأعضاء حكومة بلير. ويؤكد الوزير السابق ان براون كان يثير تساؤلات حول جدوى حضوره اجتماعات مجلس وزراء الحرب المصغر قبل الحرب على العراق، مضيفاً ان براون أبلغه بأنه يعلم المزيد من الصحافة مقارنة بما يطلع بلير زملاءه الوزراء على مجريات الأمور والاستعدادات للحرب. ويعترف بلانكيت بأن الحكومة البريطانية اساءت تقدير موقف الرأي العام من الحرب قبل نشوبها، ويؤكد ان النتائج المترتبة عليها هزّت بلير وعصفت به بعد الضجة التي ثارت قبل الانتخابات البرلمانية البريطانية العام الماضي بالنسبة الى الشكوك حول النصيحة القانونية التي كان النائب العام البريطاني اللورد غولدسميث قدمها الى الحكومة قبل الغزو. وتوضح المذكرات ان بلير كان قد خضع لضغوط بالغة الشدة طيلة فترة الحرب وفي المرحلة التي تلتها. ويروي بلانكيت كيف انفجر بلير صائحاً فيه أثناء أحد اجتماعات مجلس وزراء الحرب المصغر بعد أن كان الوزير السابق قد حذر من ان"بريطانيا والولايات المتحدة تخوضان الحرب بأسلحة تكنولوجية فائقة ولكن من دون توفر استراتيجية حديثة لدعمها". ويقول بلانكيت انه كان يشعر باليأس إزاء سلوك الرئيس جورج بوش وادارته إزاء الحرب، ويؤكد ان الوزراء الآخرين في حكومة بلير كانوا يشاركونه هذا الاحساس بالاحباط. ويوجه بلانكيت انتقادات خاصة لوزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد. كما يروي ايضاً ان الوزراء داخل حكومة بلير كانوا يصابون بإحباط لدى عرض القادة العسكريين البريطانيين لتقاريرهم على مجلس وزراء الحرب المصغر.