أعلن تشارلز كينيدي زعيم حزب الأحرار الديموقراطيين البريطاني المعارض استقالته من منصبه أمس, مؤكداً انه لن يشارك في انتخابات اختيار زعيم جديد للحزب. وجاء إعلان كينيدي 46 سنة, زعيم الحزب الذي يعد ثالث اكبر حزب في بريطانيا بعد حزبي العمال والمحافظين، في مقر الحزب في لندن بعد تعرضه لضغوط شديدة لدفعه إلى الاستقالة إثر اعترافه الخميس الماضي بإدمانه على الكحول. ويلقّب كينيدي ب"تشات شو تشارلي"لمقابلاته التلفزيونية التي أكسبته إعجاب الشعب البريطاني. ونفى في السابق معاناته من أي مشكلات صحية رغم تكهنات الإعلام المتزايدة. وحاول كينيدي مواجهة الدعوات لاستقالته بشجاعة وحض زملائه في البرلمان على"التفكير جيداً في الأمور"خلال عطلة نهاية الأسبوع، داعياً أعضاء الحزب إلى الكشف عن آرائهم. إلا أن زعامته منذ سبع سنوات للحزب الليبيرالي الديموقراطي ضعفت بعدما اظهر استطلاع أجرته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أخيراً أن اكثر من نصف نواب الحزب البالغ عددهم 62 نائباً يعتقدون إن عليه الاستقالة. وكان 33 في المئة ممن شملهم الاستطلاع وجدوا أن موقعه بات ضعيفاً بينما لم تتعد نسبة من قالوا انه يجب أن يبقى في منصبه 13 في المئة، مقابل امتناع 16 في المئة عن الإدلاء بآرائهم. وإضافة إلى الأزمة السياسية، أشعل اعتراف كينيدي النقاش والمخاوف حول علاقة البريطانيين بالكحول خصوصاً الإسراف في الشراب. وحول التعامل مع إدمانه على الكحول قال كينيدي:"تعلمت من خلال هذه العملية أن مشكلة شرب الكحول هي مشكلة خطيرة بالتأكيد"، مؤكداً انه لم يتناول الكحول منذ شهرين. في غضون ذلك، أيّد توني بلير رئيس وزراء بريطانيا للمرة الأولى أن يخلفه وزير ماليته غوردون براون، ولكنه أصر على انه لن يترك منصبه إلا بعد أن يكمل خططه الراديكالية للإصلاح. وأعطى بلير، الذي لن يسعى إلى إعادة انتخابه لفترة رابعة بعد فوزه في الانتخابات في أيار مايو الماضي، أقوى دعم وأبرزه حتى الآن لبراون. وقال لصحيفة"ذي صن":"أنا سعيد تماماً أن يكون غوردون خليفتي. فهو في حاجة إلى أن يعرف انه سيخلفني". وتجنب بلير سابقاً ذكر اسم براون علناً كخليفة له، واختار بدلاً من ذلك التشديد على احترامه للسجل الاقتصادي للرجل الذي يشغل منذ فترة طويلة حقيبة المالية. ويعتقد محللون أن بلير سيترك منصبه لبراون في غضون سنتين، ولكن بلير أصر على انه سيكمل برنامجه الإصلاحي حتى الانتخابات المقبلة والمتوقعة عام 2009. وقال:"لن اذهب إلى أي مكان، أنا هنا وسأكمل البرنامج كاملاً. كانت لدينا انتخابات قبل ستة أشهر والشعب يتوقع مني البقاء". واعترف بلير، الذي يواجه تمرداً داخل حزب العمال الذي يتزعمه، بان إجازة إصلاحاته ستكون شاقة.