سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مراقبون يعزون الفضل في فوز العمال بولاية ثالثة الى وزير المال غوردون براون . بريطانيا تستيقظ اليوم على فوز متوقع لبلير والتشكيلة الحكومية المرتقبة معدلة و "حيوية"
يستيقظ البريطانيون اليوم وهم على يقين بأن توني بلير بات أول زعيم عمالي في تاريخ البلاد يحقق انتصاراً للمرة الثالثة على التوالي بفوزه في الانتخابات الاشتراعية. وأدلى البريطانيون بأصواتهم في الانتخابات أمس، وتقدمهم بلير الذي صوّت برفقة زوجته شيري ونجليه يوان 21 عاماً ونيكي 19 عاماً في دائرته الانتخابية في سيدجفيلد في شمال - شرقي إنكلترا. ويبلغ عدد الناخبين قرابة 44 مليون شخص اختاروا نوابهم في إنكلترا واسكوتلندا وويلز وايرلندا الشمالية. وتنافس 60 حزباً من بينهم حزب الخضر وحزب استقلال المملكة المتحدة المناهض للأوروبيين وتحالف"ريسبكت"المناهض للحرب، في التصويت على 646 دائرة انتخابية وطنية. وأظهرت آخر استطلاعات الرأي تقدم حزب العمال على حزب المحافظين بزعامة مايكل هاورد بثلاث إلى ست نقاط. أما الحزب الليبرالي الديموقراطي بزعامة تشارلز كينيدي فحل في المرتبة الثالثة. ويأمل توني بلير في الفوز بولاية ثالثة على التوالي كرئيس للوزراء من حزب العمال. وبدا واضحاً منذ مدّة ان العمال قادمون من جديد على رغم كل الأزمات التي تعرض لها بلير. دور براون وفي وقت اشارت الترجيحات إلى فوز الحزب الحاكم بأكثر من مئة مقعد، فإن المراقبين يعتبرون ان انتصار العمال هذه المرة لا يرجع الفضل فيه الى بلير نفسه، وإنما الى صديقه وغريمه الرئيسي غوردون براون وزير الخزانة القوي ومهندس النجاح الاقتصادي الذي حققه العمال على مدى السنوات الثماني الماضية. التركيبة الحكومية وثمة سؤال جاد يطرح اذا ما تحقق فوز بلير، ويتمحور حول شكل وتركيبة حكومته المقبلة، وسط تكهنات بأنه يعتزم اجراء تعديلات وزارية واسعة ليضفي المزيد من الحيوية على الولاية الثالثة والأخيرة له، إذ إنه ينوي التقاعد بعدها ليترك الساحة لبراون. والأمر المؤكد بالنسبة إلى هذه التعديلات ان براون سيحتفظ بمنصبه بعد الدور البارز الذي قام به خلال الحملة الانتخابية الطويلة والمملة والتي استمرت أكثر من شهر، مع سيطرة شبح العراق فيها في الجزء الأخير منها. مما جعل بلير يبدو محاصراً ويتخذ موقف الدفاع عن مشاركته في الغزو واسقاط النظام العراقي. الى ذلك، يعتبر من شبه المؤكد عودة وزير الداخلية السابق ديفيد بلانكيت، وهو الضرير الذي استقال قبل الانتخابات بأربعة أشهر بعد فضائح غرامية يمكن مقارنتها بفضائح المحافظين الأخلاقية في فترة حكمهم الأخيرة حتى عام 1997. ويتوقع أن يتولى كما تشير التكهنات منصباً وزارياً يختص بسير عمل مجلس خاض معركة شرسة في دائرته الانتخابية في بلاكبورن في شمال انكلترا حيث تعيش غالبية مسلمة معارضة للحرب في العراق. بينما ترجح بعض التقارير أن يتولى منصباً وزارياً آخر، وأن يخلفه في هذا المنصب الحساس وزير الصحة الحالي والناطق شبه الرسمي باسم الحكومة جون ريد. ومن بين الرابحين الرئيسين في التشكيلة الحكومية الجديدة سيكون آلان ملبورن منسق الحملة الانتخابية وصديق بلير وحليفه الوثيق، حيث يتوقع أن يعيّن وزيراً للتجارة والصناعة. وليس متوقعاً كما ذكرت بعض التقارير عودة روبين كوك الى منصب وزاري جديد. وبدا جلياً خلال هذه الانتخابات أن بلير فقد سحره وجاذبيته الكبيرة بسبب الحرب في العراق. ولذلك، يتوقع أنه سيقرر التعجيل بالانسحاب من المعترك السياسي على رغم تعهده بأن يستمر في الحكم الى حين انتهاء ولاية العمال الجديدة أي ما بين 4 الى 5 أعوام مقبلة. مصير هاورد وفي الوقت عينه، يطرح سؤال عن مصير زعيم المحافظين مايكل هاورد، لا سيما مع الانقسام في الرأي عما اذا كان سيعلن بعد الهزيمة المتوقعة استقالته ليفسح المجال أمام زعيم جديد يعيد بناء الحزب المعارض الرئيسي، وخصوصاً اذا كانت الهزيمة ساحقة كما هو متوقع. ويطالبه بعض أقطاب الحزب بأن يستمر لمدة عام واحد على الأقل بعد الهزيمة وبعدها تجرى انتخابات جديدة داخل الحزب لاختيار خليفة جديد شاب يمكنه أن يخرج المحافظين من"سباتهم العميق"الذي استمر لأكثر من ثمانية أعوام. وتبقى المشكلة غياب شخصيات بارزة في الحزب يمكنها أن تحدث التأثير الايجابي السريع لاقناع الناخب بأن المحافظين لهم رؤية تمثل بديلاً من العمال، خصوصاً مع اعتراف بلير بأن السنوات الأخيرة كانت سلبية.