طالب عضو بارز في حزب العمال البريطاني الحاكم باستقالة رئيس الوزراء توني بليرالذي برزت تكهنات في شأن مستقبله السياسي اثر تفاعل قضية تورط جنود بريطانيين في عمليات تعذيب وامتهان كرامة سجناء عراقيين. وقال اللورد ديفيد بوتنام عضو الحزب الصديق الشخصي لبلير إن شهوراً من عناوين الصحف السلبية عن العراق ستضر بفرص الحزب في الانتخابات المقبلة، وانه يتحتم عليه أن يستقيل تاركاً المنصب الى وزير المالية غوردون براون. وذكر موقع شبكة "اي تي في نيوز" التلفزيونية ان بوتنام صرح في مقابلة مع التلفزيون بأن: "رئيس الوزراء مرادف للعراق والعراق لا يجلب سوى الاخبار السيئة. ان كنت في مكانه كنت سأستقيل قبل حلول عطلة الصيف البرلمانية". واستطرد قائلاً: "أعتقد أن بامكانه ان يترك منصبه بشرف، وأنه بعد خمسة أعوام من الآن سيكون في وضع يساعده على القول لم أفعل إلا فقط الصواب ولكني دفعت ثمناً باهظاً ايضا من أجل تحقيق ذلك". من جهة اخرى اجمع ثلاثة من السياسيين على ضرورة اعلان الحكومة تفسيرها بشأن تقارير تعذيب السجناء العراقيين، فقد شدد مايكل انغرام وزير الخارجية في حكومة الظل على ضرورة ان "تقدم الحكومة بياناً امام مجلس العموم في اقرب وقت ممكن لتفسير ما عرفته وما فعلته في هذا الشأن"، فيما قال زعيم الحزب الديوقراطي الليبرالي تشارلز كينيدي انه يتعين على الحكومة توضيح "ما عرفته ومتى حدث ذلك"، مضيفاً ان تقارير التعذيب تسببت بأضرار فادحة، واذا ثبتت صحتها فيجب التعامل معها بسرعة وحزم. كما اعتبر وزير الخارجية البريطاني السابق روبن كوك امس انه يجب على الحكومة ان تصدر اعلاناً في البرلمان اليوم بخصوص تقرير اللجنة الدولية للصليب الاحمر حول ظروف الاعتقال في العراق الذي تسلمت منه نسخة في شباط فبراير الماضي ونشره علنا. وقال في تصريح الى هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي": "آمل ان نحصل على اعلان في مجلس العموم، وان تقول الحكومة في هذا الاعلان انها ستنشر علناً تقرير اللجنة"، مضيفاً: "اعتبر انه لا يعقل ان كل ما نعرفه عن هذا التقرير لا يصدر في الواقع الا عبر تسريبات من واشنطن". مشدداً على انه: "لن يكون هناك اي مشكلة على الاطلاق بالنسبة للصليب الاحمر اذا قالت الحكومة البريطانية انها قضية خطيرة، وانها قضية تخص المصلحة العامة". على صعيد آخر جاءت نتائج استطلاع للرأي جرت امس جيدة لبلير، اذ أوضحت نتيجة استطلاع يوجوف الذي نشرته صحيفة "ذي ميل اون صاندي" ان حزب العمال سيفوز في الانتخابات، لكنه لن يحقق الاغلبية المطلوبة ان كان بلير في السلطة ولكنه سيفوز بأغلبية 77 مقعدا اذا سلم السلطة الى براون. واشارالاستطلاع الى انه اذا أجريت الانتخابات غداً وبلير على رأس الحزب فسيصوت 40 في المئة من الناخبين لصالح حزب المحافظين المعارض، بينما سيصوت 36 في المئة لصالح حزب العمال. ولكن ان كان براون زعيماً للحزب فسيتساوى الحزبان بحصول كل منهما على 39 في المئة من الاصوات. وأوضح الاستطلاع ان مساندة للحرب على العراق هي في أدنى مستوياتها على الاطلاق بعد اتهامات التعذيب. ويعتقد أربعة من بين كل عشرة أفراد جرى استطلاع رأيهم ان بريطانيا كانت على حق في غزو العراق مقارنة مع ستة من بين كل عشرة في استطلاع آخر أجري في نيسان ابريل العام الماضي.