وصل التوتر في حزب"ليكود"الحاكم في اسرائيل أوجَه في اليومين الأخيرين وقبل ثلاثة أيام من التئام مركز الحزب للتصويت على اقتراح جناح"المتمردين"ومعسكر بنيامين نتانياهو تقديم موعد الانتخابات الداخلية برايمرز على زعامة الحزب الى تشرين الثاني نوفمبر المقبل، وهو ما يعتبره زعيم الحزب رئيس الحكومة أرييل شارون إجراءً أول في طريق إطاحته، ما سيقود وفقاً للقريبين منه وغالبية المعلقين في الشؤون الحزبية الى انسلاخه عن الحزب وتشكيل حزب جديد أشارت استطلاعات الرأي الأخيرة الى أنه سيكتسح نحو ثلث المقاعد البرلمانية في الكنيست الجديدة وقد يقضي على حزب"ليكود"برئاسة نتانياهو. وأظهر استطلاع للرأي في أوساط أعضاء مركز حزب"ليكود"تفوّق نتانياهو على شارون في التصويت المتوقع الاثنين المقبل على اقتراح تقديم موعد الانتخابات التمهيدية لرئاسة الحزب، إذ أيده 45.5 في المئة في مقابل 40.2 في المئة اجراءها في موعدها المقرر ربيع العام المقبل كما يطالب شارون. وجاء استطلاع للإذاعة العبرية بنتائج مماثلة. لكن من مفارقات النتائج، وعلى رغم أن تمرير الاقتراح في المركز سيفجر الأوضاع في"ليكود"ويقود الى انتخابات برلمانية مبكرة قد تُفقد الحزب السلطة، أعرب 57 في المئة من أعضاء مركز"ليكود"عن تأييدهم لمواصلة الحكومة الحالية عملها حتى نهاية ولايتها القانونية في تشرين الأول نوفمبر من العام المقبل، بينما رأى 37 في المئة وجوب تقديم موعد الانتخابات. لكن هذه النتائج لا تقلق شارون الى حد كبير بعد أن تعزز الاعتقاد أمس، واستناداً الى أوساط قريبة منه، أنه حسم أمره في اتجاه الانفصال عن"ليكود"الذي أسسه بنفسه وتشكيل حزب جديد قال استطلاع جديد تنشر نتائجه صحيفة"يديعوت أحرونوت"اليوم إنه سيحقق نجاحاً باهراً في الانتخابات العامة ويحصل على 36 مقعداً في الكنيست الجديدة ستكون على حساب حزب"ليكود"الذي سيقوده نتانياهو ليحصل على 14 مقعداً فقط، علماً أنه يتمثل اليوم ب40 مقعداً. ورأى معلقون أن من شأن نتائج هذا الاستطلاع أن تؤثر على مواقف عدد من أعضاء"ليكود"الذين لم يتخذوا بعد موقفاً حاسماً من مسألة تبكير الانتخابات لرئاسة الحزب فيلتحقوا بالمعسكر المعارض للاقتراح ويحافظوا على مراكزهم ومناصبهم الحالية. وصعّد كل من معسكري شارون ونتانياهو الهجوم على الآخر، وندد شارون بدعوة قطبين من الحزب، الوزير اسرائيل كاتس والنائب جدعون ساعر، له بإعلان التزام علني بعدم مغادرة الحزب في حال خسر المعركة أمام نتانياهو، وقال في اجتماع لناشطين مؤيدين إن هذه المطالبة"ضرب من الوقاحة... يريدون إطاحتي وفي الوقت نفسه يشترطون عليّ أموراً مرفوضة". من جهته، قال نتانياهو للإذاعة الاسرائيلية أمس إن"شارون أطاح قيَم ليكود وجعل منه حزب ياحد اليساري. لقد انحرف نحو اليسار وأصبح أداة لتنفيذ سياسته وتنازل من دون أي مقابل وترك الساحة في غزة لحركة المقاومة الاسلامية حماس". واستخف نتانياهو بنتائج الاستطلاعات وأعاد الى أذهان الاسرائيليين حقيقة أن عدداً من زعماء الدولة العبرية السابقين الذين انسلخوا عن أحزابهم في الماضي منيت الأحزاب الجديدة التي شكلوها بهزائم في الانتخابات وسرعان ما اختفوا عن الساحة.