سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استطلاع يؤكد ان رئيس الحكومة سيخسر أمام وزير المال المستقيل المنافسة على زعامة الحزب . احتدام المعركة بين شارون ونتانياهو واتهامات متبادلة بالدفع نحو انقسام الحزب
لم يكد رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون يتمتع ب"الاخلاء السلس"للمستوطنات في قطاع غزة وإكرامه عالمياً ك"رجل سلام"، حتى حط به البساط واصطدم بواقع تعقيدات الوضع الحزبي في اسرائيل المترنح بين تأييد نهجه وسياسته وبين التصدي لها، اذ أشار استطلاع جديد للرأي نشرته صحيفة"هآرتس"أمس الى ان شارون سيخسر في المنافسة على زعامة حزبه"ليكود"أمام خصمه اللدود بنيامين نتانياهو، وحتى أمام المنافس الآخر عوزي لنداو. ويبدو أن اسرائيل ستعيش من الآن حتى الانتخابات البرلمانية المقبلة التي يسود إجماع على انه سيتم تقديمها، على وقع استطلاعات الرأي ليتمسك كل من شارون ونتانياهو بالاستطلاع الذي تلعب نتائجه لمصلحته لكن من دون ان يزال عن جدول أعمال الاحزاب السؤال الاهم عن احتمال انسحاب شارون من"ليكود"وتزعم حزب يمثل تيار الوسط. ووفقاً لاستطلاع"هآرتس"، فإن نتانياهو يتقدم على شارون في اوساط منتسبي"ليكود"بفارق 16 نقطة، وهذه أرقام تدحض تلك التي جاء بها قبل ثلاثة ايام استطلاع للقناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي حملت لشارون بشرى استعادة شعبيته داخل حزبه الجانح بقوة نحو اليمين المتطرف. وتسببت الاستطلاعات الاخيرة في إشعال المعركة بين معسكري قطبي"ليكود"وكال كل منهما التهمة للآخر بأنه سيدفع الى حصول انقسام في الحزب يخيم عليه منذ اطلاق شارون فكرة خطة"فك الارتباط". واتهمت أوساط قريبة من شارون وزير المال المستقيل نتانياهو و"متمردي ليكود"بمحاولة اطاحة رئيس الحزب عن رئاسة الحكومة"ما قد يضعف ليكود في الانتخابات المقبلة". وتجند الوزيران ايهود اولمرت وشاؤول موفاز الى جانب شارون فاتهما نتانياهو ب"قيادة غير مسؤولة"وبأنه لا يتمتع بصدقية على خلفية"هروبه"من الحكومة بحجة معارضته الانسحاب من غزة على رغم تصويته اكثر من مرة الى جانب الخطة. ورد نتانياهو بالقول انه لم يؤيد ذات يوم"اقتلاع يهود"واتهم شارون بتحويل 8000 مستوطن تم اجلاؤهم الى"لاجئين"وبأنه سيعيد اسرائيل الى حدود العام 1967. كما وجه القريبون من نتانياهو اتهامات لمعسكر شارون بالوقوف وراء ارجاء انعقاد مركز الحزب الذي كان مقرراً ان يبت في تقديم موعد الانتخابات لزعامة الحزب بداعي ان شارون يريد ارجاء الاجتماع لأشهر عله يستعيد خلالها شعبيته داخل الحزب. وكتب المعلق في الشؤون الحزبية في صحيفة"هآرتس"يوسي فرطر يقول ان وضع شارون"سيئ بل سيئ للغاية"وهو لا يتمتع بتأييد اكثر من ثلث منتسبي"ليكود". واضاف ان قريبي شارون يسعون الان الى"تأجيل نهاية مسيرته داخل ليكود"على أمل ان يتحسن وضعه:"شارون يلعب لتسويف أجله. يدرك ان الوقت قد يلعب لمصلحته اذ كلما غاب اخلاء المستوطنات عن القلوب فسيكون الأمر لمصلحته. انه ما زال رئيس حكومة قادراً على القيام بعمل ما يغير الواقع: مناحيم بيغين رئيس وزراء سابق مثلاً فجّر المفاعل النووي في العراق عشية انتخابات برلمانية... اضافة الى ذلك يمكن دائماً التأسيس على حماقة يرتكبها نتانياهو". ورأى المعلق السياسي في اذاعة الجيش الاسرائيلي كافيه شفران ان شارون في"اليوم التالي"للانسحاب سيجنح الى اليمين والى اتخاذ مواقف متصلبة من الفلسطينيين""لن نرى ازالة بؤر استيطانية أو خطوات سياسية مهمة. ينبغي عليه ان يكسر نحو اليمين من أجل قهر نتانياهو. سيقول ان الكرة الآن في الملعب الفلسطيني معتمداً في ذلك على التهاني التي يتلقاها من زعماء العالم". من جهته، قال معلق الشؤون الحزبية في الاذاعة العبرية حنان كريستال ان أمام شارون فرصة واحدة قد تنقذه داخل"ليكود"تتمثل بتحالفه مع وزير الخارجية سلفان شالوم الذي يتمتع بنفوذ قوي في الحزب، مستبعداً في الوقت ذاته نجاح رئيس الحكومة في تضييق الهوة في استطلاعات الرأي. وقال رئيس مركز"ليكود"تساحي هنغبي ان"ليكود"بات على شفا انقسام حقيقي وأن المعركة الحالية بين قطبي الحزب غير مسبوقة بحدتها وعنفها.