فيما تتباين الآراء في الأوساط القريبة من رئيس الحكومة ارييل شارون حول ما إذا كان عليه أن يغادر حزبه"ليكود"وقيادة حزب جديد يضمن له بقاءه في سدة الحكم في الدولة العبرية لأربع سنوات أخرى، يسود اجماع في صفوف كبار المعلقين الإسرائيليين في الشؤون الحزبية بأنه لن يكون من مفر أمام شارون سوى الانسلاخ عن"ليكود"ازاء حقيقة أن تغلبه على خصمه اللدود بنيامين نتانياهو في الانتخابات المقبلة على زعامة الحزب أشبه بمهمة مستحيلة. وفيما يتلهى الإسرائيليون بقراءة نتائج استطلاعات للرأي تكاد تكون يومية وتناقض الواحدة الأخرى، ينشغل المعلقون في محاولة قراءة ما يدور في خلد شارون أو في تقديم النصح له، متفقين جميعاً، كما اركان مختلف الأحزاب، أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستجري قبل موعدها المقرر أواخر العام المقبل، مشيرين الى أنه في مثل أوضاع إسرائيل السياسية لا مكان للحتميات. ووفقاً لاستطلاع"يديعوت أحرونوت"أمس، فإن 42 في المئة من ناخبي"ليكود"سيختارون نتانياهو زعيماً له مقابل 35 في المئة سيصوّتون لشارون، وهي أرقام حتى إن اختلفت مع استطلاعات أخرى، تفيد بأن الفارق لمصلحة نتانياهو أكبر بكثير، فإنها تضع شارون أمام أربعة خيارات هي: - اعتزال الحياة السياسية"وهو في القمة"، كما نصحه زعيم حزب"شينوي"يوسف لبيد. لكن أحداً لا يتوقع أن يقدم شارون على خطوة كهذه. - منافسة نتانياهو على زعامة"ليكود"وتقبل الخسارة ثم اعتزال الحياة السياسية، وهو ايضاً خيار يستبعد المعلقون السياسيون حصوله، لمعرفتهم لشارون"البلدوزر". -"الطوفان الكبير"، أي انسحاب شارون من"ليكود"وتشكيله حزباً جديداً يضم زعيم"شينوي"لبيد وزعيم"العمل"شمعون بيريز وبعض أقطاب"ليكود"من معسكر شارون. -"الطوفان الصغير"، ويتمثل بانقسام"ليكود"الى لائحتين واحدة بزعامة نتانياهو تستقطب اليها معسكر المتمردين على شارون، والثانية بزعامة شارون تمثل"اليمين المعتدل". واعتماداً على تسريبات من أوساط قريبة من شارن في الأيام الأخيرة، فإن شارون يفضّل الخيار الرابع على الثالث، معتمداً على استطلاعات تفيد بأن ثلث ناخبي"ليكود"سيلتحقون به. وبحسب استطلاع"يديعوت أحرونوت"أمس، فإن 35 في المئة من مصوّتي"ليكود"سيدعمون لائحة نتانياهو مقابل 31 في المئة للائحة شارون. لكن الأخيرة قد تحصل على نسبة أكبر في أوساط عموم الناخبين الإسرائيليين بعد أن تستقطب اليها مصوتين لحزبي"شينوي"و"العمل". يضاف الى ذلك، ان حزبي"العمل"و"شينوي"سيتوجان شارون زعيماً لتحالف برلماني بينهما وبين قائمته ويستبعد جداً التحاقهما بلائحة نتانياهو. في هذه الاثناء، يفضل شارون عدم الخوض علناً في المعركة التي أطلقها نتانياهو ضده، وجل جهده ينحصر في العمل على ارجاء انعقاد مركز الحزب الى أواخر العام الجاري ليقينه أن المركز، بتركيبته الحالية، سيطيح به عن زعامة الحزب ويعيدها الى نتانياهو، هذا فضلاً عن أن المركز ينوي إقرار اقتراح يقضي بعودة زعيمه اليه قبل أي تنازل مستقبلي عن مستوطنات في الأراضي المحتلة. خلاصة القول، فإن شارون، ومع دخول إسرائيلياً عملياً معمعان المعركة الانتخابية، يستعد هذه الايام لخوض"معركة البقاء"ستكون، بحسب المعلقين الاشرس في تاريخ"ليكود"بيّنت بعض ملامحها توصيفات قالت"يديعوت أحرونوت"إن شارون أطلقها على نتانياهو، في اجتماعات مغلقة، بأنه"خطير ومغامر ذو نوبات عصبية"وانه أي شارون، يفضل رؤية انقسام"ليكود"أو حتى دعم بيريز رئيساً للحكومة على أن ترى عيناه نتانياهو يعود الى كرسي الرئاسة التي غادرها في العام 1999.