سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لطمأنة المترددين أن المعركة مع شارون لن تؤدي الى خسارة "ليكود" السلطة . نتانياهو يعد بحشد تأييد 61 نائباً في الكنيست لتتويجه رئيساً للحكومة بدلاً من تبكير الانتخابات
مع دنو ساعة الحسم في حزب"ليكود"الحاكم في إسرائيل والذي تنذر المعركة على زعامته بشرذمته وتبكير موعد الانتخابات العامة، استل زعيم الحزب السابق بنيامين نتانياهو، الطامح لانتزاع هذا المنصب ورئاسة الحكومة من ارييل شارون، سلاح الحرب النفسية و"طمأن"أعضاء"ليكود"المتخوفين من أن تؤدي الحرب الدائرة بينه وبين شارون الى خسارة الحزب السلطة، الى أنه في حال انتخابه رئيساً للحزب وانسحاب شارون منه احتجاجاً وتشكيل حزب جديد، فإنه لن يعمل على تبكير الانتخابات العامة، إنما سيحشد تأييد 61 نائباً في الكنيست الحالية لتتويجه رئيساً لحكومة ليكودية جديدة تدير دفة الأمور حتى الموعد المقرر للانتخابات العامة أواخر العام المقبل. وتصدر"المشروع"الجديد لنتانياهو عناوين الصحف العبرية أمس التي أشارت الى ارتفاع درجة سخونة المعركة بين شارون ونتانياهو عشية انعقاد مركز الحزب مساء غد للتصويت بعد غد على اقتراح معسكر نتانياهو والجناح المتشدد تقديم موعد الانتخابات الداخلية الى تشرين الثاني نوفمبر المقبل، في إطار المسعى العلني لإطاحة شارون عن زعامة الحزب بداعي"خيانته"سياسة الحزب. وازاء الاستطلاعات التي أشارت الى أن الاقتراح يحظى بتأييد غالبية بسيطة من أعضاء المركز، سخنت الأجواء في معسكري الرجلين المتنافسين وبلغت أوجها في التسريب من حاشية نتانياهو أنه لا يسعى الى إطاحة شارون عن زعامة الحكومة، لكنه في المقابل لن يسمح له بحل الكنيست الحالية والذهاب الى رأس حزب جديد الى انتخابات مبكرة تفيد الاستطلاعات أن شارون سيفوز بها، إنما سيعمل على تشكيل حكومة يمينية جديدة برئاسته تضمن استمرارية"ليكود"في الحكم. ويرى مراقبون أن نتانياهو رد بذلك على مخاوف متنفذين في"ليكود"من شرخ كبير في الحزب وخسارتهم مناصبهم في حال انشق عنه شارون وشكل إطاراً حزبياً جديداً، فقدم لهم وعداً بالعمل على ايجاد 61 نائباً في الكنيست الحالية يدعمون تشكيل حكومة جديدة برئاسته من دون الحاجة الى اجراء انتخابات برلمانية عامة. ووفقاً للخريطة الحزبية الحالية، فإن نتانياهو يحظى اليوم بدعم من نواب كتل اليمين والمتدينين وأكثر من نصف نواب"ليكود"الأربعين، أي ما مجموعه 51 نائباً، فيما يعارض 59 نائباً تتويجه رئيساً للحكومة، بينما لم يتخذ 10 آخرون موقفاً حاسماً بعد. وتعني هذه الأرقام أن نتانياهو بحاجة الى 10 نواب آخرين ليحقق مأربه، ولأجل هذا شرع في اتصالات مع نواب من أحزاب مختلفة من المعارضة لجس نبضهم وموقفهم في حال رأى مشروعه النور. واعتماداً على ما شهدته الساحة الحزبية في السنوات الأخيرة، فإن معلقين لا يستبعدون أن ينجح نتانياهو في"شراء"عدد من النواب لقاء منحهم مناصب رفيعة في حكومته. ويرى هؤلاء الى أن"النواة الصلبة"في كتلة"ليكود"التي يمكن لشارون اعتمادها في كل الأحوال، لا تعد أكثر من 10 أعضاء، وأن احتمال حصول نتانياهو على دعم الأعضاء الثلاثين المتبقين وارد في الحسبان، بل ان بعض المعلقين لا يستثني احتمال أن يأتلف حزب الوسط"شينوي"مع نتانياهو في حال ضمن الأخير لأقطاب هذا الحزب حقائق مهمة في حكومته. وفي محاولة أخيرة لاستقطاب تأييد أعضاء مركز الحزب، اعتبر شارون تأييد الأعضاء لاقتراح نتانياهو"انتحاراً"، وأيده في ذلك وزير الدفاع شاؤول موفاز الذي حذر من"نجاح"نتانياهو في تقويض"ليكود"بعد أن قضى على الاقتصاد الإسرائيلي. في كل الأحوال، تبقى السيناريوهات لليوم التالي للتصويت في"ليكود"على تبكير الانتخابات الداخلية مجرد تكهنات واجتهادات، وسط قناعة المعلقين أن شارون نفسه يتخبط في كيفية التصرف وإن رأوا أن السيناريو الأقوى المتاح أمامه حيال حقيقة أن لا غالبية له في مركز الحزب هو تقديم استقالته وإعلان حل الكنيست والذهاب الى انتخابات مبكرة خلال 21 يوماً يشارك فيها على رأس حزب جديد، تتوقع له الاستطلاعات الحالية انتصاراً كاسحاً، لكن أحداً لا يضمن أن تأتي استطلاعات الأسبوع المقبل أو الذي بعده بنتائج عكسية تنم عن التعقيدات في الساحة الحزبية في الدولة العبرية التي لم تتسم ذات يوم بالثبات.