كشف مسؤول بارز في"الائتلاف الموحد"ل"الحياة"أن رئيس الحكومة إبراهيم الجعفري ورئيس كتلة"الائتلاف"عبدالعزيز الحكيم أبلغا مسعود بارزاني والرئيس جلال طالباني رفضهما دمج قوات"البيشمركة"بالقوات المسلحة الاتحادية ضمن اقليم كردستان. وزاد أن"الجعفري والحكيم اعتبرا هذه الصيغة تكريساً لوجود جيش كردي للاقليم، ومحاولة لجعل دمج البيشمركة، مجرد عملية شكلية". واحتدم الجدل أمس على مسودة الدستور العراقي، وخاض قادة الكتل السياسية الكبيرة في الجمعية الوطنية البرلمان وقادة الأحزاب التي لم تشارك في الانتخابات، سجالاً مفتوحاً لحسم نقاط الخلاف في المسودة. وقال جواد البولاني عضو اللجنة الدستورية ل"الحياة"إن أبرز نقاط الخلاف التي سيناقشها قادة الكتل والأحزاب، يتضمن اسم الدولة العراقية ونوع الفيديرالية وصلاحيات الأقاليم والحكومة الاتحادية، ودور الدين، ومصير قوات البيشمركة الكردية. وأوضح ان الأكراد يفضلون تسمية"الجمهورية العراقية الاتحادية"، في حين يدعم"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعي تسمية"الجمهورية العراقية الإسلامية الاتحادية"، فيما يريد العرب السنّة"جمهورية العراق". ورجح حسم هذه النقطة لمصلحة تسمية"الجمهورية العراقية". الى ذلك، قال ل"الحياة"فاضل الميراني، الأمين العام للحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني إن الموقف الكردي"يعارض نصاً قانونياً يمنع سنّ قوانين تتعارض مع الإسلام، كما نريد اعتبار الإسلام أحد مصادر التشريع لا المصدر الرئيس". وعلمت"الحياة"أن بارزاني الذي يرأس اقليم كردستان، قبِل بدمج قوات"البيشمركة"الكردية في اطار القوات المسلحة الاتحادية، شرط ان تبقى داخل اقليم كردستان وتتولى قضايا الدفاع والحدود فيه، باشراف الحكومة الاتحادية. وأوضح راسم العوادي، نائب رئيس كتلة"العراقية"النيابية، التي يتزعمها اياد علاوي، عضو اللجنة الدستورية، ان علاوي نجح في التوصل الى اتفاق مع بارزاني على تجاوز بعض العقبات في مسودة الدستور، و"إزالة سوء الفهم لدى الأكراد، وطمأنتهم الى أن المفاوضات التي كانت تجري في بغداد لن تفضي الى المس بخصوصية اقليم كردستان". وأشار الى ان القيادات الكردية قبلت بدمج الميليشيات في القوات العراقية. وكانت الأوساط الشعبية والسياسية تترقب ما سيسفر عنه لقاء"القمة"بين رؤساء الأحزاب والكتل السياسية الرئيسية مساء أمس، لا سيما بعد اعلان أكثر من طرف خطوطه الحمر، وفي أكثر من قضية، في صراع واضح للإرادات. فبعدما أجل الاجتماع بسبب"وجوب"حضور بارزاني الجلسة الاستثنائية للبرلمان الكردي السبت، أقام"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"أمس احتفالاً تأبينياً في ذكرى رحيل زعيمه السابق محمد باقر الحكيم. وقالت مصادر في"الائتلاف العراقي الموحد"ل"الحياة"إن لقاء"القمة"الذي كان متوقعاً أن يضم رئيس الجمهورية جلال طالباني زعيم كتلة"التحالف الكردستاني"ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس الوزراء ابراهيم الجعفري زعيم"حزب الدعوة الاسلامية"، وزعيم قائمة"الائتلاف الموحد"عبدالعزيز الحكيم وزعيم كتلة"العراقية"اياد علاوي ونائب رئيس الوزراء أحمد الجلبي رئيس"المؤتمر الوطني"، سيواجه تحديات كثيرة أهمها الاتفاق على صلاحيات رئيس الجمهورية واسم الدولة وتوزيع الثروات وعلاقة الدين بالتشريع ومطالبة الأكراد بتمثيل دولي على مستوى ملحقيات أو قنصليات. النائب شروان الوائلي من"الائتلاف الموحد"عضو لجنة التفاوض مع الأكراد في لجنة صوغ الدستور، اشار إلى ان الأكراد يطالبون بصلاحيات اضافية لرئيس الجمهورية، وان هذا المطلب نابع من"تخوفهم"مستقبلاً من الغالبية التي يتمتع بها"الائتلاف"الشيعي. وتابع أنهم يرون في تلك الصلاحيات الإضافية مدخلاً لايجاد توازن سياسي وإداري، في حين يرى"الائتلاف"أن لا ضرورة لذلك كون النظام برلمانياً. وترفض الأطراف الأخرى في"الائتلاف"والسنّة العرب أي تمثيل سياسي للاقاليم في الخارج، وأشار الوائلي إلى ان مثل هذا التمثيل"سيخلق تداخلاً يربك سياسة الدولة"، أما الأكراد فحضروا إلى بغداد حاملين مسودة دستور، فيها أكثر من خط أحمر أهمها تطبيق المادة 58 من قانون ادارة الدولة المتعلقة بتطبيع الأوضاع في كركوك. واتهم النائب فرج الحيدري من الحزب الديموقراطي الكردستاني حكومة الجعفري ب"تعمد المماطلة وتأخير عمل هيئة التطبيع"، من خلال عدم رصد الأموال اللازمة للهيئة. ونفى الحيدري مطالبة الأكراد بصلاحيات اضافية لرئيس الجمهورية، وأشار إلى ان"الأطراف الأخرى"في لجنة صوغ الدستور"تدعو إلى المركزية في ادارة الثروات وتوزيعها، ونحن الأكراد نرى أن تدار هذه الثروات من خلال سلطة الاقليم، وان الادارة المركزية يمكن أن تخفق في ذلك ما يؤثر في نمو المدن". ولفت إلى ان الادارة المركزية في الأنظمة السابقة جعلت المدن النفطية مثل كركوك والبصرة أشباه مدن، في حين تستأثر المدن التي ينتمي اليها رؤساء الأنظمة بالنسبة العالية من مردودات ثروات العراق.