سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اجتماع طارئ لمحافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلثاء رداً على التصعيد الايراني . طهران ترفض اقتراحات أوروبية تقر بحقها في امتلاك طاقة نووية بلا قدرة على التخصيب
أعلن ناطق باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن اجتماعاً طارئاً لمجلس محافظي الوكالة سيعقد الثلثاء المقبل في فيينا بناء على طلب الاتحاد الأوروبي، في وقت رفضت طهران اقتراحات قدمها اليها الاتحاد الأوروبي للتعاون الاقتصادي والسياسي، في مقابل تخليها عن كل النشاطات النووية. وقال الناطق باسم الوكالة بيتر ريكوود:"دعي إلى عقد اجتماع لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلثاء بناء على طلب تقدمت به بريطانياوفرنسا وألمانيا". ومجلس الحكام الذي يضم 35 دولة هو الهيئة التنفيذية للوكالة التابعة للأمم المتحدة المخول رفع الملف إلى مجلس الأمن، تمهيداً لفرض عقوبات. ورأى ديبلوماسيون أن الاجتماع يهدف إلى الضغط على إيران التي تهدد باستئناف نشاطات مصنع أصفهان لتحويل اليورانيوم في القريب العاجل، على رغم طلب الاتحاد الأوروبي الرسمي عدم القيام بذلك. اقتراحات للتعاون ويأتي ذلك في وقت أعلن أحد المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي حسين موسويان أن اقتراحات التعاون الأوروبية التي سلمت أمس، في إطار المفاوضات حول برنامج طهران النووي"غير مقبولة". وقال موسويان في أول رد رسمي إيراني على العرض الأوروبي أن"الاقتراحات غير مقبولة وتشكل انتهاكاً واضحاً"للاتفاقات السابقة بين الإيرانيين والأوروبيين. وأضاف"أنها بمثابة إنكار لحق إيران"في تخصيب اليورانيوم، مشدداً على أن هذا الحق يضمنه اتفاق حظر انتشار الأسلحة النووية الذي وقعته الجمهورية الإسلامية. وقدم سفراء بريطانياوفرنسا وألمانيا الاقتراحات إلى إيران بهدف إقناعها بالتخلي عن كل النشاطات التي يمكن أن تستخدم في صنع قنبلة نووية. وكشفت مصادر مطلعة أن الاقتراحات الأوروبية تحمل تراجعاً غربياً، بحيث تسمح لإيران بالقيام بعمليات تخصيب محدود لا تتعدى نسبته ال 3.5 في المئة، وهي نسبة تسمح لإيران بإنتاج الوقود اللازم لتشغيل مفاعل بوشهر لإنتاج الطاقة النووية. وتضمن الاقتراح شروطاً تقيد الجانب الإيراني بأن يكون التخصيب هذا تحت إشراف دولي على أن تنقل النفايات النووية الناتجة منه إلى بلد ثالث لضمان ألا تستفيد إيران منها سراً في عملية تخصيب جديدة قد تستعمل لإنتاج أسلحة نووية. وكان الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي، أكد تسلم الوزارة الاقتراحات التي تقع في ثلاثين صفحة، ورفعتها بدورها إلى كبار المسؤولين في النظام الإيراني. وكان موسويان قال صباحاً:"حتى إذا لم تسمح الاقتراحات باستئناف العمل في أصفهان، فإننا سنستأنف نشاطاتنا"هناك. وقال مصدر إيراني آخر قريب من المحادثات إن الدول الثلاث عرضت السماح لشركات غربية ببناء محطات طاقة نووية في إيران وتزويدها الوقود النووي. مضمون الاقتراحات في المقابل، أفاد ديبلوماسي مقرب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مضمون الاقتراحات"يحترم حقوق إيران بموجب معاهدة منع الانتشار، بالاستخدام السلمي للطاقة النووية". وأضاف أن الاتحاد الأوروبي في المقابل، يكرّر القول إنه يستثني من ذلك نشاطات تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجة البلوتونيوم، وهي نشاطات يمكن أن تستخدم لغايات عسكرية. وأوضحت نسخة من الملخص:"ستكون إيران قادرة مع حصولها على إمداد مضمون من الوقود خلال السنوات المقبلة على توفير الثقة اللازمة بإعلان تعهد ملزم بعدم اتباع أنشطة دورة وقود باستثناء بناء وتشغيل مفاعلات طاقة وأبحاث تعمل بالماء الخفيف". وأفاد ديبلوماسيون أن الاتحاد الأوروبي اعترف في مقترحاته بحق طهران في امتلاك الطاقة النووية، وليس إنتاج الوقود النووي الذي يمكن أن يستخدم لصنع سلاح ذري. فرنسا من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي في مقابلة مع إذاعة"أوروبا1"الخاصة:"آمل ألا يغلق الإيرانيون باب المفاوضات، وآمل أن تصغي إيران الى صوت العقل". وحذّر من انه إذا استأنف الإيرانيون نشاطات تحويل اليورانيوم،"فمن الأكيد أن تلجأ الأسرة الدولية إلى مجلس الأمن الدولي". وعن المقترحات الأوروبية النووية قال:"من الطبيعي جداً أن يطلب بلد ضمانات أمنية إذا لم يتمكن من صنع القنبلة الذرية ومن الطبيعي أن يطرح الأوروبيون والأسرة الدولية هذا السؤال. وهذا ما قلته لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عندما التقيتها قبل قليل في محاولة لتقديم ضمانات أمنية للإيرانيين". وتحدث دوست بلازي عن"اقتراحات طموحة وكريمة"، وقال إنها"مهمة لأنها تفتح آفاقا جديدة لإيران في علاقاتها مع أوروبا وبقية الأسرة الدولية". في موازاة ذلك، قالت ناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية سيسيل بوزو دي بورغو أمس، ان الدول الأوروبية الثلاث لم تحدد مهلة لطهران للرد على مقترحاتها وأن"الأمر متروك للإيرانيين ليعلنوا ردهم، لكننا لم نضع مهلة محددة". جنتي وفي طهران، قال رجل الدين الإيراني البارز أحمد جنتي في خطبة الجمعة، إن إيران ستمضي"للنهاية"في برنامجها النووي. وقال إن الاتحاد الأوروبي ينبغي أن يعلم أنه على رغم كل التهديدات"فإن هذا البلد لن يقدم تنازلات على الإطلاق في شأن حقه المشروع في مواصلة التكنولوجيا النووية". وقال جنتي:"أولاً سنبدأ بأصفهان محطة تحويل اليورانيوم ثم ناتانز محطة تخصيب اليورانيوم". واتهم الاتحاد الأوروبي باتباع"سياسة الخداع والتضليل والغطرسة"تجاه إيران، وقال إن الأوروبيين لا يعرفون العقلية الحقيقية لإيران.