أعلنت ناطقة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس أن فريقاً من مفتشي الوكالة سيتوجه"بحلول منتصف الأسبوع المقبل"إلى إيران بغية تركيب كاميرات في منشآت نووية حساسة في أصفهان. وقالت الناطقة ميليسا فليمنغ إن فريقاً مكلفاً مراقبة الضمانات النووية سيتوجه"في الأيام المقبلة ليضع معدات كاميرات عن بعد ونظام تفتيش بحلول منتصف الأسبوع المقبل". من جهتها، ذكرت إذاعة طهران الحكومية أن الوكالة الدولية أرسلت فعلاً أربعة مفتشين إضافيين إلى إيران أمس للإشراف على استئناف نشاطات تحويل اليورانيوم الحساسة في أصفهان. ولم تذكر الإذاعة مصادرها ولا أي تفاصيل أخرى. وكانت طهران أبلغت الوكالة قرارها إعادة تشغيل مصنع التحويل في أصفهان، بينما تهدد بإعادة تشغيل مصنع تحويل اليورانيوم في ناتانز على رغم التحذيرات الأوروبية. وتريد إيران نزع الأختام التي وضعتها الوكالة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، تحت إشرافها. وكان الاتحاد الأوروبي عرض على إيران أول من أمس مجموعة حوافز لكي تتخلى عن العمل في الوقود النووي، لكنه دعا أيضاً إلى عقد اجتماع عاجل للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يمكنها أن تحيل طهران إلى مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات. وقالت إيران التي تنفي الاتهامات الأميركية بأن برنامجها للطاقة النووية هو ستار لصنع قنابل نووية، أن اقتراح الاتحاد الأوروبي غير مقبول. وتقول إنها ستزيل أختام الأممالمتحدة على بعض المعدات النووية هذا الأسبوع. وتوقع الناطق باسم الخارجية الإيرانية حامد رضا آصفي أمس رفض طهران للاقتراح الأوروبي في شأن الحوافز. وقال إن رداً نهائياً ورسمياً بهذا الخصوص سيصدر في غضون ال48 ساعة المقبلة. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن آصفي قوله:"المقترحات الأوروبية التي قدمت في ما يتعلق بالقضية النووية غير مقبولة لإيران، لأنها لم تشمل حق إيران في تخصيب اليورانيوم". من جهته، قال المفاوض النووي الإيراني حسين موسويان:"المقترحات غير مقبولة ونحن نرفضها". واتهم موسويان الاتحاد الأوروبي بانتهاك اتفاق أبرمه مع إيران في باريس العام الماضي. وقال"المقترحات لا تحتوي على حق إيران في السيطرة على دورة الوقود، وهذا يتعارض مع معاهدة حظر الانتشار النووي ومع اتفاق باريس". ردود دولية وفي برلين، دعا وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر إيران إلى عدم استئناف نشاطاتها النووية الحساسة، وحذر الجمهورية الإسلامية من أي تصعيد في الصراع. وقال فيشر"قلنا إننا نأخذ على محمل الجد التطورات الأخيرة، نية إيران في كسر الأختام"الموضوعة على مصنع لتحويل اليورانيوم في اصفهان، وذلك في إشارة إلى الترويكا الأوروبية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا. وحذر من أن خطوة مثل هذه ستعني"التخلي من جانب واحد عن الالتزامات التي قطعت معاً. يجب أن لا تخطئ إيران في الحسابات. ستكون هذه الخطوة تطوراً جدياً للغاية. اعتبر انه يتوجب على إيران أن تعود إلى"العقل". وأعربت الولاياتالمتحدة عن مساندتها لاقتراح الاتحاد الأوروبي الذي يهدف إلى منع إيران من استخدام برنامج للطاقة النووية لتطوير أسلحة، كما حضت إيران على قبول العرض. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية توم كيسي"إن الولاياتالمتحدة تؤيد ترويكا الاتحاد الأوروبي والاقتراحات التي قدموها لإيجاد حل ديبلوماسي لهذه المشكلة، والسعي إلى وضع نهاية لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني". بدورها، طلبت كندا من الرئيس الايراني الجديد"مواصلة مفاوضاتها"من اجل إيجاد تسوية نهائية للصراع القائم حول مسألة منشآتها النووية، وأن"يقطع مع الماضي"إذا أراد أن"يحسن"العلاقات الديبلوماسية بين البلدين التي توترت كثيراً بسبب قضية زهرة كاظمي. كما أعربت أوتاوا عن"قلقها العميق لتردي حقوق الإنسان"في إيران وحذرت طهران من أنها ستقدم مع"شركائها الذين يشاطرونها الرأي"مشروع قرار جديد إلى مجلس الأمن الدولي اعتباراً من الخريف المقبل.