استأنفت ايران أمس الاثنين انشطتها النووية الحساسة في مصنع تحويل اليورانيوم في اصفهان رغم التهديد بأزمة دولية. ففي مناخ مشدود، شاهد مراسل وكالة فرانس برس تقنيين يرتدون ألبسة واقية يرفعون غطاء اول برميل يحوي بودرة اليورانيوم تمهيدا لنقله الى محولات. وأعلن نائب رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي الذي كان حاضراً امام عدد من الصحافيين «استأنفت ايران تحويل اليورانيوم في ظل مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية». ويشكل مصنع اصفهان الذي تحميه عشرات بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات حلقة اساسية في البرنامج النووي الايراني، ويشتبه قسم من المجتمع الدولي في انه يخفي خطة للتزود بالقنبلة الذرية في ظل 18 عاما من التستر الايراني. ورغم التهديد باحالة ملفها النووي على مجلس الأمن الدولي، وضعت ايران مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يعقد اجتماعا طارئا في فيينا اليوم الثلاثاء، امام الامر الواقع. وقال سعيدي أمس ان «القرار لا رجوع عنه حتى لو قرر مجلس الحكام غدا احالة الملف الايراني على مجلس الأمن، لأن (تعليق الانشطة) لا اساس قانونيا له ويناقض معاهدة الحظر النووي».وأكد ان الوكالة الدولية التي تراقب الانشطة الايرانية منذ شباط/فبراير 2003والتي يتولى مفتشوها مراقبة معاودة العمل في المصنع، التزمت نزع كل الاختام التي وضعتها بنفسها على المنشآت في تشرين الثاني/نوفبمر الماضي في مهلة اقصاها مساء اليوم لثلاثاء، وذلك بعد تركيب كاميرات مراقبة اضافية. وأكد متحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران استأنفت امس الاثنين العمل على دورة الوقود النووي الحساسة التي كانت علقتها تمهيدا لاجراء مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول برنامجها النووي. وقالت ماليسا فليمنغ لوكالة فرانس برس ان مدير الوكالة الدولية محمد البرادعي «أبلغ اعضاء مجلس حكام الوكالة ان ايران بدأت اليوم - أمس - (الاثنين) بتغذية خط المعالجة في منشأة تحويل اليورانيوم (في اصفهان) بخام اليورانيوم المركز». وأضافت ان العمليات بدأت في المنشأة بعد ان انتهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من وضع كاميرات لمراقبة النشاطات فيها ولكن قبل الانتهاء من اختبار معدات المراقبة. غير انها قالت انه تم كسر الاختام التي وضعتها الوكالة على أجزء من منشأة اصفهان. الى ذلك اعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي لوكالة فرانس برس ان استئناف طهران للنشاطات النووية الحساسة فتح «ازمة خطيرة» داعياً الأسرة الدولية الى «الاتحاد» لمواجهة هذا التحدي. وقال الوزير ان «الاسرة الدولية ستتحرك وستقرر الرد المناسب». وخلص الى القول «أمل في ان نتحد لمواجهة هذه الازمة الخطيرة التي اثارتها ايران عمداً». وقال بلازي ان استئناف ايران العمل النووي ينتهك اتفاق باريس الذي وقع في العام الماضي. وأضاف ان نبرة الرفض الايراني لمقترحات الاتحاد الاوروبي «تثير الانزعاج بوجه خاص». كما قالت بريطانيا أمس الاثنين انها تشعر «بقلق بالغ» لقرار ايران استئناف العمل في تحويل اليورانيوم في منشأة اصفهان بوسط البلاد. ووصف الوزير بوزارة الخارجية ايان بيرسون رفض ايران لمقترحات الاتحاد الاوروبي الخاصة بعرض حوافز اقتصادية وسياسية تهدف إلى اقناع طهران بالتخلي نهائياً عن العمل في دورة الوقود بانه «ضار». من جهته اعتبر مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان القرار الايراني باستئناف التخصيب «مؤسف» ودعا الى احالة الملف النووي الايراني الى مجلس الأمن للنظر فيه. وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه «اذا اتخذوا حقا تدابير لاستئناف عمليات تحويل اليورانيوم (...) فسيكون الامر مؤسفا». وأضاف الدبلوماسي الاميركي ان قرار طهران سيبحث خلال اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم. وتابع «نتوقع ان يتخذ مجلس (الحكام) التدابير المناسبة». وخلص الى القول «لطالما قلنا انه اذا كسرت ايران الاختام واستأنفت التخصيب في اصفهان او اي موقع آخر فإن الرد المناسب سيكون اللجوء الى مجلس الأمن الدولي».