عقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعاً طارئاً أمس، في أعقاب استئناف إيران العمل في منشأة لتحويل اليورانيوم كانت أوقفته بموجب اتفاق مع القوى الثلاث الكبرى بالاتحاد الأوروبي. راجع ص 7 وفي وقت أشارت التوقعات إلى ترجيح أن يوجه مجلس الوكالة إنذاراً إلى إيران لتحديها المجموعة الدولية، نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية عن الرئيس محمود احمدي نجاد قوله إن لديه أفكاراً جديدة لحل الأزمة النووية مع الغرب، وانه مستعد لمواصلة المحادثات النووية مع الاتحاد الأوروبي. ونقلت الوكالة عنه قوله للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في اتصال هاتفي:"لدي مبادرات جديدة واقتراحات سأقدمها بعد تولي حكومتي". وأضاف أن إيران لم تفعل أي شيء غير قانوني باستئنافها تحويل اليورانيوم في منشأة نووية بالقرب من أصفهان أول من أمس. وحذر الرئيس جورج بوش ايران أمس من أن بلاده قد تسعى الى فرض عقوبات دولية عليها، مؤكداً في الوقت نفسه ترحيبه بالتقارير عن استعدادها للتفاوض لنزع فتيل الأزمة. ودعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الإيرانيين إلى"أقصى حد من ضبط النفس"، معرباً عن الأمل في ألا يشكل استئناف النشاطات النووية الحساسة في إيران"قطيعة دائمة"في المفاوضات مع الأوروبيين. وقالت مصادر ديبلوماسية ان مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن يطلب حالياً إحالة الملف الإيراني الى مجلس الأمن الدولي بهدف إنزال عقوبات دولية. وأعلن المفاوض الإيراني في الملف النووي سايروس ناصري أن بلاده ستواصل المحادثات إذا لم يفرض الاتحاد"شروطاً مسبقة"مثل الطلب من الجمهورية الإسلامية التخلي عن العمل على دورة الوقود النووي. إلى ذلك، قال وزير الدفاع الإيراني المنتهية ولايته علي شمخاني إن بلاده التي وقعت معاهدة حظر الانتشار النووي ستتخلى عن جميع تعهداتها في المجال النووي إذا هوجمت منشآتها النووية. وقال شمخاني:"في اليوم الذي ستهاجم فيه منشآتنا سننحي جانباً كل التزاماتنا في المجال النووي"، من دون أن يحدد الالتزامات التي ستتخلى عنها إيران. ودعا محافظون بارزون إلى أن تحذو إيران حذو كوريا الشمالية بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي التي تهدف إلى الحد من انتشار الأسلحة النووية. ويأتي ذلك بينما توقع مسؤول إيراني إزالة الأختام الموضوعة على محطة أصفهان بحلول ظهر اليوم الأربعاء. وقال نائب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية ان مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية"انتهوا من نصب كاميرات مراقبة"في المصنع الثلثاء وان الوكالة"وعدتنا بأن الاختام ستزال بحلول ظهر الأربعاء". وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن الأوروبيين"متحدون تماماً"في سعيهم الى حمل ايران على معاودة تعليق نشاطاتها النووية الحساسة. في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي انه ما زال من الممكن التفاوض مع إيران بخصوص برنامجها النووي، بينما دعت روسياإيران إلى وقف عمليات تحويل اليورانيوم"على الفور"كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان. وجاء ذلك في وقت أعلن السفير الأميركي في فيينا غريغ شولت أن الولاياتالمتحدة تشاطر الأوروبيين قلقهم في شأن تحويل اليورانيوم في إيران. وقال:"يجب ألا يسمح لإيران بانتهاك التزاماتها الدولية وتطوير أسلحة نووية". واستبعد المستشار الألماني غيرهارد شرودر ضمنياً أي استخدام للقوة في شأن البرنامج النووي الإيراني، ودعا طهران إلى إعادة النظر في قرارها الخاص باستئناف معالجة اليورانيوم.