سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نشرت اسم عميلة ل "سي آي اي" زوجها ديبلوماسي معارض للحرب على العراق . سجن صحافية أميركية لرفضها كشف مصادرها و "نيوزويك" ترجح تورط كارل روف كبير مستشاري بوش
في خطوة اعتبر صحافيون أميركيون انها خطر على حرية الصحافة، أُدخلت الصحافية جوديث ميللر من صحيفة "نيويورك تايمز"السجن أمس، لرفضها طلب القضاء كشف أسماء مصادر سربت اليها هوية أحد عناصر وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي. وقرر القاضي توماس هوغان بأن تبقى الصحافية في السجن حتى انتهاء فترة انعقاد هيئة المحلفين في تشرين الأول أكتوبر المقبل، إلا اذا قررت حتى ذلك الحين كشف مصادرها. وقالت ميللر للقاضي خلال جلسة الاستماع الى شهادتها:"اذا لم نثق بالصحافيين ليحافظوا على سرية مصادرهم، لن يستطيعوا ممارسة مهنتهم ولن تكون هناك صحافة حرة". أما الصحافي الثاني المتورط في القضية، ماثيو كوبر من مجلة"تايم"فحكم عليه أيضاً بالسجن لفترة 18 شهراً بتهمة إهانة القضاء، لكنه تجنب هذه العقوبة عبر الموافقة على كشف هوية مصدره. وأوضح كوبر الذي بدا شاحب اللون لدى خروجه من قصر العدل، أن مصدره"أجاز له شخصياً وبملء إرادته كشف هويته". وقال:"إنه يوم حزين ليس للصحافيين فحسب بل لوطننا"، معرباً عن تضامنه"الكامل مع جودي". واعتبر مدير التحرير في"نيويورك تايمز"بيل كيلر أن سجن الصحافية"قرار مؤسف للغاية"، معرباً عن خشيته من أن تكون هذه القضية سابقة تتيح للمسؤولين"خنق"حرية التعبير في المستقبل. وأعرب رئيس"نيويورك تايمز"آرثر سلزبرغر عن أمله بأن تحض هذه القضية الكونغرس على اصدار قانون يحمي السرية المهنية للصحافيين. وكانت إدارة"تايم"سلمت القضاء منذ أسبوع الملاحظات الصحافية التي دونها مات كوبر على رغم معارضته ذلك. وتابعت ان بإمكان كوبر الادلاء بشهادته"كما فعل صحافيون آخرون في هذه القضية بعدما سمحت لهم مصادرهم بذلك". وبعدما رفضت المحكمة العليا النظر في القضية الأسبوع الماضي، أعلن القاضي توماس هوغان أنه ينوي معاقبة الصحافيين اللذين رفضا الاستجابة الى طلب المدعي المستقل باتريك فيتزجيرالد، الذي يحاول تحديد من الذي بادر الى كشف هوية عميلة وكالة الاستخبارات المركزية فاليري بلايم التي أورد اسمها كاتب الافتتاحية روبرت نوفاك في تموز يوليو 2003. وكان القاضي هوغان قال قبل جلسة الاستماع أن"الوقت حان"لمعاقبة الصحافيين ف"لو خير للناس بسبب الانصياع للقضاء ورفضه لسادت الفوضى". وقال فيتزجيرالد في مداخلة نشرت نصها وسائل اعلام أميركية:"لا يحق للصحافيين أن يقطعوا وعداً بالحفاظ على سرية مصادرهم. ولا يحق لأحد في أميركا ذلك". وأكدت مجلة"نيوزويك"أن الملاحظات التي دونها مات كوبر تكشف اتصالات أجراها مع كارل روف مستشار الرئيس جورج بوش، وقد تشير الى أنه قد يكون سرب المعلومات. ويعتبر كشف هوية عميل في وكالة الاستخبارات المركزية عملاً جنائياً في الولاياتالمتحدة. ويبدو أن هذا العمل كان يهدف الى الاساءة الى زوج العميلة بلايم وهو السفير السابق جوزيف ويلسون الذي اتهم البيت الأبيض بالتلاعب بالمعلومات حول الأسلحة العراقية. وستمضي ميللر عقوبتها في واشنطن، بعدما رفض القاضي أن توضع في الاقامة الجبرية أو في مكان تتخذ فيه اجراءات أمنية مخففة في كونكتيكت شمال شرق. وهي من مواليد 1948 تعمل في صحيفة"نيويورك تايمز"منذ 1977، وتتمتع بخبرة واسعة في مجال الأمن القومي والشرق الأوسط وكانت اول امرأة تدير مكتب الصحيفة في القاهرة، لكنها وجدت نفسها وسط جدل حاد لدى تناولها ملف أسلحة الدمار الشامل العراقية. فذكر اسمها كثيراً لدى انتقاد"نيويورك تايمز"لتغطيتها الحجج الأميركية حول أسلحة الدمار الشامل. وفي أيار مايو 2004، اعترفت الصحيفة بعدم دقتها في التعامل مع هذه المعلومات وبأنها خدعت بمعلومات خاطئة وصلتها من منفيين عراقيين كانوا يتمنون زوال نظام صدام حسين. لكنها لم تلق اللوم مباشرة على الصحافية، ذاكرة مقالات كتبتها ميلر وصحافيون آخرون.