يأتي يوم ذكرى تأسيس مملكتنا الحبيبة هذا العام، والذي يحمل معانٍ جوهرية تاريخية متنوعة ومرتبطة بأمجاد وبطولات وعراقة الدولة السعودية ، وعاماً تلو آخر، تسطِّر المملكة إنجازات كبرى في شتّى المجالات، حيث أضحت واقعاً معاشاً مشاهداً، من خلال التطورات الناتجة عن القرارات الحكيمة والتوجيهات السديدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وصاحب الرؤية الملهم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ، فالمملكة اليوم تحلق عالياً على المستويات كافة ، وأصبحت عن جدارة واستحقاق وتميُّز، محطّ أنظار العالم، ومحل تقديره وتلبية تطلعاته، بكل معاني هذه الكلمة وتفاصيلها نظير المكانة العالية، وتأثيرها الكبير على الصعيدين السياسي والاقتصادي، والمتابع لذكرى تأسيس هذا الكيان العظيم منذ ثلاثة قرون بدءً من إعلان الدولة السعودية الأولى عام 1139ه الموافق 1727م، ثم إعلان الدولة السعودية الثانية عام 1240ه الموافق 1824م، ثم قيض الله لهذه البلاد ملك عظيم المغفور له بمشيئة الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود طيب الله سراه ، شديد العزم، بعيد النظر، ثاقب الرأي، حكيم التصرف، الذي استطاع بعد كفاح طويل وعمل دؤوب، إعلان تأسيس الدولة السعودية الثالثة وتوحيدها تحت راية التوحيد باسم المملكة العربية السعودية عام 1319ه الموافق 1902م , بمباركة مخلصة من جميع طوائف الشعب العربي السعودي، ولاقت تأييداً واستحساناً عربياً ودولياً واسعاً، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها، محققين لشعب هذه البلاد الخالدة الوحدة والأمن والطمأنينة والأمان، بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، يرى بعين فاحصة مدى استقرار هذه البلاد الراسخة رسوخ الجبال تحت قيادة ملهمة رشيدة مخلصة وحكيمة وبسواعد شبابها الوطني الواعد، وأضحت مملكتنا العظيمة صانعة سلام يشار إليها بالبنان في كل محفل، حيث تمكنت ومن خلال علاقاتها الدولية المميزة مع جميع الأطراف، من اتخاذ قرارات، وتقديم مبادرات أسهمت في اتخاذ خطوات كبيرة لمحاربة الإرهاب ودحضه، ونشر ثقافة السلام والتسامح والحوار بين الشعوب، وتقريب وجهات النظر بين الأطراف، ولعل العالم أجمع يتابع هذه الأيام، إستضافة المملكة للاجتماع التاريخي الذي تقرر عقده بين قطبيْ العالم : الولاياتالمتحدةالأمريكية بقيادة الرئيس ترامب ، وروسيا الاتحادية بقيادة الرئيس بوتن، لإحلال السلام في العالم، وخاصة العمل على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وتقريب وجهات النظر، ممّا يؤكد مكانتها الكبيرة، ودورها القيادي على المستوى الدولي، وقدرتها على التوسط لإنهاء هذا الكابوس الذي أرَّق العالم، واستنفد العديد من الموارد الاقتصادية الكبيرة للدولتيْن المتنازعتيْن ، وانعكس أثره السلبي على العالم كله. حفظ الله قيادتنا الفذَّة، وحفظ وطننا الحبيب من كل شر ومكروه، وأدام علينا نعمه، وأن تستمر بلادنا دوما محط أنظار العالم. هنيئا لمملكتي الحبيبة هذه المكانة العالمية المرموقة، وسنظل نردد وبكل فخر كلمات الملهم: نحن لانحلم، نحن نفكر في واقع يتحقق. وللحديث بقية .