حبست العاصمة الاميركية انفاسها امس, في انتظار صدور قرار هيئة المحلفين بحق اثنين من كبار المسؤولين في البيت الابيض يحتمل ان توجه اليهما اتهامات بتسريب اسم عميلة سرية لوكالة الاستخبارات المركزية الى الصحافة, في ما صار يعرف بفضيحة"بلايم-غيت". وفي حال اتهمت هيئة المحلفين كلاً من كارل روف, المستشار السياسي الاول للرئيس جورج بوش, ولويس سكوتر ليبي, مدير مكتب نائب الرئيس ريتشارد تشيني, بناء على تحقيق مستقل اجراه المحقق باتريك فيتزجيرالد على مدى العامين الماضيين, فيرجح ان يستقيل الرجلان من منصبيهما فوراً لمواجهة المحكمة. وصرح ناطق باسم فيتزجيرالد الذي التقى هيئة المحلفين ليل امس, لوضع اللمسات الاخيرة على القرار, بان على الجميع الانتظار"لأن القرار لن يعلن اليوم امس"كما كان متوقعاً. ويخشى الرئيس بوش ان يؤدي احتمال توجيه اتهامات لروف وليبي الى خسارته اثنين من أعمدة البيت الابيض واضعاف رئاسته التي تواجه تحديات عدة من ابرزها الحرب في العراق, والتي تراجعت نسبة التأييد لها لدى الاميركيين الى اقل من النصف. ويتهم السفير الاميركي السابق جوزيف ويلسون البيت الابيض بكشف هوية زوجته العميلة السرية في الاستخبارات, فاليري بلايم, للانتقام منه بسبب معارضته الحرب في العراق ونشره رسالة في صحيفة"نيويورك تايمز"تكذب معلومات استند اليها الرئيس بوش في تبرير الحرب لإطاحة النظام العراقي. وينفي البيت الابيض التهمة التي قد تطاول نائب الرئيس في ضوء معلومات تؤكد ان لويس ليبي حصل على اسم بلايم من تشيني قبل تسريبه الى الصحافة. ويعاقب القانون على اي عمل يؤدي الى كشف هوية اي من العملاء السريين في الاستخبارات الاميركية. وكان المعلق السياسي روبرت نوفاك نشر اسم بلايم في مقالة نشرت في 14 تموز يوليو 2003, بعد ثمانية ايام من تصريح لويلسون قال فيه ان الادارة الاميركية تلاعبت بالمعلومات الاستخبارية في شأن اسلحة الدمار الشامل العراقية. وامضت جوديث ميلر, مراسلة صحيفة"نيويورك تايمز"85 يوماً في السجن عقوبة لها بسبب رفضها كشف مصدر معلومات حصلت عليها ولم تنشرها تتعلق بهوية بلايم كعميلة ل"سي آي أيه". وافرج عن ميلر بعد قرارها كشف مصدر معلوماتها بإيعاز من المصدر نفسه. وكان البيت الأبيض دافع أول من أمس, عن ديك تشيني بعدما تحدثت مقالة في"نيويورك تايمز"عن تورط نائب الرئيس في قضية تسريب اسم العميلة السرية إلى الصحافة وشن الحرب على العراق. وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان أن"نائب الرئيس قام بعمل ممتاز كونه عضواً في هذه الإدارة والرئيس يقدر ما يفعله". ورداً على سؤال عن الشكوك التي تطرحها المقالة حول صحة التصريحات التي أدلى بها نائب الرئيس خلال الفترة التي سبقت الحرب على العراق, قال ماكليلان للصحافيين:"إنكم تطلقون الأحكام المسبقة والتكهنات ونحن لا نفعل ذلك". ولم يرد الناطق على سؤال عما إذا كان نائب الرئيس يعرف السفير ويلسون الذي عارض الحرب على العراق والمتزوج من العميلة السرية التي سرّبت هويتها إلى الصحافة, ما يعتبر جريمة فيديرالية بحسب القانون الأميركي. وكانت الصحيفة ذكرت أن نائب الرئيس هو أول من كشف لمعاونه"سكوتر"هوية العميلة بلايم زوجة ويلسون قبل تسريبها إلى الصحافة.