أكد آرثر سالزبرغر، رئيس مجلس إدارة صحيفة"نيويورك تايمز"، اطلاق الصحافية جوديث ميلر التي سجنت في 6 تموز يوليو الماضي، لأنها رفضت كشف مصادرها أمام مدع عام كان يحقق في تسريب معلومات تتعلق بكشف هوية عميلة لوكالة الاستخبارات سي آي ايه. واطلق سراح ميلر الخميس بعد أكثر من 12 أسبوعاً في السجن لرفضها التعاون مع القضاء في هذه القضية التي لقيت صدى كبيراً في واشنطن والخارج. وقال سالزبرغر إن ميلر وافقت على ان تشهد امام القضاء بعدما سمح لها أحد مصادرها كشف معلوماتها. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على القضية ان هذا المصدر هو لويس ليباي، أحد مساعدي نائب الرئيس ديك تشيني الذي استقبل ميلر في 8 كانون الأول ديسمبر 2003، وأجرى محادثات هاتفية معها خلال الاسبوع ذاته. وقالت ميلر في بيان نشرته"نيويورك تايمز":"جميل ان يكون المرء حراً". وأضافت أنها تأمل بأن تمثل أمام هيئة محلفين. وافرج عنها بعدما التقت مع محاميها المدعي المكلف القضية باتريك فيتزجيرالد للتباحث في شهادتها. وقالت:"ذهبت الى السجن لأحافظ على المبدأ القديم الذي يفترض بالصحافي احترام وعده بعدم كشف هوية مصدر سري. اخترت تحمل النتائج، 85 يوما في السجن، على انتهاك وعدي". وكان القضاء يسعى الى معرفة اسم المسؤول أو المسؤولين الأميركيين الذين كشفوا للصحافة اسم عميلة"سي آي ايه"فاليري بلايم زوجة السفير الاميركي السابق جوزف ولسون. واعتبرت وسائل الإعلام الأميركية تسريب الاسم وسيلة استخدمتها الإدارة للانتقام من السفير السابق بعدما احرج الحكومة بقوله إن الرئيس العراقي السابق صدام حسين لم يسع أبداً الى الحصول على خام اليورانيوم من افريقيا خلافاً لما زعمت ادارة جورج بوش. وقال رئيس مجلس إدارة"نيويورك تايمز"في بيانه ان الصحيفة تؤيد قرار ميلر الادلاء بشهادتها كما أيدتها عندما رفضت التعاون وأودعت السجن. وأكد سالزبرغر ان"جودي كانت صارمة في التزامها حماية سرية مصادرها. نحن سعداء لتلقيها عبر الهاتف وخطياً اذناً يحلها من التزامها ويتيح لها ان تشهد". ومن جانبه، قال رئيس تحرير الصحيفة بيل كيلر ان"زملاءها وأصدقاءها سعداء للافراج عنها، وأنا سعيد لبقائها وفية لمبدأ شديد الأهمية". وكان المدعي العام فيتزجيرالد طالب ميلر لأكثر من سنة بكشف مضمون محادثاتها مع ليباي. ورضخ صحافي آخر هو ماثيو كوبر من أسبوعية"تايم"كان كشف عن هوية فاليري بلايم، لمطالب القضاء نهاية حزيران يونيو قبل أيام من سجن ميلر، وكشف مصدره الذي قالت الصحف إنه كان كارل روف المستشار السياسي الرئيسي المتنفذ لجورج بوش.