استجوبت الشرطة البريطانية أمس أربعة من المشتبه بهم الرئيسيين في محاولات الهجوم الفاشلة بقنابل على شبكة وسائل النقل في لندن بهدف التحقق وبحث عن أي صلات لهم بمجموعة أوسع تخشى الشرطة أن تعاود الهجوم مرة أخرى، بينما مثل أمام محكمة في روما مشتبه به آخر، بعدما حققت معه السلطات الإيطالية في شأن تورطه في محاولة الاعتداء ذاتها. وظهر المشتبه بهم الأربعة في صور في محطات المترو وحافلة كانت عممتها الشرطة، والخامس يشتبه بوضعه قنبلة عثر عليها لاحقاً بين الأشجار بعد يومين من الاعتداءات الفاشلة. وأعلنت الشرطة البريطانية أمس أنها اعتقلت رجلين مشتبه فيهما، بموجب قانون مكافحة الإرهاب، وذلك في عمليتين منفصلتين شنتهما في منطقة لستر في شمال لندن. وكانت دهمت أول من أمس منطقة سكنية في غرب العاصمة واعتقلت رجلين عرفا أنفسهما على أنهما إبراهيم مختار سعيد 27عاماً وهو المشتبه في أنه حاول تفجير الحافلة رقم 26، ورمزي محمد المشتبه في محاولة تفجير قطار أنفاق في محطة أوفال في 21 من الجاري في حي شمال كنسينغتون ، وأجبرا على نزع ملابسهما قبل اقتيادهما بعيداً. وأظهر شريط فيديو التقطه أحد الهواة الشخصين المشتبهين وهما عاريان حتى الخصر بعد أن داهم رجال الشرطة المسكن الذي كانا يقيمان داخله. ونقل عن مصادر في الشرطة قولها إن رجلا آخر اعتقل في لندن أول من أمس يعتقد أنه شقيق رمزي محمد. ورفض ناطق باسمها تحديد هويته. كما اعتقلت الشرطة ياسين حسن عمر، الاربعاء الماضي في برمنغهام،المشتبه به في محاولة تفجير قنبلة في شبكة مترو الأنفاق الأسبوع الماضي في محطة وورن ستريت، ولا يزال يخضع للاستجواب، كما اعتقلت السلطات امرأتين في محطة ليفربول ستريت. وكانت أغلقت الطرق في غرب لندن بينما حاصر عدد كبير من رجالها منازل المنطقة، وارتدى بعضهم الأقنعة الواقية من الغاز. وقال نائب مفوض شرطة العاصمة البريطانية بيتر كلارك:" استخدمنا تكتيكاً خاصاً في عملية القبض على المشتبهين بعد أن رفضا الامتثال للأوامر بالاستسلام". روما وفي روما، يواجه المشتبه الرابع الترحيل إلى بريطانيا بحسب تأكيد مصدر قضائي إيطالي. وكان مقرراً مثوله أمس أمام محكمة لإبلاغه بطلب تسليمه إلى بريطانيا. والمعتقل هو مواطن من القرن الأفريقي إدعى ساعة القبض عليه أنه صومالي واسمه عثمان حسين، تبين لاحقاً أنه بريطاني إثيوبي الأصل اسمه حمدي إسحاق، هرب إلى روما بعدما تأكد تورّطه في محاولات التفجير الفاشلة. وأكدت المصادر الأمنية والقضائية التي تحقق مع الموقوف أنه"يتعاون"مع المحققين وأنه"يجيب على أسئلتهم باللغة الإيطالية باعتباره أقام في إيطاليا سنوات عدة قبل انتقاله إلى بريطانيا وحصوله على جنسيتها". وكان قاضيا التحقيق فرانكو يونتا وبييترو سافياتي قررا تحويل توقيف إسحاق إلى السجن على ذمة التحقيق بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي والتخطيط لأعمال عنف. وفيما أكدت مصادر أن اسكوتلنديارد ستطلب من إيطاليا تسليمها المتهم للتحقيق معه في بريطانيا، سرّع القضاء الإيطالي تحقيقاته. وفي حال ثبت تورطه، فإن القضاء الإيطالي الذي سبق أن فتح ملف تحقيق في تفجيرات 7 تموز، سيطالب محاكمته في إيطاليا أيضاً، وهو ما يتطلب وقتاً إضافياً. وأكدت مصادر مطّلعة أن"المتهم نفى أن تكون، له ولمجموعته أية صلة بتنظيم"القاعدة"أو بتفجيرات 7 تموز"، وأنه"أكد انتماءه إلى المجموعة المتهمة بعمليات 21 تموز"، و"انتسب إلى الخلية المذكورة عبر رئيسها سعيد إبراهيم مختار"، وكانت الخلية تجتمع في قبو لمنزل مختار في نوتينغهيل. ولفتت إلى أن"الاجتماعات لم تكن تقام للصلاة بل للنقاش السياسي ومشاهدة أفلام كان يجلبها مختار... زادت من كراهيته للأميركيين والبريطانيين لما تحويه من مشاهد قتل لأطفال ونساء في العراق". وأكد حمدي إسحاق أن" العمليات الفاشلة في لندن لم تكن ترمي إلى قتل الأشخاص بل كانت استعراضية فحسب". وأضاف للمحققين أنه لم يكن يُعدّ لعملية إرهابية في روما، وأن العاصمة الايطالية كانت"حلاً وقتياً يجد فيه ملاذاً آمناً لحين لدى أصدقاء مأمونين". وقال وزير الداخلية الايطالي جوزيبي بيزانو أن"شبكة كبيرة"مؤلفة من أثيوبيين وإريتريين حاولت تغطية هرب إسحاق. وأضاف أن المعتقل"قام باتصالات مع أشخاص أصلهم من القرن الأفريقي ويقيمون في ميلانو وبريتشيا في شمال البلاد حيث يسكن أثيوبي هو والد خطيبة"المشتبه به. وأعلن أن قوات الأمن والشرطة"تجري مداهمات واعتقالات في عدد من المدن في الشمال والجنوب، وتستجوب الموقوفين للتحقق من صلة البعض منهم بأوساط الأصولية الإسلامية". وكشف أن"شرطة الكارابينييري تمكّنت في الساعات الأخيرة من اكتشاف مركز مهم لتزوير الوثائق في ميلانو". وأوقفت مفارز الشرطة شخصاًَ آخر قيل أنه شقيق الموقوف ويدير محلاً للعطور، كما اعتقلت قريباً لشقيق حمدي إسحاق يدير مقهى إنترنت في شارع قريب من المحطة المركزية للقطارات"تيرميني"، إضافة إلى توقيف امرأتين لم يُكشف النقاب عن هويتهما. وصادرت معدات كمبيوتر، إلا أنها لم تعثر في المنزل المُتحرى على آثار لمواد لها صلة بالمتفجرات. زامبيا وحارس بن لادن على صعيد آخر، ذكرت الصحف البريطانية نقلاً عن مصادر أمنية زامبية أن هارون رشيد أسوات الذي اعتبر العقل المدبر المحتمل لاعتداءات 7 تموز، ابلغ السلطات بأنه كان حارساً شخصياً لأسامة بن لادن. واذا تأكدت هذه المعلومات، سيكون أسوات البريطاني الأهم في الشبكة. وتبحث الولاياتالمتحدة بدورها عنه، وتقول مصادر أنه فار منذ عام 1999 بعدما"أوفده داعية متشدد يتخذ من لندن مقراً له"إلى الولاياتالمتحدة لإقامة معسكر تدريب في ولاية أوريغون الاميركية". ورفضت سلطات زامبيا تأكيد أو نفي اعتقال أسوات في لوساكا. في حين، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية الخميس الماضي"نحاول اجراء اتصال قنصلي مع بريطاني قد يكون معتقلاً في زامبيا". من جهة أخرى، شيع آلاف جثمان جان تشارلز دي مينيزيس ضحية القتل الخطأ في عمليات البحث عن منفذي تفجيرات لندن، الى مثواه في مدينة غونزاغا البرازيلية.