واصلت الشرطة البريطانية أمس السبت استجواب ثلاثة اشخاص يشتبه بقيامهم بمحاولات التفجير الفاشلة في لندن في 21 تموز/يوليو، فيما بدأ القضاء الإيطالي النظر في طلب تسليم مشتبه به رابع اعتقل الجمعة في روما بفضل تعاون وثيق بين استخبارات البلدين. في لوساكا، أكدت الشرطة الزامبية رسميا السبت انها اعتقلت في 20 تموز/يوليو البريطاني هارون اسود (31 عاماً) المشتبه في قيامه بدور بارز في اعتداءات 7 تموز/يوليو في لندن. وتمكنت سكتلنديارد خلال ثمانية ايام من توقيف ثلاثة من المنفذين الاربعة المحتملين لاعتداءات 21 تموز/يوليو، وهي تتوقع ان يتم تسليمها الرابع. وقد اوقف هذا الاخير، عثمان حسين، او المعروف ايضا باسحق حمدي، في روما الجمعة ويشتبه بانه من حاول تفجير عبوة في محطة مترو شيبيردز بوش في غرب لندن. وتكون آلية التسليم سريعة في حال موافقة المتهم على تسليمه، ولكن في حال رفضه، تملك السلطات القضائية في البلد الذي اوقف فيه المتهم مهلة ستين يوما قابلة للتمديد 30 يوما لاتخاذ قرار في عملية التسليم. وذكرت وكالة الانباء الإيطالية «انسا» ان الموقوف في روما رد على اسئلة القضاة الذين يفترض بهم ان ينظروا في طلب تسليمه، بالقول «اريد البقاء في إيطاليا». وكانت محاميته انتونييتا سانيسا التي عينتها المحكمة قالت «لا اعتقد ان موكلي موافق على تسليمه». وأفادت مصادر في وزارة العدل الإيطالية ان السلطات البريطانية قد ترسل اعتبارا من الاثنين الوثائق المتعلقة بمذكرة التوقيف الاوروبية في حق المشتبه به. وفي بيان شرحت فيه مجريات التحقيق في اعتداءات لندن، اعلنت الشرطة البريطانية السبت انها اوقفت منذ بداية هذا التحقيق الذي يشمل اعتداءات 7 و21 تموز/يوليو 28 شخصا في كل انحاء بريطانيا، 12 منهم لا يزالون قيد الاحتجاز. وبين الاشخاص الاثني عشر الذين لا تزال سكتلنديارد تستجوبهم ثلاثة من المنفذين المفترضين للاعتداءت الفاشلة في 21 تموز/يوليو هم مختار سعيد ابراهيم او مختار محمد سعيد ورمزي محمد اللذان اوقفا ظهر أمس الأول الجمعة في غرب لندن، وياسين حسن عمر الذي اوقف صباح الاربعاء في برمنغهام (وسط انكلترا). وأضاف البيان ان «شخصا اوقف ايضا (الجمعة) في روما وصدرت بحقه مذكرة توقيف اوروبية»، والمقصود هو اسحق حمدي، كما ورد اسمه في روما، او عثمان حسين، كما ورد في مذكرة التوقيف الاوروبية. وتستجوب الشرطة البريطانية، اضافة الى منفذي الاعتداءات الفاشلة، تسعة اشخاص آخرين «اوقفوا بموجب قانون مكافحة الارهاب الصادر عام 2000 والذي يشمل التحضير للانشطة الارهابية والتحريض عليها». ولم تؤد اعتداءات 21 تموز/يوليو الى سقوط اصابات، وقد جاءت بعد اسبوعين من اعتداءات السابع من تموز/يوليو التي استهدفت ايضا وسائل النقل المشترك في العاصمة البريطانية وادت الى سقوط 56 قتيلا واكثر من 700 جريح. وذكرت محطة (سكاي نيوز) التلفزيونية البريطانية ان رجلا اعتقل الجمعة خلال عملية في غرب لندن قد يكون «الارهابي الخامس» الذي ترك قنبلة عثر عليها السبت الماضي في حديقة في غرب لندن. وهو وهبي محمد (23 عاما)، شقيق رمزي محمد. في لوساكا، قال قائد الشرطة الزامبية افرايم ماتيو ان اعتقال هارون رشيد اسود جاء «نتيجة التحقيق الامني الجاري حول التهديد الارهابي الذي يشتبه في ان اسود على صلة به». وأضاف «السلطات البريطانية ابلغت بتوقيف مواطنها في زامبيا والحكومتان تتعاونان». وذكرت وسائل اعلام اميركية ان المحققين اكتشفوا ان هاتفه المحمول تلقى نحو عشرين اتصالا من الانتحاريين منفذي هجمات 7 تموز/يوليو. وذكرت صحيفة «تايمز» البريطانية نقلا عن مصادر امنية زامبية ان اسود الذي يقدم بوصفه «العقل المدبر» لتلك التفجيرات، اعلن انه كان حارسا شخصيا لاسامة بن لادن.في روما، أكد وزير الداخلية الإيطالي جوزيبي بيزانو السبت ان «شبكة كبيرة» تضم اثيوبيين واريتريين حاولت تغطية هرب حسين عثمان (اسحق حمدي). وقالت صحف إيطالية ان المعتقل اعترف بمشاركته في محاولات التفجير، مؤكداً ان هدفه لم يكن القتل. وذكرت صحيفة «لا ريببليكا» انه قال خلال استجوابه «لم يكن هدفنا القتل وانما فقط بث الرعب». وذكرت الصحف الإيطالية ان توقيفه تم بفضل تعاون الشخص الذي استضافه.