تصاعدت امس, وتيرة المعارك الانتخابية في الشمال قبل 48 ساعة من اجرائها, وحفلت المواقف بتبادل الاتهامات السياسية عبر مهرجانات انتخابية وكشف اساليب جديدة - قديمة للضغط على الناخبين للاقتراع لمصلحة هذه اللائحة او تلك. ودعا النائب المنتخب سعد رفيق الحريري المقيم في طرابلس منذ ايام الى التفريق بين الجيش اللبناني وبين النظام الامني الفاسد،"فالجيش لكل الوطن والنظام الامني لزمرة من الفاسدين"، مخاطباً جمهوراً انتخابياً عريضاً في قضاء عكار في شمال لبنان، والتي تعتبر خزاناً للجيش، وحث الكثير من المتقاعدين الذين يميل بعضهم الى التصويت للعسكريين السابقين وللعماد ميشال عون. وقال الحريري في مهرجان انتخابي وسط حشود تجمعت في بلدة ببنين في عكار:"نحن نعرف ان عسس النظام الامني الفاسد يدورون بينكم ويهمسون لكم بأننا نريد النيل من الجيش والمؤسسات العسكرية الوطنية". واضاف:"الجيش لحماية الامن من العدو والنظام الامني لحماية شهواتهم المفتوحة على الفساد، والجيش ينفذ ما ترسمه القيادة لمصلحة الوطن والنظام الامني ينفذ ما يطلبه اشخاص لمصالحهم، والجيش حمى ابناء 14 آذار مارس والنظام الامني ارتكب 14 شباط فبراير". وخاطب الحريري اهالي عكار والشمال"الذين ينتظرون اطلاق موقوفي احداث الضنية"بالقول:"ان النظام الامني يحاول ترويعكم وارهابكم، وتهديدكم، لكننا نعلم انكم اقوى من التهديد، وان قلوبكم اقوى من الارهاب. انتم صنعتم 14 آذار، ولن تركعوا أمام صانعي 14 شباط، ولست وحدي وريث الرئيس الشهيد وكل واحد منكم وريث رفيق الحريري". وتابع:"قبل ان يغتالوا رفيق الحريري بيومين، اقتحموا مقر جمعيته في بيروت، واعتقلوا ناشطين في تيار المستقبل، وساقوهم الى المحاكم، وكانت التهمة ان رفيق الحريري يوزع الزكاة على الفقراء، من زيت زيتون الكورة والضنية وعكار. ارادوا ان يقولوا لنا ان الزكاة حرام. واليوم، ها هم انفسهم، رموزهم وعملاؤهم، رجال الوصاية والتبعية والذل، نواب المخابرات، وزراء ومرشحو المخابرات، يهاجمون مقاماتنا الدينية في عكار. في السابق، حاولوا التطاول على البطريرك صفير، واليوم يحاولون التطاول على مفتي الجمهورية. نحن لن نسمح بأي لغة طائفية، ولن نسكت على أي تطاول، على أي مقام من أي ديانة سماوية، هكذا علمنا رفيق الحريري". وقال الحريري خلال لقائه وفوداً من القلمون:"عندما استشهد الوالد لم يجدوا امامهم لاتهامه بالجريمة سوى حجاج من الشمال، وكأنه لا يكفي ماذا فعلوا بأبناء الضنية. هؤلاء لا يريدون ان يتقدم البلد وما معنى هذا التهجم المستمر على آل الحريري؟". وسأل امام وفد من الحركة الثقافية - طرابلس عن"سبب هذا التهجم المتواصل على قريطم"، وقال:"لماذا يسمح للبعض بان يخوض الانتخابات في كل لبنان ونحن نمنع من ذلك؟ فنحن مشروعنا واضح، ولكن مشروع غيرنا غامض". وأدى الحريري صلاة الجمعة في مسجد الوفاء في طرابلس. وأم المصلين الشيخ عمر حسيان الذي دعا المصلين الى ان"يختاروا الانسب والافضل ومن يظنون ان فيه الصدق والاخلاص لمصلحة هذا الشعب". وسأل الحريري امام وفد من نقابتي المزارعين والنجارين:"ماذا كان يفعل نواب هذه المنطقة لمساعدة المزارعين؟". ولفت الى"المشاريع التي كانت مخصصة لعكار وعُطلت لأن رفيق الحريري كان وراء تأمين الاموال لها من الصناديق العربية". وأوضح انه"كان مخصصاً لهذه المنطقة 300 مليون دولار صرف منها 70 مليوناً فقط وهذا الامر منذ العام 2000، اما الپ230 مليون دولار الباقية فوضعوها في الادراج وهي مخصصة لمشاريع الطرقات والمياه والمجاري الصحية والمدارس والمستشفيات". فتفت: لا تصدقوا الاشاعات وحذر النائب أحمد فتفت من الاشاعات التي يحاول بثها من أراد تهديد الناس واخافتهم في عهد النظام الامني داعياً للتصويت حرفياً بكامل اللائحة"حتى لو علمنا أن هناك من يشطب لن نشطب نحن". وقال:"لا تصدقوا الاشاعات, في بشري لمسنا صدقية كاملة بالامس في مهرجان الكتلة, وشاهدنا جميعاً مدى صدق أهل بشري معنا ومدى صدق القوات اللبنانية. أما حلفاؤنا في عكار فهم عملياً اما حلفاء التيار أو أعضاؤه ونحن ملتزمون بهم فرداً فرداً". وعن اتهامات النائب مخائيل الضاهر باستعمال المال رد فتفت:"ان مخايل الضاهر وان اتهم غيره باستعمال المال السياسي فهو يعرف نفسه جيداً ويعرف أنه غيّر وجهه السياسي من أجل المال. واليوم من السهل معرفة من يدفع الاموال خلال جولة بسيطة في عكار وطرابلس واننا واثقون من ضمائر الناس". وتوقع كثافة الاقتراع في الشمال وأمل"ان تبقى المعركة ضمن النطاق السياسي العام". ورأى في حديث لپ"المؤسسة اللبنانية للإرسال"ال بي سي"ان العماد عون خسر الكثير من مناصريه في عكار وفي مناطق اخرى بعد تصعيد خطابه في الآونة الاخيرة"، مؤكداً ان اللائحة المدعومة من"تيار المستقبل"وپ"القوات"تمثل"الخط المعتدل اسلامياً ومسيحياً وسنعمل جاهدين خلال اليومين المقبلين لاستعادة رسالة الوحدة الوطنية في مناطق عكار المسيحية كما استعدناها في مناطق عكار الاسلامية". وتحدث عن"تواجد امنيين سوريين في الشمال يستدعون اشخاصاً عبر الحدود ويستعملون وسائط مباشرة للضغط على الناس". وكشف عن"ان اشخاصاً ينتحلون صفة الانتماء الى"تيار المستقبل"ويقومون بشراء البطاقات الانتخابية ممن يؤيدون التيار وهؤلاء يعمدون الى اتلاف البطاقات". وتحدث عن ان الرئيس عمر كرامي"اجبر الموظفين في مؤسساته على تسليم بطاقاتهم الانتخابية وبطاقات عائلاتهم الى مديريهم وإلا طردوا من وظائفهم ونحن وضعنا بعثة مراقبة الانتخابات في اجواء ما يحصل في الشمال". ودعا رئيس"دعوة الايمان والعدل والإحسان"في طرابلس حسن سعيد الشهال الناخبين الى الاقتراع لمصلحة المرشحين الذين يدعمهم"تيار المستقبل"و"التصويت للقيادة السنّية الشابة المتمثلة بسعد رفيق الحريري وإياكم ان تصوتوا للذين ما زالوا يصرون على نهجهم القديم الساقط المهزوم". وعقد أمين سر حركة اليسار الديموقراطي المرشح عن المقعد الماروني في دائرة الشمال الثانية الياس عطاالله مؤتمراً صحافياً امس، شن خلاله حملة على"النظام الامني المشترك اللبناني - السوري". واسترجع محطات لما قامت به المعارضة منذ اغتيال الحريري، وقال:"لا شك في ان بعض الاخطاء ارتكبتها المعارضة نظراً لطبيعة تكوينها المتنوع والمتعدد ونظراً للدور الذي لعبته"عين التينة لتأجيل الانتخابات". وأكد ان عودة العماد عون"ما كانت لتحصل لولا انتفاضة الشعب اللبناني وهو منذ الساعات الاولى لعودته قدم اكثر من مؤشر الى ان يحضر انتقالاً مموهاً لموقع آخر". ورأى"ان اهل الشمال اهل الوحدة والاعتدال سيحاسبون الجنرال المتعاظم". وأكدت لائحة"قرار الشعب"في الشمال المدعومة من"التيار الوطني الحر"التزامها"اتفاق الطائف نصاً وروحاً واعتماد ما يتفق عليه اللبنانيون بعيداً من أي تدخل خارجي والحفاظ على حريتنا في قيادة بلدنا وتقرير مصيره والتمسك بكل الالتزامات الدولية". وحذرت من الذين"يحاولون شراء الضمائر لكسب الاصوات وان مواجهتنا ستكون مع المال السياسي". "التيار الوطني الحر" وتحدث المرشح عن مقعد البترون الماروني في"التيار الوطني الحر"جبران باسيل عن حادث أمني تعرض له الناشط في التيار فؤاد اسحاق في بلدة كرمسدة، وسأل:"هل هذه السلطة البديلة التي وعدنا بها من قبل"قرنة شهوان"منذ خمس سنوات أم انها سلطة مستنسخة تستعمل أساليب القمع والترهيب والإرهاب الفكري نفسها؟". وأقام الحزب السوري القومي الاجتماعي مهرجاناً انتخابياً لمرشحه عن الكورة حنا العيناتي الذي قال انه يمثل"روح المقاومة الوطنية والاسلامية التي انطلقت من مقهى"ويمبي"في بيروت لتحرير جنوبنا المحتل، وان المقعد النيابي ليس هدفاً في حد ذاته بل وسيلة للتعبير عن مصالحكم وأهدافكم الحيوية في الندوة النيابية". وزار وفد من الحزب الشيوعي اللبناني النائب سليمان فرنجية. وذكر الحزب في بيان له"ان المال السياسي دخل كعنصر من عناصر الآلة الانتخابية التي انتقلت الى طرابلس بهدف كسب الاصوات والتجييش الطائفي". كما زار الوفد النائب السابق عبدالمجيد الرافعي. وزار رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا على رأس وفد النائب سليمان فرنجية الذي وصف شاتيلا بپ"صديق حقيقي لأنه صديق في الازمات ونشكر دعمه". اما شاتيلا، فقال:"اننا نقف الى جانبه ولا حياد بين توحيديين وتقسيميين". وزار شاتيلا الأمين العام لحركة التوحيد الاسلامي الشيخ بلال شعبان الذي استنكر تعليق صور سمير جعجع على بعض المساجد لا سيما مسجد النور في منطقة باب الرمل. وانتقد النائب صالح الخير تشكيل اللوائح التي اعتبرها"خارجة عن ارادة المواطنين وتطلعاتهم المستقبلية"، وحمل على"المتآمرين على المنية وأبنائها الذين استبعدوا الممثلين الشرعيين للمنطقة". وفي العزوف عن الترشح، اعلن كل من رشيد الضاهر عن المقعد الماروني في عكار انسحابه"لعدم دعوته الى الانضمام الى لائحة"تيار المستقبل"لكنه سيدعم مرشحي اللائحة". كما اعلن المرشح يوسف الدويهي انسحابه لمصلحة"لائحة المصالحة والاصلاح". كما اعلن جورج برجي سحب ترشحه عن مقعد الكورة للروم الارثوذكس"صيانة لوحدة القوميين الاجتماعية". ونشر حزب الكتائب حصيلة دراسة اولية للنتائج التي اسفرت عنها نتائج ثلاث مراحل من الانتخابات على الساحة المسيحية وأبرزها:"تراجع التمثيل النيابي للأحزاب التاريخية عند المسيحيين بما فيه التمثيل الكتائبي وعدم قدرة "القوات اللبنانية" على الاضطلاع بدور الرافعة المسيحية في مقابل التكتلات الكبرى الاخرى في المجلس النيابي وحلول "التيار العوني" محل كل الاحزاب التاريخية المسيحية بما فيها "القوات".