تتجه التحالفات الانتخابية التي يهددها تكاثر المرشحين، نحو الحسم خلال الأيام القليلة المقبلة بين قوى المعارضة التي تعقد اجتماعاً موسعاً لأركانها غداً الخميس لوضع برنامجها، وبين بعض قواها وبين بعض القوى الموالية، مما ادى الى تريث سعد الدين رفيق الحريري في الإعلان عن لائحته في الدوائر الثلاث للعاصمة بيروت الى مساء اليوم نفسه في انتظار استكمال الاتصالات مع سائر القوى المعارضة. راجع ص2 و3 ولم تخل التحضيرات للوائح من خلافات بين قوى المعارضة، أخذت تظهر الى العلن، اذ أدت التسريبات عن الاسماء التي تتضمنها اللائحة التي يترأسها الحريري في بيروت وتشمل جبران تويني وحده من المعارضة المسيحية، الى اعتراضات من قوى أخرى في المعارضة نفسها. وتحركت السيدة صولانج بشير الجميل التي كان تردد انها مرشحة على لائحة المعارضة التي يدعمها آل الحريري، فزارت المراجع الدينية في بيروت نافية ان تكون نيتها الترشح في كسروان مبدية اعتراضها على عدم التنسيق معها، خصوصاً ان سعد الحريري احتفظ بالمقعد الماروني للنائب غطاس خوري الذي هو عضو في الكتلة التي كان يترأسها والده الشهيد. وظهرت شعارات في منطقة الاشرفية التي يتمثل الناخبون الموارنة فيها بهذا المقعد تدعو الى التمثيل الحقيقي فيها. واعتبر رئيس الحytركة الاصلاحية الكتائبية ايلي كرامة"انهم يشحذوننا مقعداً واحداً عن الاشرفية"الارثوذكسي الذي رشح عنه تويني وانتقد الانتقال من"الاستبعاد من جانب سورية الى التبعية". وهاجمت الجميل قانون العام 2000 الذي ستجري الانتخابات على اساسه. وفرض تزاحم المرشحين، واستمرار رفض رئيس المجلس النيابي طلب المعارضة، لا سيما المسيحية، اعتماد قانون القضاء 1960 للانتخابات، دعوة البطريرك الماروني نصرالله صفير مجلس المطارنة الموارنة الى اجتماع استثنائي صباح اليوم لبحث التطورات. وفيما زار الحريري مساء امس العماد ميشال عون للتنسيق، أعلن رئيس الحكومة السابق عمر كرامي انه سيتخذ قراره النهائي في شأن الترشح الاثنين المقبل مرجحاً التحالف مع النائب سليمان فرنجية والحزب السوري القومي الاجتماعي، و"الجماعة الإسلامية"في احدى دائرتي الشمال، وسط تقديرات بأن يشمل التحالف تيار العماد عون من المعارضة، برز موقف لافت للبطريرك صفير دافع فيه عن رئيس الجمهورية اميل لحود ضد الحملات التي تعرض لها من المعارضة الاسبوع الماضي. ورأى لحود ان القانون الذي ستجري على اساسه الانتخابات لا يؤمن المساواة قانون العام 2000. اما البطريرك صفير فرأى انه"لا يجوز ان نهاجم اعلى مقام عندنا بل ان نعامل بعضنا باللياقة اللازمة. لا اريد ان أبرئ احداً ولا اريد ان اخطئ احداً، هناك اخطاء نتحملها جميعنا". وأضاف لدى استقباله وفداً من مناصري"القوات اللبنانية":"علينا ان نتعلم من غيرنا ومن اخطائنا نحن، وأنتم تتابعون الأحوال، ولكن هذه الأحوال تتدهور، خصوصاً اننا نلوم بعضنا بعضاً لا بل نهاجم بعضنا بعضاً بالكلام، وهذا لا يجوز ونهاجم اعلى مقام عندنا وهذا لا يجوز". وسيحدد اجتماع الخميس أين يمكن للمعارضين ان يتحالفوا، وأين يمكن ان يفترقوا بسبب تناقض المصالح الانتخابية، وهذا ما سيقود الى تعاون بين بعض المعارضين وبعض الموالين، وفي انتظار الحسم تسود المناورات من الجميع. وتشكل منطقة الشمال، إضافة الى جبل لبنان، محكاً للتنازلات المتقابلة من المعارضين. ففي الكورة تردد ان المعارضة ستخوض الانتخابات بالنائب فريد مكاري تيار المستقبل، وجوزف شيخاني اليسار الديموقراطي وفريد حبيب القوات، وفي البترون يتجه النائب بطرس حرب الى التحالف مع نبيل حكيم من الحركة الكتائبية الإصلاحية برئاسة الرئيس امين الجميل، فيما للتيار العوني المرشح جبران باسيل ومرشح آخر في الكورة. وفي الدائرة الثانية الشمالية التي تشمل عكار وبشري والضنية يقضي التوجه بالتعاون بين تيار الحريري والقوات في بشري ترشح ستريدا جعجع وإيلي كيروز عن القوات مع إمكان التعاون في عكار مع النائب مخايل الضاهر والنائب محمد يحيى وعبدالله حنا من التيار العوني اضافة الى المرشحين السنّة من تيار المستقبل. لكن الحديث عن عدم ترك مقعد لتيار عون في الدائرة الشمالية الأولى طرابلس، الكورة، البترون، زغرتا والمنية هو الذي طرح إمكان تعاون كرامي وفرنجية وحلفائهما معه فيها. وأفادت مصادر كرامي الى ان المعارضين يتجهون الى حسم أمرهم في هذه الدائرة بالتعاون مع التكتل الطرابلسي، ومن دون تيار عون، وأن التأخير في إعلان هذا التعاون غرضه المناورة. وفيما واصلت حركة "أمل" و"حزب الله"، اجتماعاتهما للاتفاق على اللائحة في الجنوب والتنسيق في ما يخص لائحتي دائرتي بعلبك - الهرمل والبقاع الغربي، تأكد التوجه نحو تحالف الجانبين مع"تيار المستقبل"والحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب وليد جنبلاط في المعارضة في بيروت ودائرة بعبدا ? عاليه في الجبل والبقاع الغربي. وكان سعد الحريري قال بعد زيارته عون انها"لتهنئة دولة الرئيس الجنرال بالرجوع بعد هذه المدة الطويلة، وكان من المفترض ان يرجع منذ زمن". وقال انه جاء يشكره وعائلته"على وقوفه منذ اللحظة الأولى الى جانب عائلة الشهيد رفيق الحريري، وحتى نعبر عن مشاعرنا بالنسبة إليه والى غيره". وعن تأخر اعلان لائحة بيروت قال:"ليس هناك من سبب لتأخرها". وعن امكان تشكيل لائحة، بعد الإشكال الحاصل بين جنبلاط وعون، قال الحريري:"جئت اشكر الجنرال وأهنئه بالعودة، ولن اتكلم في السياسة، فكلنا متفقون على 14 آذار مارس ويجب ان نوسعه. 14 شباط فبراير كانت تنقصه فئة من اللبنانيين، ويجب ان نكمله". اما عون فقال:"متفقون على المبادئ العامة، ونأمل بأن تتحول الى قضايا عملية على الأرض". على صعيد آخر، أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة انها فتحت امس مواقعها في منطقة الناعمة امام لجنة التحقق الدولية من إتمام الانسحاب السوري في لبنان. وأوضحت ان اللجنة تأكدت من خلو مواقعها من أي وجود للقوات السورية، كما تأكدت من الهوية الفلسطينية لهذه المواقع التي تضم عدداً من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان.