طالب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الحكومة السودانية ومتمردي دارفور احترام وقف النار في الاقليم، وتسريع التوصل الى تسوية سياسية للنزاع لإنهاء المأساة التي تشهدها المنطقة، فيما تحدثت الخرطوم عن اتصالات جرت مع الاتحاد الافريقي والمدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة المتهمين بارتكاب جرائم حرب في دارفور في داخل البلاد، برقابة افريقية. وزار أنان أمس اقليم دارفور الذي كان زاره للمرة الأولى في تموز يوليو الماضي. وتفقد معسكر"كلمة"للنازحين في ولاية جنوب دارفور، والتقى ممثلي النازحين والمنظمات العاملة، كما أجرى محادثات مع حاكم الولاية الحاج عطا المنان. وزار أنان أيضاً منطقة لبدو التي كان يسيطر عليها المتمردون، وأجبرتهم القوات الحكومية على مغادرتها بعد معركة دامية دمرت فيها القرية بشكل شبه كامل وشرد أهلها. وقال مبعوث الأممالمتحدة الى السودان يان برونك"إن أنان شهد كيفية تدمير المدن". وأعرب أنان عن حزنه العميق للمشاهد المروعة، وأبدى تعاطفه مع النازحين الذين أجبروا على مغادرة ديارهم قسراً. وطالب أطراف النزاع احترام وقف النار وعدم الاعتداء على قوافل الاغاثة وموظفيها وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وتسريع التوصل الى تسوية سياسية في جولة المحادثات التي قرر الاتحاد الافريقي استئنافها في 10 حزيران يونيو المقبل. ورأى أن الأوضاع لم تشهد تغييراً كبيراً منذ زيارته الاقليم قبل حوالي السنة، رغم انحسار العنف والمواجهات بشكل نسبي. وأشاد بدور بعثة الاتحاد الافريقي التي تراقب وقف النار. ودعا الخرطوم الى مضاعفة الجهود لإعادة الأوضاع الى طبيعتها. وأعرب عن ارتياحه الى الدعم الذي تعهد به المانحون لتعزيز قوات الاتحاد الافريقي في الاقليم. وذكر أنان أنه سيزور اليوم جوبا، كبرى مدن جنوب البلاد، ورمبيك مقر"الحركة الشعبية لتحرير السودان"، لدفع تنفيذ اتفاق السلام. وسيلتقي زعيم الحركة جون قرنق ولجنة صوغ الدستور الانتقالي التي نقلت جلساتها الى هناك، قبل أن يعود الى الخرطوم لاجراء محادثات مع الرئيس عمر البشير في ختام زيارته للبلاد.