تدخلت الأممالمتحدة لدى الرئيس السوداني عمر البشير أمس للافراج عن مسؤول في منظمة"أطباء بلا حدود"اعتقال في نيالا بعد يوم من اطلاق مدير المنظمة في الخرطوم بسبب تقرير عن وقوع عمليات اغتصاب في دارفور، وأكدت أن الاغتصاب موجود ومستمر في الاقليم. وكشفت أن الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان، الذي زار البلاد، طرح خطة"عسكرية وإنسانية وسياسية"لمعالجة الأوضاع في المنطقة. وانتقد مبعوث الأممالمتحدة الى السودان يان برونك في مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس اعتقال السلطات رئيس منظمة"أطباء بلا حدود"الهولندية في السودان البريطاني بول فورمان الذي افرج عنه بكافلة الاثنين، والمنسق الاقليمي للمنظمة في دارفور الهولندي فينسنت هويدت الذي اعتقل في نيالا أمس ويجري نقله الى الخرطوم للتحقيق معه. وأكد برونك رفض الأممالمتحدة اعتقال موظفي المنظمات الإنسانية وسياسة تخويفها. وقال إنه سيثير مع الرئيس عمر البشير خلال لقاء يجمعهما هذه القضية، وسيطلب منه وقف الاجراءات القانونية وملاحقة مسؤولي منظمة"اطباء بلا حدود"، موضحاً أن التقرير الذي أعدته المنظمة عن وقوع عمليات اغتصاب مستمر في الاقليم، وتعهد بحماية أي صحافي يسافر الى دارفور للتأكد من وجود اغتصاب وضمان نشر تقريره في الصحف المحلية التي تراقبها السلطات الأمنية. وذكر أن أنان، الذي زار دارفور أخيراً، وجد الأوضاع تحسنت مقارنة بزيارته الاقليم قبل 11 شهراً، وكشف أنه طرح على المسؤولين"خطة عسكرية وإنسانية وسياسية"لمعالجة الأوضاع وحماية مخيمات النازحين ووقف الاعتداء عليهم وملاحقة مجرمي الحرب وايجاد تسوية سياسية سريعة للنزاع. وأضاف برونك ان السلطات السودانية اعتقلت مجموعات كبيرة من المتهمين بارتكاب جرائم حرب في دارفور، وأن الميليشيات العربية المتحالفة مع الخرطوم سلمت السلطات زعماء مجرميها، واعتبر ذلك خطوة مهمة لمحاكمة المتهمين. وشدد المسؤول الدولي على أهمية انهاء أزمة دارفور قبل نهاية العام، حتى يتمكن السودان من استقبال القمة الافريقية التي تعقد في الخرطوم العام المقبل"بحدث عظيم". وتحدث عن اتصالات أجراها مع حركتي"تحرير السودان"و"العدل والمساواة"اللتين تعهدتا المشاركة في المحادثات مع الحكومة التي ينتظر استئنافها في أبوجا في 10 الجاري. ودعا برونك الى إدارة حوار بين الحكومة والمعارضة، وعقد مؤتمر جامع تشارك فيه كل القوى السياسية من أجل الوصول الى حلول متكاملة لمشاكل البلاد. وأقر بتحسن الأوضاع الأمنية في دارفور، لكنه أعرب عن قلقه ازاء سوء الأوضاع الإنسانية التي وصفها بأنها غير مطمئنة. وفي اسمرا افيد ان قادة المعارضة السودانية سيلتقون اليوم في القاهرة بزعيم"الحركة الشعبية"جون قرنق في لقاء يوصف ب"الفرصة الأخيرة"لترتيب الأوضاع داخل صفوف المعارضة. وقال ل"الحياة"الناطق باسم"التجمع الوطني الديموقراطي"السوداني المعارض حاتم السر علي ان القاهرة ستستضيف اليوم اجتماعاً مصيرياً للمعارضة يرأسه محمد عثمان الميرغني في حضور قرنق الذي سيصل إلى العاصمة المصرية في زيارة خاطفة يتوجه بعدها إلى الولاياتالمتحدة عقب لقائه حلفاءه المعارضين، علماً ان قرنق سيتولى منصب النائب الأول للرئيس السوداني في تموز يوليو المقبل. وأشار عضو هيئة قيادة التجمع الدكتور الشفيع خضر إلى أن قيادات المعارضة عقدت اجتماعاً أمس للتحضير للقاء قرنق الذي قد يحمل معه بعض الأفكار لدفع عملية التفاوض بين الحكومة والتجمع. وفي أبوظبي، أكد مكتب منظمة"أطباء بلا حدود"، في بيان أُرسل الى"الحياة"في لندن، ان مدير برنامجها في السودان بول فورمان أُوقف بتهمة قيامه بجرائم ضد الدولة. وقالت انها تعتبر الاتهامات ضده"بمثابة إهانة وانتهاك للعمل الإنساني وتتمسك بالقول أن التقرير الذي نشرته حول الاغتصاب الجنسي في دارفور، صحيح ومؤكد وخال من أي مبالغة". وأوضحت المنظمة ان السلطات السودانية أفرجت عن فورمان بريطاني لكن لم تسمح له بمغادرة السودان.