أدى الزعيم العراقي الكردي مسعود بارزاني رئيس"الحزب الديموقراطي الكردستاني"أمس اليمين الدستورية، رئيساً لاقليم كردستان، بعدما انتخب غريمه السابق وحليفه الحالي جلال طالباني رئيسا للبلاد. وغاب عن الاحتفال رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري. وللمرة الأولى في تاريخ العراق الحديث يتولى فيها زعيمان كرديان أعلى المناصب الرسمية في الدولة على مستوى رئاسة الجمهورية ورئاسة اقليم كردستان. وبدأ الاحتفال ظهر أمس في بهو مبنى برلمان كردستان وسط أربيل 350 كلم شمال بغداد حيث وضعت صورة كبيرة لمؤسس"الحزب الديموقراطي الكردستاني"الملا مصطفى بارزاني الزعيم التاريخي لأكراد العراق، بالإضافة الى أعلام كردية وعلم العراق في عهد الرئيس عبدالكريم قاسم 1958-1963 ورأس الاحتفال رئيس البرلمان الكردستاني عدنان مفتي. وبدأ الاحتفال بتلاوة آيات قرآنية أعقبتها دقيقة صمت على شهداء العراق. وحضر الاحتفال طالباني ورئيس الجمعية الوطنية الانتقالية حاجم الحسني، ونائبا رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي وغازي الياور ونائب رئيس الوزراء أحمد الجلبي، بالإضافة الى عدد من الوزراء بينهم وزير الخارجية هوشيار زيباري والتخطيط برهم صالح ورؤساء عدد من الاحزاب يتقدمهم محسن عبدالحميد زعيم"الحزب الاسلامي"وحميد مجيد الأمين العام ل"الحزب الشيوعي"العراقي. وغاب رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري، كما حضر الاحتفال أشرف قاضي ممثل الامين العام للأمم المتحدة وسفراء عدد من الدول في بغداد. وقال طالباني في اعقاب اداء بارزاني اليمين ان"هذا الاختيار يجسد وحدة الموقف الكردي ووحدة صف الشعب الكردي ويؤكد في الوقت ذاته أن الشعب الكردي إذ يحرص على تقدير ابنائه البررة، إنما يحرص على وحدته مع الشعب العربي في العراق". واضاف:"نعتقد بأن تجربة كردستان الديموقراطية تصلح ان تكون نموذجاً للديموقراطية في العراق. بإمكان الشعب العراقي الاستفادة منها مستقبلاً"، مشيراً الى ان"كردستان تشكل جزءاً مهماً من تركيبة الشعب العراقي والدولة العراقية، اختارت العيش معه في ظل عراق اتحادي فيديرالي ديموقراطي". واضاف:"انا واثق من أن الاخ بارزاني سيعمل على تعزيز هذه الوحدة الوطنية". من جانبه، أكد المفتي أن"هذا الاختيار حقق أمنية شعب كردستان التي طال انتظارها وحقق نصراً وانجازاً جديدين للشعب الكردي". وأوضح ان"الاخ مسعود بارزاني شخصية معروفة بنضالها وهو يعد أقدم مناضل لهذا تم اختياره بالاجماع لهذا المنصب، ونحن واثقون من أنه جدير بهذه المسؤولية التاريخية". ودعا المفتي بارزاني الى العمل من أجل"ترسيخ الاستقرار والسلام والديموقراطية والقانون والعدالة في عموم مدن كردستان". وطالب الجعفري ب"العمل من أجل حل مشاكل الاكراد التي تقف في مقدمها مشكلة كركوك استناداً الى قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية". ويضم اقليم كردستان ثلاث محافظات هي أربيل والسليمانية ودهوك وهي تتمتع فعلاً بحكم ذاتي منذ عام 1991 عندما سحبت بغداد كل مؤسساتها الرسمية من عموم مدن كردستان. وكان البرلمان الكردستاني صادق الخميس الماضي على مشروع قانون رئاسة اقليم كردستان العراق الذي قدمه الحزبان الكرديان الرئيسيان، وينص على ان ينتخب مواطنو كردستان بالاقتراع العام السري المباشر رئيساً للاقليم يمثلهم ويتحدث باسمهم على الصعيدين الداخلي والخارجي ويتولى التنسيق بين السلطات الاتحادية وسلطات الاقليم. لكن في هذه الدورة تم انتخاب رئيس الاقليم في البرلمان على ان تنظم في الدورة المقبلة انتخابات مباشرة. وبموجب القانون، يتولى الرئيس منصب القائد العام لقوات البيشمركة المقاتلون الأكراد. ويتمتع بصلاحية حل مجلس الوزراء عند سحب الثقة منه وتعيين الحكام ورئيس وأعضاء الادعاء العام بعد ترشيحهم من مجلس قضاء الاقليم ومنح الرتب العسكرية لضباط القوات المسلحة للاقليم وقوى الامن الداخلي وفصلهم واحالتهم على التقاعد.